أكد الدكتور أحمد فؤاد أنور الخبير بالشأن الإسرائيلي أن تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن ما يسمى بإسرائيل الكبرى تعبر عن إفلاسه السياسي.
وقال أنور في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "نتنياهو يعبر حاليًا عن إفلاسه السياسي، ورغبته في تأجيل مشكلاته الداخلية، فهو يركض إلى الأمام بدلًا من الاعتراف بعدم قدرته على حماية حدود 1948، وبأنه لم يتمكن من دحر المقاومة في غزة طوال عامين، ولم تُرفع الراية البيضاء، ولم يحقق أهداف الحرب".
وأضاف: "حديثه الآن عن إيمانه بحلم إسرائيل الكبرى أو أرض إسرائيل الكاملة – التي لا حدود معروفة لها في التوراة – يأتي في سياق ذرّ الرمال في العيون، ومحاولة كسب تأييد الفئة الأكثر تطرفًا داخل المجتمع الإسرائيلي، في وقت يدرك فيه أنه يخسر أمام الرأي العام العالمي".
وتابع: "هذه التصريحات تفتح ملفات شديدة الإرباك، إذ لو اتبع الجميع المنطق نفسه، فقد يطالب أي طرف بحقوق تاريخية في مناطق بعيدة جغرافيًا، كما قد يحدث لو طالبت مصر بأراضٍ في أقصى آسيا أو قلب إفريقيا.
وأكمل: "الغريب أن نتنياهو يستخدم هذه التعبيرات في الوقت الذي يناقش فيه العالم إقامة دولة فلسطينية، ما يجعل بقاء حكومته ومستقبل إسرائيل على المحك لكنه يصر على التشبث بهذه الأساطير السياسية".
وأوضح: "هو يحاول المزايدة حتى على مجموعات مثل حركة كاخ الإرهابية – التي يعتبرها القانون الإسرائيلي نفسه إرهابية – والتي أصبح بعض عناصرها وزراء في حكومته".
وذكر: "التاريخ يثبت أن زعماء إسرائيليين متشددين مثل بيغن وشامير وشارون، رغم تشددهم، تراجعوا أمام الحقائق؛ فقد أعلن بيغن رفع الراية البيضاء أمام مصر وأعاد كامل حقوقها في أرضها، ودخل شامير المستنقع اللبناني واعترف بالخسائر، وانسحب شارون من غزة انسحابًا أحاديًا قبل عشرين عامًا".
واختتم: "التعامل مع مثل هذه المجموعات من اليمين المتطرف ليس جديدًا، ولن تخضع مصر لأي ابتزاز أو تشويه من خلال أوهام يروج لها نتنياهو".
