الذهب , شهدت أسواق الذهب الجمعة 22 أغسطس، موجة صعود كبيرة على الصعيدين المحلي والعالمي، مدفوعة بتصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي أشار خلالها إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي المقبل في سبتمبر. هذا التصريح أعاد الثقة للمستثمرين في المعدن الأصفر باعتباره الملاذ الآمن في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

وفي هذا السياق، قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن السوق المحلي شهد قفزة ملحوظة في منتصف التعاملات. وسجل سعر الجرام من عيار 21 ارتفاع بـ45 جنيه ليصل إلى 4590 جنيه ، في حين بلغ سعر عيار 24 نحو 5246 جنيه ، وسجل عيار 18 حوالي 3934 جنيهه وعيار 14 وصل إلى 3060 جنيه كما استقر سعر الجنيه الذهب عند 36,720 جنيهًا.
وأشار إمبابي إلى أن هذا الصعود جاء انعكاسًا مباشرًا لارتفاع سعر أوقية الذهب في السوق العالمية، والتي قفزت بنحو 38 دولارًا لتسجل 3377 دولارًا مقارنة بالإغلاق السابق.

تصريحات باول تقلب التوقعات وتدعم المعدن النفيس
التحول المفاجئ في الأسعار جاء مباشرة بعد الكلمة المرتقبة لجيروم باول خلال ندوة البنوك المركزية في كانساس سيتي، حيث أشار إلى أن السياسة النقدية قد تشهد تغييرات استجابة للتباطؤ الاقتصادي والمخاوف من استمرار الضغوط التضخمية.
أوضح باول أن الفيدرالي أصبح قريبًا من “النقطة المحايدة” في أسعار الفائدة مقارنة بالعام الماضي، كما أشار إلى استقرار معدلات البطالة كعامل يمنح المجلس مرونة أكبر في اتخاذ قراراته. ومع ذلك، لم يغفل عن الإشارة إلى هشاشة سوق العمل واحتمالية تعرضه لاضطرابات إذا زادت الضغوط الاقتصادية، خاصة في ظل تأثير الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات، والتي بدأت تظهر آثارها في السوق الأمريكي.
قال باول: “لن نسمح بحدوث ارتفاع لمرة واحدة في الأسعار أن يتحول إلى تضخم دائم”، في تأكيد على أن الفيدرالي يراقب التطورات الاقتصادية بدقة ويستعد للتصرف إذا لزم الأمر.

الرهانات على خفض الفائدة تدفع الذهب للصعود
استجابة لتصريحات باول، أظهرت أداة CME FedWatch أن الأسواق بدأت ترجّح احتمالية خفض الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي المقرر يومي 16 و17 سبتمبر، مع توقعات بخفض إضافي قبل نهاية العام.
هذا التحول في التوقعات عزز جاذبية المعدن النفيس ، الذي عادة ما يستفيد من سياسات التيسير النقدي، حيث تنخفض جاذبية الدولار وترتفع قيمة الأصول الآمنة.
وكان قد شهد تراجع أول أمس إذ خسر جرام عيار 21 نحو 10 جنيهات، في حين انخفض سعر الأوقية بنحو 9 دولارات، ولكن سرعان ما انعكست الصورة اليوم مع تصريحات باول، لتعود حالة التفاؤل إلى أسواق الذهب.
توقعات بمزيد من الصعود في أسعار الذهب إذا استمر التيسير النقدي
يرى عدد من المحللين أن الارتفاع الحالي في الأسعار قد يكون مجرد بداية لموجة صعود جديدة، خاصة إذا تم بالفعل خفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم.
ومع تزايد الضبابية بشأن الأوضاع الاقتصادية العالمية واستمرار التوترات الجيوسياسية والتجارية، يبقى خيارا مفضّلا لكثير من المستثمرين الباحثين عن الأمان. وفي مصر، تظل أنظار المتعاملين موجهة نحو السوق العالمي، حيث أن أي تحركات في البورصة العالمية تنعكس فورًا على السوق المحلي.
المراقبون يتوقعون استمرار الزخم الإيجابي للأسعار خلال الأسابيع المقبلة، وسط ترقب لما ستسفر عنه اجتماعات الفيدرالي المقبلة، والتي ستكون حاسمة في تحديد مسار الأسواق حتى نهاية 2025.