يبقى الذهب ملاذا آمنا يجذب المستثمرين الباحثين عن الاستقرار وسط العواصف الاقتصادية، ومع بداية الأسبوع الجديد، تتجه الأنظار نحو أسواق الذهب العالمية والمحلية، حيث تتشابك العوامل الاقتصادية مثل أسعار الفائدة الأمريكية، والتضخم، والتوترات الجيوسياسية لتحديد مسار المعدن الأصفر.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض أحدث التوقعات لأسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، مع التركيز على التحليلات الفنية والأساسية التي تقدم رؤية دقيقة لما ينتظر السوق، لضمان تقديم صورة واضحة للمستثمرين والمهتمين.
وضع السوق الحالي
وتشير البيانات الحديثة إلى أن أسعار الذهب العالمية تشهد حالة من الاستقرار النسبي، حيث سجل سعر الأونصة حوالي 3362.85 دولارًا أمريكيًا.
وهذا الاستقرار يأتي بعد موجة من الارتفاعات التي شهدتها الأسعار خلال الأيام الماضية، مدفوعة بتجدد الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية.
ومع ذلك، يبقى السوق في حالة ترقب لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، والتي من المتوقع أن تظل ثابتة حتى اجتماع سبتمبر، مما يعزز توقعات الاستقرار قصير المدى للذهب.
التوقعات قصيرة المدى
ووفقًا لتحليلات DailyForex، يتوقع أن يشهد الذهب خلال الأسبوع المقبل حركة ضمن نطاق ضيق، مع احتمال اختبار مستويات الدعم عند 3301-3286 دولارًا للأونصة، وإذا نجح الذهب في الصمود عند هذه المستويات، قد يرتد إلى مستويات المقاومة عند 3368 أو حتى 3451 دولارًا.
أما في حالة كسر مستوى الدعم 3301، فقد يتجه السعر نحو منطقة الدعم التالية عند 3226-3203 دولارًا، وهذه التوقعات الفنية تعتمد على تحليل المؤشرات مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية (RSI)، التي تشير إلى أن السوق قد يشهد تصحيحًا هبوطيًا محدودًا قبل استئناف الاتجاه الصعودي.
وعلى الصعيد الأساسي، يتوقع محللون من مجلس الذهب العالمي أن يحافظ الذهب على جاذبيته كملاذ آمن، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية وزيادة الطلب من البنوك المركزية.
وتشير تقارير إلى أن البنوك المركزية أضافت 166 طنًا إلى احتياطياتها في الربع الثاني من 2025، مما يعكس استمرار الثقة في الذهب كأصل احتياطي.
كما أن بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة يوم 12 أغسطس قد تلعب دورًا حاسمًا، حيث يبلغ معدل التضخم الحالي 2.7%، وأي ارتفاع مفاجئ قد يدفع الأسعار للصعود.
التوقعات في السوق المحلي
وفي السوق المصري، تشير التوقعات إلى ارتفاع محتمل في أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، حيث توقع ياسر سعد، خبير صناعة الذهب والمجوهرات، أن يصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5000 جنيه خلال الأسابيع القادمة، مدفوعا بالتقلبات في سعر صرف الدولار والتغيرات الاقتصادية العالمية.
وهذا الارتفاع المحتمل يأتي بعد تراجع مؤقت إلى مستويات 4545-4570 جنيهًا للجرام، والذي يعزى إلى استقرار سعر الدولار في السوق المحلي نتيجة تحسن السيولة الأجنبية.
ومع ذلك، يرى خبراء مثل عبد الله فراج أن الأسعار قد تشهد زيادة تصل إلى 15% خلال الأشهر المتبقية من 2025، مستندين إلى تحليلات فنية وتوقعات بزيادة الطلب المحلي.
العوامل المؤثرة على الأسعار
وتتأثر أسعار الذهب بعدة عوامل رئيسية خلال الفترة المقبلة:
- سياسات الفائدة الأمريكية: تثبيت أسعار الفائدة قد يدعم الاستقرار، بينما أي خفض قد يعزز الطلب على الذهب.
- التضخم العالمي: ارتفاع معدلات التضخم، خاصة في الولايات المتحدة، قد يدفع المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط.
- التوترات الجيوسياسية: تصاعد التوترات التجارية أو السياسية يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
- الطلب المؤسسي: استمرار مشتريات البنوك المركزية والصناديق المتداولة يدعم الأسعار.
نصائح للمستثمرين
ويوصي المحللون بشراء الذهب عند مستويات الدعم الرئيسية مثل 3226-3203 دولارًا عالميًا أو 4545 جنيهًا محليًا، مع وضع أهداف ربح عند مستويات المقاومة.
كما ينصح المستثمرون بمراقبة بيانات التضخم وقرارات الفيدرالي عن كثب، حيث ستكون هذه العوامل حاسمة في تحديد الاتجاه القادم.
ويبدو أن الذهب يتأرجح بين الاستقرار والاستعداد لقفزة محتملة، مدعومًا بالطلب العالمي والمحلي، وفي حين تشير التوقعات إلى استقرار مؤقت خلال الأيام المقبلة، فإن العوامل الاقتصادية والجيوسياسية قد تدفع الأسعار نحو مستويات جديدة.
وسواء كنت مستثمرًا يبحث عن فرصة شراء أو متابعًا للسوق، فإن مراقبة التطورات الاقتصادية ستكون مفتاح اتخاذ قرارات مستنيرة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
