أخبار عاجلة
عامر عامر رجل مباراة الأهلي وغزل المحلة -

إفيه يكتبه روبير الفارس: "البحث عن فضيحة"

إفيه يكتبه روبير الفارس: "البحث عن فضيحة"
إفيه يكتبه روبير الفارس: "البحث عن فضيحة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من أعجب أمثال الشعب "المتدين بطبعه" المثل الذي يقول: "يا رايح كتر من الفضايح". مثلٌ يكشف عن حالة توق وترقّب، بل عشق للفضائح ومتابعتها بشغف بالغ، والبحث عنها بكل وسيلة ممكنة.

فعندما كانت بعض الصحف في الماضي المصدرَ الوحيد لذلك، تصدّرت المبيعات صحف الحوادث والفن والرياضة بما تحمله من جانب فضائحي؛ من نميمة، وقصص طلاق، وحكايات عن السحر وما شابه ذلك. وقد نجحت هذه الحالة في إلصاق الشبهات بالوسط الفني على نحو دائم، كما عبّر عنها الفنان فؤاد المهندس في فيلم "عائلة زيزي" (إنتاج 1963)، حين ردّ على اتهامات والدته قائلًا: "كل المهن بها سلبيات، ولكن الناس تصدّق ما يكتبه المخبر الصحفي الذي رأى "فنانة شقراء تنزل من سيارة سوداء".

والأغرب أنّ الشخص نفسه الذي ينتقد مثل هذه الأخبار المجهلة، ويدرك عدم صحتها، يتابعها بشغف ويحفظ نصّها! إنّ حالة البحث عن الفضائح تعبّر عن نفسية تبحث عن كسر الملل لدى عقول كسولة، ولا تخلو من شماتة وحقد وحسد على طبقات تحتل مكانة متميزة في المجتمع. كما تعبّر عن متعة "نزع الستر" الذي يطلبه الجميع لأنفسهم في دعوات متداولة: "سترك يا رب"، أو صلوات: "نشكرك يا ملكنا المتحنن لأنك سترتنا"، بينما ينتظرون سقوط الستر عن الآخرين. فالإنسان يحلم دائمًا بمعرفة ما وراء الغرف المغلقة، وخلف الأسوار والجدران، وما خفي في العقول والبطون.

من ناحية أخرى، يسود اعتقاد واسع أن هناك جهات تقوم بتسريب الفضائح وما تشمله من قصص مثيرة وفيديوهات خارجة، وفقًا لنظرية "الإلهاء" و"بص للعصفورة". وقد جسّد الفيلم الأيقونة "الهروب"(بطولة أحمد زكي، إخراج عاطف الطيب، إنتاج 1991) بمهارة هذه النظرية الأمنية، من خلال قصة "منتصر" الذي تحوّل إلى نجم صفحات الحوادث، وأصبح عصا موسى التي تبتلع كل الثعابين الأخرى التي تشغل المواطن وتنتقد الحكومة، فصار أداة إلهاء رغم كونه حقيقة دامغة.

ومع اتساع نطاق السوشيال ميديا، عادت نظرية "العصفورة" و"عصا موسى" بنفس موضوعات الماضي التي لا تخلو من المحرّمات: دين وجنس، أو نميمة عن طلاق وزواج فنانات ومغنيات. لكنها اليوم صارت أكثر جاذبية، خصوصًا في عالم الفيديوهات. وهنا تتجلّى المفارقة: أكثر شعوب الأرض تدينًا سطحيًا وطقسيًا يدفع المال للحصول على فيديوهات "خارجة"! فالسبحة لا تفارق يده، ولا المواعظ تفارق فمه، ولا تفارق تلك المشاهد عينيه.


إفيه قبل الوداع

* العالم العربي كله يبحث عن الفيديو.
* فيديو "علم" جديد.
* لا فيديو ثقافي... ثقافة قديمة لكن لا تُقدَّم!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة
التالى البرلمان العربي: إعلان كيان الاحتلال بناء 3400 وحدة استيطانية في الضفة الغربية مدان ومرفوض ويقوض حل الدولتين