في شوارع أسوان، حيث تتلاقى ألوان الشمس مع دفء النيل، وحيث تتحدث الجدران بملامح أهلها، ينبض مشروع "ذهب أسوان" كحكاية عشق بين الفن والهوية بين أيادٍ تمسك الفرشاة وقلوب تحمل رسائل التاريخ، يقف الثنائي التشكيلي مها جميل وعلي عبدالفتاح ليحولا الجدران إلى صفحات من كتاب مفتوح، يروي وجوه الناس، وصوت المكان، وروح الزمن.

مها وعلي ليسا مجرد فنانين، إنهما جسر بين الماضي والحاضر، بين الحلم والحقيقة، من حارس التاريخ إلى قلوب من ذهب، ومن ملامح المرأة الأسوانية إلى براءة طفلة تحمل المستقبل، صارت جدارياتهما مرآة لروح أسوان ودفترًا لذاكرة مصر.
وزير الثقافة يتبنى مشروع "ذهب أسوان"
وفي خطوة تعكس التقدير العميق لدور الفن في تشكيل الهوية البصرية للمجتمع المصري، أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، تبنّي الوزارة لمشروع "ذهب أسوان" الذي أبدعه الفنانان التشكيليان مها جميل وعلي عبدالفتاح، واللذان حوّلا واجهات 4 عمارات سكنية بارتفاع يصل لنحو 20 مترًا بطريق السادات في مدينة أسوان إلى لوحات فنية تنبض بالحياة والهوية المصرية.
وأكد الوزير، تعميم التجربة في عدد من المحافظات خاصة السياحية منها، بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية والمحافظين، مشيدًا بجماليات الفنون التشكيلية في الفضاء العام وأثرها في الارتقاء بالذوق المجتمعي وتعزيز الانتماء.
كما شدد الدكتور أحمد فؤاد هنو على أن المشروع سيتضمن تدريبًا واسعًا لشباب الفنانين على تقنيات تنفيذ الجداريات، لتمكينهم من التعبير عن موروثاتهم الثقافية في الفضاء العام، مشيرًا إلى أن الوزارة دعت الفنانين إلى اجتماع موسّع عقب انتهاء أعمالهم الحالية لوضع خطة متكاملة للتوسع في هذه التجربة المتميزة على نطاق أوسع.
المحافظة تقدم الدعم الفنى والمالى لتنفيذ المزيد من اللوحات الفنية
وفي السياق ذاته، أعرب اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، عن فخره بإعلان وزير الثقافة دعم الدولة للمشروع، مؤكدًا أن المحافظة قدمت كل التسهيلات الفنية والمالية لإنجاح الجداريات، لتصبح علامة خاصة بزهرة الجنوب وإضافة مهمة وواجهة مشرفة أمام ضيوف وزائرى أسوان من السائحين، وأيضًا المصريين، فضلًا عن أبناء هذه المحافظة العريقة فيما قد سبق أن قام الفنانان بتنفيذ مشروعات مماثلة على جدران خزان المياه الرئيسى بمحطة فريال، وأيضًا عدد من المدارس والمنشآت ومحولات الكهرباء، بالإضافة إلى مواقع سياحية منها تجميل الموتيلات والمنازل بالقرية النوبية بغرب سهيل، مشيرًا إلى أن المحافظة ستواصل دعمها لهذه النوعية من المبادرات الفنية الوطنية.
مها جميل وعلي عبدالفتاح يزينان الجدران لإبراز الهوية المصرية
حول تفاصيل المشروع التقت "البوابة نيوز" الفنانين التشكيليين مها جميل وعلي عبدالفتاح في حوار خاص، حيث سردا تفاصيل رحلتهما الفنية وكيف بدأ الشغف وكيف أصبح الفن رسالة إنسانية تتجاوز الألوان إلى بناء وعي جديد وليحكيا عن تجربتهما في مشروع "ذهب أسوان" منذ بدايته وحتى تنفيذه على أرض الواقع، لتكشف أسرار الإبداع، والتحديات، والرسائل الإنسانية التي يحملها هذا المشروع الفني.
سعادتنا لا توصف بعد تبني الوزارة للمشروع.. والفن حياتنا
وحول شعورهما بعد اتصال وزير الثقافة وتبني الوزارة لمشروعهما ودور محافظ أسوان في دعم هذه المبادرة؛ قالت مها جميل "نشعر بقمة السعادة والفخر بعد مكالمة وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذي عبّر عن إعجابه بمشروعنا «ذهب أسوان»، وتبني الوزارة للمشروع بهدف تعميم الفكرة على باقي محافظات مصر، بحيث تمتلك كل محافظة شكلها وهويتها الخاصة.
