من المفترض أن يكون البيت والأسرة هم مصدر الأمان للأبناء، وحضن الأب هو سند لابنته لكن بالنسبة لتلك الضحية كان البيت هو السجن والأب هو الجلاد.
الجيران اعتادوا صوت صرخاتها الصادر من حجرتها، داخل شقة بسيطة بحي الخصوص بالقليوبية، عاشت الابنة في عمر الزهور، عمرها لا يتجاوز الـ١٨ عامًا، بصحبة والدها، محمد، رجل خمسيني، يعمل تباعًا، ومدمن المخدرات.
كان يرى أن القسوة تعنى الرجولة، والقوة في التعنيف، فكانت تعيش حنين داخل جدران لا تعرف الرحمة، بين يدي أب لا يعرف من الأبوة إلا اسمها.
صعق بالكهرباء حتى الموت
وفى أحد الأيام جلس الأب يدخن لفافة مخدر، ثم دخل إلى غرفة ابنته حاملًا سلكًا كهربائيًا ورباطًا، وكبل ابنته وقيد يديها وقدميها، وصعقها بالكهرباء مرتين، كما ورد في تقرير الطب الشرعي، متعمدًا إنهاء حياتها.
لم يكن الأمر لحظة غضب عابرة، بل نية مبيتة، وقرار قاس بقتل من خرجت من صلبه، في جريمة خلت من أي ذرة إنسانية.
آثار تعذيب
حين وصلت النيابة لموقع الحادث، لم يجدوا في الأب ذرة ندم، ولم تكن الابنة سوى جثة هامدة، تحمل آثار تعذيب شديد، وأحيل الأب للمحاكمة.
ووجهت له النيابة تهم القتل العمد مع سبق الإصرار، وتعذيب طفلته القاصر، وحيازة أداة اعتداء، بالإضافة إلى حيازة وتعاطي مخدر الحشيش.
الإعدام
وحينما أحيل إلى محكمة جنايات شبرا الخيمة، قضت المحكمة بإحالة أوراق القضية لمفتى الديار المصرية لإبداء الرأي الشرعي حول إعدامه، وبعد أن ورد رد مفتي الجمهورية بالموافقة على الحكم الشرعي، صدر الحكم بالإعدام شنقًا.