أعلنت شركة طاقة فرنسية تطورات جديدة لمشروع استخراج الميثان من الفحم وكذلك التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي، بهدف تقليل الواردات مع خفض الانبعاثات.
وقرّرت الشركة -وهي "إف دي إي" (FDE)- إطلاق حملة حفر من المقرر أن تبدأ في خريف هذا العام (2025) ولمدة عام كامل بميزانية قدرها 15 مليون يورو (17 مليونًا و400 ألف دولار)، وفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم أن غاز الميثان هو أحد غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، فإنه يمكن احتجاز تركيزاته العالية داخل رواسب الفحم، ثم إعادة بيعه في صورة غاز طبيعي لاستعماله لأغراض الكهرباء والتدفئة والطهي وإنتاج الهيدروجين من بين أمور أخرى.
وبحسب الشركة التي تقول إنها مُنتجة طاقة سلبية الانبعاثات، من شأن الغاز المُنتج أن يقلل الاعتماد على الواردات والانبعاثات الناتجة عن الاستيراد؛ إذ إن بصمته الكربونية أقل 10 مرات من الغاز المستورد.
استخراج الميثان من الفحم في فرنسا
تقول شركة "إف دي إي" إن حملة استخراج الميثان من الفحم تقع داخل امتياز "بلو لورين" الذي منحته إياها الحكومة الفرنسية بإقليم موزيل في لورين بشمال شرق فرنسا.
وترتكز حملة الحفر التي تستمر 12 شهرًا على شهادتَيْن بوساطة شركة محلية وأخرى عالمية متخصصتين في التنقيب وإنتاج الموارد الطبيعية والأخرى في غاز الفحم خلال المدة بين عامَي 2015 و2018.
وأثبتت الدراسات وجود احتياطيات تُقدّر بأكثر من 2.1 مليار متر مكعب من الغاز داخل منطقة الامتياز التي تمتد على مساحة 191 كيلومترًا مربعًا.
وعلى الرغم من القيود التقنية والاقتصادية والبيئية والتنظيمية يمكن استخراج الميثان من الفحم بالمنطقة.
وتفصيليًا، ستصل أعمال الحفر إلى 1000 متر تقريبًا، وصولًا إلى طبقات الفحم ذات تركيزات الميثان العالية.
وتنقسم عملية الإنتاج إلى 4 مراحل تبدأ بالحفر العميق حتى الوصول إلى طبقات الفحم السميكة، ثم إطلاق الغازات داخلها، وعند انخفاض الضغط داخل الطبقات يخرج الغاز بصورة طبيعية إلى السطح من خلال أنبوب تغليف، ثم يُجمع بوساطة قنوات تصريف أفقية بقُطر 15 سنتيمترًا.
اعتبارات بيئية
لتنفيذ حملة الحفر لاستخراج الميثان من الفحم، لن تلجأ فرق شركة "إف دي إي" إلى التكسير المائي (الهيدروليكي) أو التقنيات المحظورة بموجب القانون المحلي؛ لأن الفحم يحتوي على شقوق طبيعية لاستخلاص الميثان منها.
كما تقرر استعمال تقنيات مُثبتة بما يتماشى مع معايير السلامة والحفاظ على البيئة، وإغلاق الآبار داخل الموقع باستعمال الأسمنت المُنتج خصوصًا لهذا الغرض.
بالإضافة إلى ذلك، سيراقب خبراء مستقلون وفرق تفتيش حكومية إجراءات حماية المياه الجوفية وطين الحفر.
بدوره، يقول الرئيس التنفيذي للشركة أنتوني فورسينال، إن الحملة تُبرز التزام الشركة بالجمع بين الابتكار والمسؤولية البيئية والتنمية المحلية؛ إذ إنها تقدم نموذجًا يُحتذى به في إجراءات السلامة وحماية البيئة من خلال تجنب استعمال التكسير الهيدروليكي والرقابة الحكومية الصارمة.
وبحسب المسؤول، تدعم الحملة المنطقة من خلال توفير فرص عمل للسكان، وتقليل الاعتماد على الخارج؛ لتلبية احتياجاتها الطاقية مع خفض انبعاثات الكربون.
ومن خلال استخراج الميثان من الفحم، ثمة فرصة لإنتاج الهيدروجين الخالي من الكربون فيما بعد، وهو ما يؤكد الالتزام بتحقيق سيادة الطاقة وبناء مستقبل مستدام.
اكتشاف هيدروجين طبيعي
تشمل حملة الحفر التي قررت "إف دي إي" إطلاقها قريبًا تقييم موارد اكتشاف هيدروجين طبيعي في لورين؛ إذ أعلنت الشركة في 15 مايو/أيار (2023) تحقيق اكتشاف هيدروجين طبيعي بتركيز 15% على عمق 1093 مترًا، وتركيز 98% على عمق 3 آلاف متر داخل بئر حفرتها في شرق فرنسا.
والآن، تقرر حفر بئر تطويرية بالتعاون مع مختبر تابع لجامعة لورين والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وأخرى في موزيل ضمن الحملة التي تشمل -أيضًا- استخراج الميثان من الفحم.
وبحسب بيان الشركة يوم الإثنين (25 أغسطس/آب 2025) فإن الهيدروجين الأبيض (الطبيعي) قد يصبح إنجازًا كبيرًا للطاقة النظيفة في فرنسا وأوروبا؛ كونه قريبًا من المستهلكين ومرافق البنية الأساسية ذات الصلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