وأضافت، الثقة التي وضعتها الدولة فينا تُشعرنا بالاعتزاز، لكنها أيضًا مسئولية ضخمة، موضحة " ذهب أسوان" لم يكن مجرد مشروع، بل كان بداية لحوار مفتوح بين الجدران والناس، بين الهوية واللون، بين الماضي والحاضر والمستقبل، مضيفة نتقدم بخالص الشكر والامتنان للواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، الذي زاد فرحتنا بثقته فينا، وإيمانه بأن الفن قادر على التغيير والتجميل وترك أثر دائم، لافتة إلي أن هذه مسئولية كبيرة قبل أن تكون فرحة، ونحن بإذن الله قادرون على تقديم المزيد وتحقيق الأفضل.
وعن بداية الشغف بالرسم والفن التشكيلي قالت جميل: نشأت في عائلة فنية فوالدي فنان تشكيلي وشغفي مكتسب جينيا منذ طفولتي وكان الأهل ينظرون لي نظرة غير الأبناء من جيلي فكانوا دائما يرددون أن "فيا حاجة مميزة وهأبقي حاجة مميزة في المجتمع، ووالدي وأخواتي هم مصدر إلهامي، فضلا عن أن البيئة الأسوانية غنية بالمناظر الطبيعية والآثار والتراث وتعدد القبائل».
وأضافت بعد طريق صعب دخلت كلية الفنون الجميلة، وهناك قابلت علي، كان زميلي وقتها "وشاف فيّا نفس الطاقة" التي كان أهلي يتحدثون عنها، قال لي: “لازم نوظف الطاقة اللي عندك”.
وعن اختيار الفن الجداري تحديدًا كوسيلة للتعبير؟ قالت مها؛ "علي" هو السبب في تنفيذ الجداريات في أسوان، لأنه شاف إن بيئتها وتاريخها وتراثها تستحق أن تتحول إلى فن على الجدران، مضيفة كنا بنفذ في الكلية مشروع بورتريه أو مناظر طبيعية ومن المفترض اللوحة الواحدة تتنفذ في شهر، لافتة أنا كنت بنفذ المشروع على حوالي 25 لوحة إضافية فقال لي "انتي بتنفذي المساحات الكبيرة، وإحنا ممكن نوزعها وننفذ منها جدارية" ولأننا أحفاد الفراعنة لازم نكمل الطريق ده".
وأردفت "مها " فن الجداريات يعتبر معرضا مفتوحا، كل جدارية تلمس الناس فعندما أقدم فنا للمجتمع أعرف كيف يفكر وأحترم الفئات المجتمعية والعمرية فيه، والحمد لله قدرت أتعامل بشكل مثالي ومناسب من وجهة نظري ووصلنا بمشروع مثل مشروع "رمز النيل" أن المحافظ أشاد به لتنفيذنا براند لأسوان لا يوجد في أي دولة عربية لأنها رسمت على خزان مياه قديم جدا وعلي ارتفاع 50 مترا من الأرض، لافتة إلى أن مثل هذه المشروعات تعطيني طاقة أكمل وبتلهمني أكتر أنا و"علي" أننا نقدم حاجة أحسن.
وتابعت، حملنا علي عاتقنا مسئولية أمام الناس وبالفعل كانوا سعداء جدا ووزارة الثقافة شجعتنا وحصلنا علي جائزة الدولة التشجيعية العام الماضي على مشروع "ملامح مننا" هو مشروع الأمل والتفاؤل وكانت الشخصية من المجتمع الأسوانى.
عاوزة أرسم في الشارع
وعن قصة أول جدارية في الشارع قالت قدمت الورق للمسئولين بالمحافظة وتمت الموافقة، واندهشوا إن بنت في أولى كلية عندها 20 سنة بتقول عاوزة أرسم في الشارع، وقتها كان أيام الثورة والرسم المجتمعي مش معروف، كله كان سياسيا أو ألتراس، مضيفة أول جدارية رسمتها كانت بسيطة ومعبرة، وانتشرت وتفاعل معها المجتمع المصري والأجنبي علي الرغم لم تكن وقتها السوشيال ميديا قوية، وابتدت ردود الأفعال تتحول لفخر، وده فتح باب إن البنت تمارس فنها أو تشتغل في أي مجال تحبه بحرية.
