
انتشرت في الآونة الأخيرة مشاهد صادمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت مجموعات من المراهقين يقودون دراجات نارية ويتعمدون الاعتداء بشكل مهين على المواطنين في الشوارع، بتوجيه صفعات مباغتة لهم وسط حالة من الغضب بين رواد تلك المواقع بكافة منصاتها، مشاهد مهينة استفزت الرأي العام وأشعلت موجة غضب عارمة، دفعت الأجهزة الأمنية للتحرك الفوري وضبط المتهمين المتورطين في هذه الوقائع.
لم تتأخر الأجهزة الأمنية في توجيه ضربتها الحاسمة، حيث جرى تحديد وضبط المتهمين الذين اعتادوا نشر الرعب والإهانة بين المواطنين، لتؤكد الأجهزة الأمنية مجددًا أن هيبة الشارع المصري خط أحمر، وأن كل من تسول له نفسه العبث بأمن الناس أو كرامتهم سيكون مصيره الحتمي السقوط خلف القضبان.
التعدي على المواطنين بشكل مهين في روض الفرج
شغل مقطع فيديو يقوم خلاله شابين بصفع المارة، وخاصة كبار السن، ويقوم اخر بتصويريهم بمنطقة روض الفرج بالقاهرة الرأي العام، وسادت حالة من الغضب الشديد وسط المواطنين الذين طالبوا بالقبض عليهم وتوقيع أقصى عقوبة بحقهم، ولم تمر 24 ساعة حتى تمكن رجال المباحث من ضبطهم.

حيث نجحت الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي تضمن قيام شخصان يستقلان دراجة نارية بالتعدي بالضرب على المواطنين بشكل مهين وإستعانتهما بآخر لتصوير ذلك بالقاهرة.
بالفحص تبين عدم ورود أية بلاغات فى هذا الشأن، وأمكن تحديد وضبط الشخصين الظاهرين بمقطع الفيديو عاطلان "لأحدهما معلومات جنائية"، وكذا ضبط القائم على تصوير ذلك المقطع عاطل "له معلومات جنائية"، جميعهم مقيمين بالقاهرة.

كما تم ضبط الدراجتين الناريتين المستخدمتين فى الواقعة ، وبمواجهتهم أقروا بإرتكاب الواقعة بقصد المزاح وتصويرها بغرض نشرها على صفحاتهم بمواقع التواصل الإجتماعي، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.
ضرب أحد المارة أثناء سيره في الشارع بعين شمس
وفي السياق ذاته تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات منشور مدعوم بمقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن قيام شخصين يستقلان دراجة نارية بالتعدى على أحد المارة بالضرب حال سيرهم بدائرة قسم شرطة عين شمس بالقاهرة.

بالفحص تبين عدم ورود ثمة بلاغات فى هذا الشأن ، وأمكن تحديد وضبط مرتكبا الواقعة (طالب ، عامل - مقيمان بدائرة القسم) وبحوزتهما الدراجة النارية المستخدمة فى الواقعة وبمواجهتهما إعترفا بإرتكاب الواقعة على النحو المشار إليه على سبيل المزاح.
تم التحفظ على الدراجة النارية وإتخاذ الإجراءات القانونية حيال مرتكبا الواقعة.
صفع طفل أثناء سيره في الشارع بكفر الشيخ
كذلك نجحت الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى يتضمن قيام 3 أشخاص مستقلى دراجة نارية بدون لوحات معدنية بصفع أحد الأطفال حال سيره بالطريق العام بدائرة مركز قلين بكفر الشيخ .

بالفحص أمكن تحديد وضبط مرتكبى الواقعة (3 طلاب - مقيمين بدائرة المركز) والدراجة النارية المستخدمة فى الواقعة ، وبمواجهتهم قرروا بإرتكابها على سبيل المزاح .

تم التحفظ على الدراجة النارية وإتخاذ الإجراءات القانونية حيال مستقليها .
دكتور علم نفس: نتاج سلوك أسري ولابد وضع برامج للتوعية
وفي نفس السياق قال الدكتور أحمد فخري أستاذ علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعى عين شمس، أن ظاهرة التنمر والبلطجة واستخدام العنف ضد الآخرين أصبحت من الظواهر العدوانية، ولها آثارها النفسية على الضحايا وعلى من يشاهد تلك الظواهر عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار"فخري" إلي أننا نجد أن تلك السلوكيات العدائية، بداية من التنمر إلى استخدام العنف والبلطجة، لا تقتصر على فئة الذكور فقط كما هو متعارف عليه، ولكن أصبحت الإناث أيضا لهن باع كبير في استعراض البلطجة والعنف، كما نجد أن تلك الظاهرة لا ترجع إلى عامل واحد، ولكن لها عوامل متشابكة، بداية من تسليط الإعلام على سلوكيات وجرائم العنف التي تولد عنفًا، فنجد أن مشاهد العنف أو التعرض للعنف تخلق مسارات عصبية لدى الأطفال صغار السن والمراهقين لممارسة تلك السلوكيات، التي تتسم بداية بالتنمر إلى السلوك العدواني المباشر.
أسباب الظاهرة
وأرجع أستاذ علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعى عين شمس، أسباب تلك السلوكيات العدائية إلى أمراض التربية التي تبعد عن "العيب" و"الممنوع"، فنجد أن هؤلاء الشباب ينحدرون من أسر مختلة وظيفيًا، يشيع لديها اللامسؤولية في تربية الأبناء، والتفكك، وعدم الانصياع إلى القواعد أو المبادئ التي تقوم على العيب والغلط والممنوع، وفي الغالب تتسم أسر هؤلاء الشباب بالعنف بين أفرادها والتنمر ومعايرة بعضهم البعض والحرمان العاطفي، وأوضح أن هؤلاء الصبية يعدون أن تلك الأفعال للمزاح ولكنها نتاج سلوك أسري ناتج عن التفكك وبعد الأباء عن الأبناء وتوعيتهم وتربيتهم تربية صحيحة.
وأضاف أن هذا ما يفرز لنا "الشخصية المضادة للمجتمع"، وهو اضطراب في الشخصية يتسم صاحبه بالبعد عن الأخلاق، ودائمًا يخترق النظم والقوانين ويتحايل على القواعد وآداب المجتمع، ولا يبالي بمشاعر الآخرين، ولا يمتثل للعيب والحرام والغلط، ولا يبالي بالآخر.
الحلول
ولوضع روشتة لحلول تلك الظاهرة المشينة، أكد الدكتور "أحمد فخري"، أنه مع انتشار تلك الظواهر المنحرفة وغير المنضبطة داخل مجتمعنا، نجد أن لمؤسسات المجتمع المدني دورًا هامًا في وضع برامج لتوعية وإرشاد الأسر في المناطق العشوائية والريف.
وللإعلام دور توعوي هام في توعية أفراد المجتمع وتسليط الضوء على تلك الظواهر، من خلال تشريح علمي منضبط لها وبيان كيفية الحد منها.
وأيضًا للمؤسسات النفسية والتعليمية دور في نشر الوعي المعرفي والإرشاد النفسي للأسر والأبناء، لتعديل