بدأ إنتاج النفط الأميركي في المياه العميقة يستعيد زخمه، وسط توقعات بأن يسجل أعلى مستوياته بحلول العام المقبل، بعد عقد من الصدمات التي أعقبت انهيار أسعار النفط عام 2015.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن عام 2025 يمثّل علامة فارقة مع انطلاق العديد من المشروعات في خليج أميركا (خليج المكسيك سابقًا).
وتوقَّع اقتراب إنتاج النفط الأميركي في المياه العميقة من تسجيل نحو 2.2 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا بحلول 2026، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق.
فبعد مرور 15 عامًا على كارثة منصة حفر ديب واتر هورايزن في 20 أبريل/نيسان 2010، عاد خليج أميركا ليصبح محركًا مهمًا لإنتاج النفط في الولايات المتحدة.
وخلال السنوات الماضية، تراجع الاهتمام بعمليات الاستكشاف البحرية بسبب طفرة النفط الصخري، التي وفرت إمدادات أرخص وأسهل في الاستخراج.
إضافة إلى ذلك، أسفرت التكاليف الباهظة التي صاحبت بعض مشروعات النفط البحرية سابقًا عن تأجيل الشركات الاستثمار في مشروعات الحفر بالمياه العميقة.
إضافات إنتاج النفط الأميركي في المياه العميقة
كشف التقرير الصادر عن شركة الأبحاث ريستاد إنرجي أن اتجاهات الشركات الناشئة خلال 2025 تُمهد لزيادة إنتاج النفط الأميركي في المياه العميقة بحلول 2026، حيث من المقرر دخول 3 وحدات إنتاج عائمة الخدمة قبل نهاية العام.
فقد بدأ العام بإطلاق وحدة إنتاج عائمة بحقل "ويل" التابع لشركة شل في يناير/كانون الثاني الماضي، وحققت معدلات ذروة إنتاجية بلغت 100 ألف برميل يوميًا خلال 5 أشهر.
وتصل احتياطيات حقل ويل إلى 480 مليون برميل نفط مكافئ، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما سجلت شركة بيكون أوفشور إنرجي (Beacon Offshore Energy) رقمًا قياسيًا في يوليو/تموز بتشغيل مشروع شيناندواه (Shenandoah)، ويعدّ ثاني مشروعات إنتاج النفط من تكوين ويلكوكس، عن طريق استعمال معدّات قادرة على التعامل مع ظروف الضغط العالية ودرجات الحرارة المرتفعة، وتصل إلى 20 ألف رطل لكل بوصة مربعة.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة، سيبدأ الحقل الإنتاج بطاقة أولية تبلغ 120 ألف برميل يوميًا، وصولًا إلى 140 ألفًا مطلع 2026.
ويتبقى الآن تشغيل وحدة الإنتاج العائمة سالامانكا (Salamanca)، وهي مشروع مشترك بين شركة "إل إل أو جي–LLOG" الخاصة وريبسول الإسبانية وشركة "أو جي أويل آند غاز- O.G. Oil & Gas"، إذ يُتوقَّع أن تبدأ الإنتاج قريبًا.
وستضيف وحدات الإنتاج العائمة الجديدة نحو 350 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا من قدرة المعالجة الاسمية -السعة المحددة-، وهي أعلى مستوى من الإضافات في السعة منذ 2015.
2025 سنة التحول
أظهر التقرير -أيضًا- بدء تشغيل 4 وصلات تحت سطح البحر خلال العام الجاري، مع آفاق نمو ملموسة لعام 2026، وأبرزها:
- مشروع باليمور التابع لشركة شيفرون في أبريل/نيسان الماضي، الموصول بمنشأة "بلايند فيث"، ومن المتوقع أن ينتج 75 ألف برميل يوميًا، وهو الأكبر من بين المشروعات الـ4.
- حقل دوفر التابع لشركة شل، الذي بدأ الإنتاج في أبريل/نيسان الماضي، عبر ربطه بوحدة الإنتاج العائمة "أبوماتوكس"، مع توقُّع أن يصل إنتاجه إلى 20 ألف برميل يوميًا.
- مشروع "أرغوس ساوث ويست إكستنشن" التابع لشركة بي بي البريطانية، وبدأ تشغيله في أغسطس/آب لربط 3 آبار، مع ذروة إنتاج تُقدَّر بـ20 ألف برميل يوميًا.
ومن المتوقع أن تبدأ عدّة مشروعات ربط تابعة لوحدات قائمة عملياتها في أواخر عام 2025، مثل "كاتماي ويست" و"صن سبير" و"زيفيروس"، و3 وحدات ربط جديدة في 2026، بحسب إدارة معلومات الطاقة.
وإجمالًا، ستضيف المشروعات الجديدة التي بدأت الإنتاج في خليج أميركا خلال 2025 نحو 350 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا بين 2026 و2027، وسيأتي قرابة 70% من وحدات الإنتاج العائمة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يُتوقَّع أن تسهم مشروعات 2025 بين 15% و18% من إجمالي إنتاج النفط الأميركي في المياه العميقة، وهي أعلى نسبة إنتاج ثابتة من مشروعات بدأت في عام واحد منذ 2009.
وخلال السنوات الـ5 المقبلة، سيكون هناك نشاط كبير في تشغيل مشروعات جديدة، خاصةً تلك المعتمدة على وحدات إنتاج عائمة، مثل مشروعات سبارتا (Sparta) وكاسكيدا (Kaskida) وتيبر (Tiber)، وهي مشروعات تستهدف مكامن نفطية عميقة.
وخلال العام الماضي، توقعت ريستاد إنرجي أن يصل الإنفاق الرأسمالي على عمليات الحفر الجديدة بالمياه العميقة إلى أعلى مستوياته منذ 12 عامًا في 2025.
وسيبلغ إجمالي الاستثمارات في الحقول العميقة الجديدة والقائمة 130.7 مليار دولار بحلول 2027، ما يعادل قفزة تقارب 30% مقارنة بعام 2023.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- إنتاج النفط الأميركي في المياه العميقة، من ريستاد إنرجي
- الاهتمام بخليج أميركا، من روغتيك ماغازين
- اكتشافات المياه العميقة وتوقعات استثماراتها، من رويترز
- احتياطيات حقل ويل، من منصة الطاقة
- إنتاج حقل شيناندواه، من إدارة معلومات الطاقة