وتابعت كانت الجدارية عبارة عن شخص حطم الجدار كأنه حاجز وبيكسره كأن هناك أمل أو طاقة بشرية والجدارية انتشرت وكسرت الدنيا، لافتة "بحب أرسم في وقت الناس فيه بتكون غير متواجدة في الشارع مثلا في رمضان وقت السحور "الناس تصحى الصبح " تتفاجئ بالجدارية، مشيرة إلي أن كل فكرة مجتمعية كنت بقدر أوصلها للناس بالطريقة اللي هم بيحبوها.
أما عن كيفية اختيار أماكن تنفيذ الجداريات فقالت مها جميل:
أي بلد نذهب إليه، عيننا بتقع على الأماكن اللي بتتميز بها البلد، وتكون واجهة لها وندرس ثقافتها، ونرسم لها فكرة وتصميما، وفي دراسة المشروع بناخد وقت، لكن التنفيذ بيكون أسرع. وعن أصعب جدارية نفذتها؛ قالت كل الجداريات تنفيذها واحد لا يوجد صعوبة في التنفيذ "عندنا شغف إننا نفذ الجداريات ولكن التحديات تكون في المجهود البدني والذهني"، بنشتغل بتركيز كبير جدًا، موضحة أن أصعب جدارية كمخاطرة وليست كفن كانت جدارية "رمز النيل"، علي برج المياه وطوله حوالي 50 مترا، وكان أول مرة نطلع على خشب متعلق في الهوا، كانت تجربة مرعبة فعلًا، وبعد هذه التجربة بالنسبة لنا مشروع عمارات "وذهب أسوان " كانت سهله وبنلبس سيفتي"، وعن تنفيذ أي مشروع تضيف "مها" أولا نذهب للهيئة المعنية ونقدم الفكرة مرسومة بعد دراستها وتتضمن هوية البلد وثقافتها وعادتها وتقاليدها وبيكون هناك مناقشات متبادلة بيننا وبين الهيئة لتخرج جدارية متوافقة مع المجتمع وتشرف البلد، لافتة دايما أضع على عاتقي مسئولية أني أقدم الأحسن "ولسه مش راضية عن نفسي" ولا أشعر أنني اكتفيت ودايما أطمح للأحسن.
وحول مبادرة "أنت مش لوحدك" وكيف جاءت الفكرة وكيف لاقت صدى؟ قالت الفكرة جاءت عندما كلمنا مدير مركز الأورام إنه فكر أن يقلل من وجع المريض والهدف كان نبيلا وبدأنا نشرح له الفكرة، وطالبنا نشتغل من أرض الواقع ونصور الدكتور والطاقم الطبي كله سواء أطباء أو تمريض أو إداريين وصورناهم مع المرضى، منهم من يعطي وردة للمريض وتم التصوير بالفعل ونفذنا ثلاث جداريات لاقت صدي من المرضي والمترددين علي المركز.
وعن مشروع “ذهب أسوان"؛ قالت مها؛ مشروع "ذهب أسوان" كان حلما كبيرا، قررنا نختار مكانا استراتيجيا وسياحيا، فوقع الاختيار على أربع عمارات في طريق العقاد بمدينة أسوان، أردنا أن نرسم هوية البلد في مكان يراه الجميع الزوار والسائحين القادمين والمغادرين لمطار أسوان ووضعنا فيه خبرة 15 عاما، موضحة أن "ذهب أسوان" يقصد بها ناس أسوان هي الذهب الحقيقي بفكرهم وثقافتهم وعادتهم وتقاليدهم، والمشروع كان على أربع عمارات، العمارة الأولي نفذنا جدارية أطلقنا عليها "تاريخ من ذهب" وهي لرجل ذى حكمة يمثل حارس التاريخ، تجاعيد وجهه تجمع عبق الماضي والملامح الجنوبية الأصيلة لا نقصد بها شخصا بعينه ولكنها موجودة في عدة قبائل وأسفل الجدارية معابد ورسومات فرعونية، والعمارة الثانية أطلقنا علي الجدارية «امرأة تمثل الحرف اليدوية في أسوان» تفاصيل وجهها يعبرعن هوية البلد وملامحها موجودة في مصر كلها، ملامح مصرية أصيلة ورمزنا أسفل الصورة إلى الطبق النوبي والألوان والاكسسوار المعاصر للفتاة والمنازل المعاصرة الملونة وليست المنازل القديمة ودمجنا القديم مع المعاصر لأن فننا فن معاصر نرسم أشياء قديمة جدا ونضع عليها لمسة معاصرة، أما العمارة الثالثة فتتحدث الجدارية عن شباب بناة السد العالي رمز الفروسية والشجاعة والمثابرة وأسفل الجدارية مياه النيل ورمز الصداقة المصرية السوفيتية، أما العمارة الرابعة فلطفلة صغيرة ترمز ببرأتها لمستقبل مشرق لمصر كلها تفاؤل وطاقة حلوة وهي التي ستأخذ عبق التاريخ من الجد الكبير وتكمل به وأسفل الجدارية جبل أبوالهول والمراكب الشراعية والطبيعة الأسوانية.
