
يعد الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الرئتين، وتتسبب في التهاب الحويصلات الهوائية وامتلائها بالسوائل أو الصديد؛ ما يعوق التنفس ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى كبار السن أو من يعانون أمراضًا مزمنة.
أهم أسباب الالتهاب الرئوي
من أسباب الالتهاب الرئوي، هو العدوى البكتيرية، وأشهرها بكتيريا «المكورات الرئوية»، والفيروسات، مثل الإنفلونزا وفيروس كورونا المستجد، والفطريات، خاصة لدى أصحاب المناعة الضعيفة، والاستنشاق المتكرر للدخان أو المواد الكيميائية، وكذلك ضعف الجهاز المناعي، كما في حالات مرضى السرطان.
قد تسبب بعض الأدوية، الالتهاب الرئوي مثل: أدوية علاج الأمراض القلبية- بعض المضادات الحيوية- الإسراف في جرعات الأسبرين»، إلى جانب التعرض إلى الأتربة أو الغبار وفضلات الطيور أو ريشها وفرو الحيوانات وأنواع من الطعام الملوث، ونشارة الخشب.
ويزداد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي ومضاعفاته في حالة وجود أمراض تنفسية أو أورام في الجهاز التنفسي؛ مثل سرطان الحنجرة، وهو ما واجهه الفنان لطفي لبيب في أيامه الأخيرة.
أعراض الالتهاب الرئوي
من أعراض الالتهاب الرئوي، هو: «سعال مستمر- الحمى والقشعريرة- التنفس السريع- ضيق في التنفس- آلام العضلات أو المفاصل- صداع».
متى يتحول الالتهاب الرئوي الحاد إلى مزمن؟
تتلاشى أعراض الالتهاب الرئوي الحاد عادة في غضون أيام قليلة، إلا إذا تكرر تعرض المصاب إلى المثيرات مرة أخرى، وإذا لم ينتبه المريض لهذه الأعراض، ولم يهتم باتخاذ الإجراءات العلاجية الصحيحة، قد يتحول الوضع إلى التهاب رئوي مزمن.
أعراض الالتهاب الرئوي المزمن
تشمل أعراض الالتهاب الرئوي المزمن: «ضيق التنفس- سعال جاف- فقدان الشهية- الإرهاق- فقدان الوزن غير المبرر».
علاج الالتهاب الرئوي
تتحسن حالات الالتهاب الرئوي التحسسي عند تجنب التعرض للمثيرات، إذا كان هذا ممكنًا مثل تجنب التعامل مع الحيوانات والطيور أو ارتداء ماسك طبي أثناء ذلك، قد يصف الطبيب للمصاب بالتهاب الرئوي الأدوية الموسعة للشعب لتهدئة الممرات الهوائية، ومساعدته على التنفس بسهولة.
ويمكن لحالات الالتهاب الرئوي الشديد أن تلجأ إلى أقراص الأدوية الستيرويدية لتثبيط جهاز المناعة والتخفيف من حدة الالتهاب، لكن يجب عدم الاعتماد على هذه الأدوية فترات طويلة لتجنب الآثار الجانبية لها ومنها: «سهولة التقاط العدوى- هشاشة العظام- اكتساب الوزن- المياه البيضاء على العين».
ويمكن كذلك الاعتماد على قناع الأكسجين للتنفس، إذا كان المريض يواجه صعوبة في التنفس، يحتاج بعض المرضى إلى القناع بشكل مستمر بينما يمكن للبعض الآخر أن يكتفي بارتدائه أثناء النوم فقط، ويبقى حل زرع الرئة أخر الحلول لمرضى التهاب الرئوي الشديد الذي أصبح يعاني من التليف.
مضاعفات إهمال علاج الالتهاب الرئوي
ويُعد التليف الرئوي الذي لا يمكن إصلاحه، هو أخطر مضاعفات الإصابة بالالتهاب الرئوي وعدم الاهتمام بعلاجه، ويُقصد بالتليف الرئوي حدوث ندبات في الطبقة الرقيقة المبطنة للحويصلات الهوائية نتيجة تعرضها للالتهاب المزمن، فتُصبح أقل مرونة، وقد يؤدي هذا التليف مع الحالات الشديدة إلى تأثر القلب، وفشل الجهاز التنفسي بل والوفاة.
الوقاية من الالتهاب الرئوي
ويوجد العديد من اللقاحات التي يمكنها توفير قدر من الحماية ضد التهاب الرئوي نتيجة العدوى البكتيرية، أما التهاب الرئوي التحسسي فلا مفر من تجنب كل ما يثير الجهاز التنفسي.
285 حالة وفاة من الالتهاب الرئوي كل ساعة
في سياق متصل، يقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن الالتهاب الرئوي يقتل 285 من البشر كل ساعة، وهو عدوى شائعة جدًا يمكن أن تسبب مرضًا شديدًا يمكن أن تمتلئ فيه إحدى الرئتين أو كلتيهما بالسوائل أو البلغم، وهو المخاط الذي يتشكل في الرئتين، موضحًا أنه هناك ما يقرب من 150 مليون حالة جديدة من حالات الالتهاب الرئوي سنويًا بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في جميع أنحاء العالم، وهو ما يسبب دخول نحو 10-20 مليون حالة إلى المستشفى.
ويتابع «بدران»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الالتهاب الرئوي قبل الكورونا وحتى سنة 2019، كان يقتل 2.5 مليون من البشر سنوياً فى العالم، وهو السبب الأول لوفاة الأطفال قبل خمس سنوات، إذ يودى بحياة أكثر من 800 ألف طفل دون سن الخامسة العام، تحدث معظم الوفيات بين الأطفال دون سن الثانية من العمر، وحوالي 150000 خلال الشهر الأول من العمر.
ويوضح، أن طرق الوقاية تشمل البعد عن التدخين والنظافة والابتعاد عن مهيجات الرئة مثل الغبار والأبخرة، والاهتمام بغسل اليدين، والتغذية الجيدة، وتعزيز المناعة بالنوم الجيد، وممارسة الرياضة، وارتداء الكمامة حال التواجد فى أماكن مزدحمة، أو مع المرضى، والحصول على اللقاحات المتاحة مثل لقاح الإنفلونزا و لقاح الكورونا، حيث تتوافر تطعيمات للوقاية من بعض أنواع الالتهاب الرئوي.