مسيرة الأديب صنع الله إبراهيم بعد وفاته.. عن عمر يناهز 88 عامًا، فارق الحياة امس الأربعاء، الأديب الكبير صنع الله ، إثر معاناته من التهاب رئوي استدعى نقله إلى أحد مستشفيات القاهرة لتلقي العلاج.

محطات بارزة في حياة الأديب صنع الله إبراهيم:
– وُلد صنع الله ابراهيم في القاهرة عام 1937، وتخرج في كلية الحقوق، لكن شغفه بالسياسة قاده بعيدًا عن مجال تخصصه الأكاديمي.
كان صنع الله إبراهيم ناشط يساري في خمسينيات القرن العشرين، وهو الأمر الذي جعله يُعتقل ويقضي خمس سنوات في السجن خلال فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، بين عامي 1959 و1964.
– خلال فترة سجنه، بدأ أولى محاولاته الأدبية، حيث وثّق تفاصيل حياة الزنزانة، التي شكلت لاحقًا جوهر العديد من أعماله الروائية المميزة.

سجن صنع الله إبراهيم
بعد خروجه من السجن، بدأ صنع الله إبراهيم مسيرته المهنية بالعمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم انتقل للعمل في وكالة الأنباء الألمانية ببرلين. لاحقًا، قرر التوجه إلى موسكو لدراسة فن التصوير السينمائي، مما أضاف إلى شخصيته الثقافية أبعادًا جديدة.
في عام 1974، عاد إلى القاهرة محملًا بخبرات وتجارب فريدة، أسهمت في تشكيل مشروعه الروائي المميز. وفي العام التالي، تفرغ تمامًا للكتابة الحرة، فاتحًا صفحة جديدة في رحلته الإبداعية.
روايات صنع الله إبراهيم
لم تأخذ الشكل الروائي التقليدي، بل كانت أشبه بتحقيق صحافي يمزج بين الوثائق الدقيقة والأحداث الواقعية. في رواية “اللجنة” التي صدرت عام 1981، قدّم نقدًا لاذعًا للبيروقراطية وللسياسات الاقتصادية التي رافقت فترة حكم الرئيس السادات. وفي روايته “بيروت بيروت” التي صدرت عام 1984، سلط الضوء على الفوضى العارمة التي خلفتها الحرب الأهلية اللبنانية وعكس تأثيراتها العميقة.
وفي روايته “ذات” عام 1992، تناول التحولات الاجتماعية في مصر من خلال حياة امرأة عادية، وهي الرواية التي لاحقًا تحولت إلى مسلسل ناجح. وبالنسبة إلى رواية “شرف” الصادرة عام 1997، فقدمت سردًا وثائقيًا لحياة السجون المصرية، وحازت المرتبة الثالثة ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية.

مواقف صنع الله إبراهيم التاريخية
تؤكد تمسكه بالحرية كقيمة أساسية. من أبرز تلك المواقف رفضه تسلم جائزة الرواية العربية من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003، احتجاجًا على سياسات الحكومة، وهو تصرف عزز مكانته ككاتب صاحب مبدأ. على مدار سنوات، وُجهت إليه العديد من الجوائز المهمة، أبرزها جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004 وجائزة كفافيس عام 2017. كما تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، مما كرّسه كواحد من أبرز الأصوات الأدبية العربية التي حظيت باهتمام عالمي.