قالت الإعلامية هبة الزياد، إنه لطالما كان الإنسان موضع جدل، فـ"النفس لا تولد نارية ولا نوريّة ولا طينية ولا روحية، وإنما تولد مجرد إمكانية قابلة للصعود والهبوط"، وهذه الفلسفة التي تحدث عنها الفلاسفة القدماء، تنطبق تمامًا على شخصية "هازارد"، أمير السحرة، الذي خرق كل حدود القيم وأسس الكون المنظمة.
سحر كهنة بابل وكهنة إشمون وشياطين معبد آمون
وأضافت "الزياد"، خلال برنامج "trend tv"، المذاع على قناة "الشمس"، أن بداية عهد النمرود على ضفتي نهر الفرات في العراق، انتشر السحر في أرض بابل كانتشار النار في الهشيم. وقد ذكر القرآن الكريم بابل في سياق الحديث عن السحر، حيث قال تعالى: "يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"، ولم تشهد الأرض في ذلك العصر سحرًا أكبر من سحر كهنة بابل وكهنة إشمون وشياطين معبد آمون، الذين تعلموا السحر الأسود وأفشوه في مصر القديمة.
أسرار الأرض الأولى
وتابعت: ووفقًا للمؤرخ الآرامي "نيبو"، فإن البابليين انتصروا على الآراميين بعد استخدامهم للسحر الأسود والشعوذة ضدهم، مما أدى إلى طمس عقولهم وأعينهم. وانتقل السحر في بابل جيلًا بعد جيل، بعدما أرشفت كتب الطلاسم والشعوذة، وفندت فنون السحر، إلى أن ظهر من بينهم ساحر لم تشهد الأرض مثل خبثه وقوة سحره، عُرف باسم "هازارد"، وكان "هازارد" زعيمهم في الشر والسحر، ولكنه تفرد بنوع من السحر لم تعرفه بابل من قبل، فالسحر ليس خرافة، بل هو حقيقة أنذر بها القرآن الكريم ووثقها التاريخ القديم والحديث، وقد انطلق إلى الأرض من بابل وآشور وسومر سحر عظيم، وحوت مكتباتهم بين ألواحها شرًا قديمًا وهمسات ملعونة، عرفت باسم "السحر الأسود القديم".
واستطردت: دون البابليون هذا التاريخ بلغة "أكادية" قديمة، اندثرت فيها أسرار الأرض الأولى، ولا يعرف قراءتها أو فهمها سوى قلة من البشر. فهل كان "هازارد" مجرد أسطورة أم شخصية حقيقية أثرت في تاريخ السحر؟.