أما عن الأسباب التي جعلت مشروع "ذهب أسوان" يحمل قيمة وأهمية كبيرة على الصعيد المحلي والدولي؛ قال "علي": “ذهب أسوان” بداية لفكرة ممكن تغيّر شكل مدن مصر كلها وتخليها لوحة فنية مفتوحة للناس وللعالم وهذا لعدة أسباب أولها إبراز الهوية المصرية لأن المشروع بيعيد تقديم التراث المصري بشكل معاصر، كل محافظة تقدر تلاقي نفسها وهويتها مرسومة على الجدران، سواء في التاريخ أو الحرف أو الشخصيات أو طبيعة المكان وهذا يقوّي الانتماء ويخلي الناس فخورة ببلدها ثانيا تجميل المدن بدل ما الجدران تبقى عادية أو مهملة، بتتحول للوحات فنية ضخمة، وده بيرفع الذوق العام ويخلي المكان أرقى وأجمل وثالث سبب دعم السياحة لأن الجداريات هي عنصر جذب بصري، بتشد السياح إنهم يقفوا ويتصوروا ويتكلموا عن المكان ومع السياحة الثقافية والتاريخية في مصر، يعد إضافة قوية متابعا السبب الرابع أن وزارة الثقافة "هتخلّي" المشروع يشمل تدريب شباب الفنانين في المحافظات و"ده معناه" فرص عمل، تنمية مهارات، وتخريج جيل جديد يقدر يكمّل المسيرة وخامس سبب أن المشروع بيوحد بين الفن والمكان والناس لما يبقى في كل محافظة جدارية أو أكتر بتحكي قصتها، مصر كلها هتبقى متصلة بخط واحد من الجمال والهوية والسبب السادس يعد المشروع رسالة دولية لأن مصر هتبين للعالم إنها مش بس بلد آثار، لكن بلد فن معاصر بيحتفي بجذوره وبيقدّمها للعالم بشكل حديث.
وعن الرسالة المراد إيصالها قالت مها: معروف أن عادات وتقاليد أسوان "مينفعش بنت تنزل ترسم في الشارع فمكانش حد عارف خلال الثلاث سنوات أن بنت هي اللي بترسم ومنهم اللي قال إن اللي نفذ هذه الجدارية ولد ومنهم من قال إن الفنانين أجانب ومن قال شباب من القاهرة " لحد ما علموا" أن اللي رسمت الجدارية دي بنت" من المجتمع الأسواني، والأهالي كانت سعيدة وظهرت حقوق المرأة والطفل وكل ما له علاقة بالإنسانية وبعد ذلك الأهالي علموا أن البنت ممكن تطلع ترسم عادي مثلها مثل الولد وتمارس كل حقوقها في المجتمع سواء في الفن أو الرياضة أو أي مجال في المجتمع، موضحة أن المجتمع الأسواني أصبح عنده وعي وأعطي للبنت مساحة أنها تمارس فنها والناس تتفاعل معه والهدف الثاني أن أوصل رسالة بأسلوب خاص وأقول للعالم كله "مصر مليانة فنانين" والعالم يحترم قدرات المصريين وشبابهم بشكل مهم جدا.
وعن رسم النساء قالت مها: أحب أرسم السيدات والبنات، عندما تري الأسرة ابنتها أو طفلتها مرسومة، بتكون فخورة جدًا وتشعر باعتزاز بنتها بنفسها، والطفلة تشعر بالمسئولية وتحاول تكون حاجة مهمة في المجتمع لأننا بنزرع فيها المسئولية من صغرها، وهذا هدف من أهدافي أني أزرع فكرة المساواة من الصغر، وأقول بالفن “لا” للتفرقة بين الولد والبنت كنت أرى تفرقة في حالات كثيرة في محيطي بين البنت والولد و"ده كان بيضايقني جدا وأثر فيا "وقررت أني أحاول أكون جزءا من رسالة موجودة من قبل ما أتولد لأن الفن يعالج ويعبر ويدخل "جوه" العائلة المصرية بدون استئذان ويغير نظرتها للحياة.
