تستعد الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مختلف المحافظات للاحتفال بعيد النيروز، الذي يمثل بداية السنة القبطية الجديدة، والذي يوافق عادة اليوم الأول من شهر توت.
ويُعد هذا العيد مناسبة روحية هامة تُعبر عن التجدد والقدرة على بداية حياة جديدة، ويعكس ارتباط الكنيسة بالحياة اليومية والزراعية للمصريين القدماء.
وتشمل الاستعدادات إقامة قداسات خاصة في جميع الكنائس، مع قراءة صلوات شكر على ما مضى من العام، والدعاء بالبركة والخير للعام الجديد كما يتم تزيين الكنائس بالزهور والشموع، وتخصيص برامج تعليمية للأطفال والشباب لتعريفهم بمعاني العيد وأهميته في حياة المجتمع القبطي.
ويحرص الكهنة على إلقاء عظات حول الرموز الروحية للنيروز، مثل التجدد، والنور، والرحمة، لتقوية الإيمان وتعميق الفهم الروحي لدى المؤمنين.
الرموز والتقاليد الثقافية والاجتماعية لعيد النيروز
عيد النيروز لا يقتصر على الاحتفالات الدينية فقط، بل يحمل رموزًا ثقافية واجتماعية عميقة فهو يرمز إلى بداية الدورة الزراعية الجديدة، حيث يبدأ الفلاحون بالتحضير لموسم الزراعة، في تناغم مع طبيعة المجتمع المصري القديم ومن التقاليد المرتبطة بالعيد تبادل التهاني بين الأهل والأصدقاء، وزيارة الأقارب، وتقديم الأطعمة التقليدية التي تعبّر عن الفرح والتجدد، مثل الفاكهة الموسمية والمكسرات والحلويات المحلية.
كما يشهد العيد اهتمامًا خاصًا بتقديم البركات للصغار والكبار، مع التركيز على القيم الأسرية والاجتماعية، وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع القبطي وفي السنوات الأخيرة، قامت بعض الكنائس بتنظيم فعاليات تعليمية وثقافية توضح تاريخ النيروز وأهميته الروحية، مما يساهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي بين الشباب والأجيال الجديدة.
يأتي هذا الاستعداد المكثف في إطار حرص الكنيسة القبطية على الحفاظ على التراث الديني والثقافي، وإحياء المعاني الروحية العميقة للعيد، لتظل صلوات وبركات المؤمنين مصدراً للطمأنينة والسكينة في بداية كل عام جديد.