أما عن الشراكة الفنية بينهما قال "علي": بدأت أنا ومها شراكتنا الفنية منذ 15 عاما عندما كنا زملاء في كلية فنون جميلة وكنا بنفذ مشاريع في الكلية معا وبدأنا ننفذ الجداريات وبدأت مها الجداريات في أسوان، لافتا وضعنا أفكارا ومشروعات أكبر، وبدأ التناغم بينا عندما كنا زملاء في الكلية وكان دائما بينا أفكار متبادلة خاصة أننا فنانون تشكيليون وهذا أضاف لنا في شغلنا. كما أن الحب هو السبب أننا نكمل مع بعض، وبنشارك بعض في كل جزء من الجدارية، بدءا من اختيار الألوان لكل تفصيلة صغيرة في الجدارية، بنكمل بعض فعلًا، ونتبادل أفكارنا وكل واحد بيضيف حاجة نحب نشتغل مع بعض لتنفيذ أو تصميم الجدارية.
وعن رسالتهما من خلال مشروع “ذهب أسوان” قال علي: نبعث من خلاله رسالة للناس أن أسوان مش مجرد بلد، ولكنها تاريخ وحضارة وهوية، وأن الإنسان هو العنصر الأهم، ولولاه ما كان هناك حضارة، وأن حارس التاريخ هو الإنسان نفسه الذي يحافظ على تراثه للأجيال القادمة.
وعن إقامة معرض مشترك لهما قال علي؛ حتى الآن لم نفكر في إقامة معرض شخصي، موضحًا تركيزنا أكثر في تنفيذ الجداريات لأن الفن الجداري هو فن الشارع والناس وليس فنا للنخبة، مضيفًا أكثر المعارض دائما بتكون تجربة شخصية بنشارك بها في سمبوزيوم في معرض، وحلمي حاليًا الانتهاء من مشروع “ذهب أسوان” بأفضل صورة، ويتم افتتاحه بشكل يليق به "إحنا مش بنفكر في مشروع إلا لما اللي قبله يخلص"، وأوقات كثيرة المجتمع هو اللي بيدينا الفكرة من تفاعله معانا، وبنجهز الفكرة للعمل الذي يليه، وبنحاول ننفذ مشروعات أكبر وليس أقل. نصيحتي للشباب أنني أقدم كل طاقتي ومجهودي وخبرتي اللي اتعلمتها" علي مدار السنين الماضية، موضحًا بنفذ "شغلي" علي أكمل وجه، فكل جداريات "ذهب أسوان" بتوضح للمجتمع وزائري أسوان أنها ليست مجرد بلد ولكن لها تاريخ وحضارة وتراث تقدر تعبر عنها، ونوضح أن الإنسان هو أهم عنصر ولولا الإنسان لم تكن هناك حضارة لأنه هو الذي حفظ التاريخ وكان دائما علي مر السنين هو الحارس على التاريخ الذي يتوارثه الأجيال ولولا الإنسان لم يكن لدينا التراث فالإنسان يعمل فيه في ظل التكنولوجيا أو الحداثة الموجودة محتفظين به وبالقيمة العالية جدا.
وتابع، بقول دايمًا للفنانين نفذوا شغلكم بكل طاقتكم، لأن الفن رسالة ومسئولية، ومصر كلها تاريخ وتراث يستحق يتجسد على الجدران، ودائما أحاول أن أجتهد وأنفذ مشروعات تكون فيها حاجة إيجابية للمجتمع مثل الأنشطة السياسية والسياحية أو خدمة مجتمعية أو توعية لتنتشر أكثر مش شرط أنا ومها لأن طاقتنا محدودة بنفذ عدد من المشروعات ولكن بنركز علي أن يكون في مشروعاتنا إلهام للفنانين يأخذوا الدفعة ويبدأوا ينفذوا مشروعات فنية مجتمعية في محافظاتهم بشكل جيد وينتشر الموضوع لمستويات مصر كلها لأن مصر فيها هوية خاصة بها كلها تاريخ، فيها قصص وتراث نقدر نعبر عنه بأشكال كثيرة جدا.
ووجه مها وعلى كلمة أخيرة حيث قالا معًا: الفن هو حياتنا كلها.












