في الوقت الذي يوصي البعض بتناول القراصيا أو ما يُعرف بالبرقوق المجفف عند الإصابة بالإمساك، إلا أن هذه الفاكهة المجففة تحمل في جعبتها أكثر من مجرد فائدة واحدة، فهي أشبه بكنز غذائي مهمل يستحق أن يجد طريقه إلى مائدتنا اليومية، فما هي القراصيا؟ وما الذي يجعلها مميزة إلى هذا الحد؟
ووفقا لموقع wemd نستعرض مجموعة من الفوائد الصحية المؤكدة للقراصيا، إلى جانب التحذيرات الواجب الانتباه لها، لضمان الاستفادة المثلى منها دون التعرض لمضاعفات غير مرغوب بها.
القراصيا ودورها في دعم الجهاز الهضمي
تتميز القراصيا بمحتواها المرتفع من الألياف، ما يجعلها من العلاجات الطبيعية الفعالة لمشكلات الهضم، وعلى رأسها الإمساك المزمن، وبحسب خبراء التغذية، فإن استهلاك القراصيا أو حتى شرب عصيرها يُسهم في تحفيز حركة الأمعاء، كما يُعد خيارًا مناسبًا لتخفيف أعراض البواسير الناتجة عن الإمساك، مع التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها للأطفال.
حل طبيعي لفرط نشاط المثانة
ليس من الشائع الربط بين الإمساك والمثانة، إلا أن تراكم الفضلات في القولون قد يضغط على المثانة ويُسبب نشاطًا مفرطًا فيها، هنا تبرز القراصيا كوسيلة غير مباشرة لكنها فعالة لضبط هذا النشاط من خلال تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الإخراج.
توازن معدني.. البوتاسيوم في القراصيا
من أبرز مميزات القراصيا احتواؤها على البوتاسيوم، وهو معدن أساسي لوظائف الجسم، بدءًا من انتظام نبض القلب، مرورًا بتنظيم ضغط الدم، وصولًا إلى دعم وظائف الأعصاب والعضلات، وبما أن الجسم لا يُنتج هذا العنصر الحيوي تلقائيًا، فإن إدراج القراصيا في النظام الغذائي يُعد وسيلة طبيعية لتعويض النقص دون الحاجة إلى مكملات.
فيتامينات ومعادن أساسية
بعيدًا عن البوتاسيوم، تحمل القراصيا باقة من الفيتامينات الضرورية مثل فيتامين "ك" و"أ" و"ب3" و"ب6"، إلى جانب معادن هامة كالنحاس والمغنيسيوم، ما يجعلها غذاءً متكاملًا يدعم الصحة العامة ويُعزز مناعة الجسم.
الوقاية من فقر الدم
يُعتبر الحديد عنصرًا أساسيًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء، ونقصه يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، والقراصيا وعصيرها يُعدان من الخيارات الغذائية الغنية بالحديد، ويُنصح بهما خاصة لمن يعانون من مستويات منخفضة من هذا العنصر أو ممن يتبعون حمية نباتية.
دعم لصحة العظام والعضلات
من العناصر النادرة التي تحتويها القراصيا "البورون"، وهو معدن يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة العظام والعضلات، ويُسهم في الوقاية من هشاشة العظام، كما ثبتت فاعليته في الحد من تأثير الإشعاعات الضارة على نخاع العظم.
تقليل الكولسترول وخطر أمراض القلب
تشير أبحاث غذائية متعددة إلى أن الاستهلاك المنتظم للقراصيا قد يُساعد في خفض مستويات الكولسترول الضار في الدم، وبالتالي تقليل فرص الإصابة بتصلب الشرايين، وهي خطوة هامة نحو الوقاية من الجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
كبح الشهية ودعم التحكم في الوزن
لمن يسعون إلى إنقاص أوزانهم أو تنظيم شهيتهم، قد تكون القراصيا حلاً طبيعيًا، حيث تمنح شعورًا بالشبع يدوم لفترة طويلة بفضل الألياف التي تحتويها، مما يُقلل من الرغبة في تناول الوجبات المتكررة أو الوجبات السريعة.
الوقاية من سرطان القولون
من الفوائد التي بدأت تبرز مؤخرًا للقراصيا هي دورها المحتمل في خفض احتمالية الإصابة بسرطان القولون، أحد أكثر أنواع السرطانات صعوبة في الكشف والمواجهة، ويُرجّح الباحثون أن تأثيرها يعود إلى تحسين صحة القولون ودعم التوازن البكتيري فيه.
محاذير صحية لا بد من مراعاتها
رغم الفوائد المتعددة، لا تخلو القراصيا من بعض الأعراض الجانبية التي تظهر مع الاستهلاك المفرط، مثل الانتفاخ، الغازات، الإسهال، وزيادة الوزن، نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من السعرات والسكر الطبيعي، كما يُنصح مرضى القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي بالحذر عند إدخالها إلى نظامهم الغذائي.
نصيحة ختامية
تكمن فائدة القراصيا في الاعتدال، فتناولها بشكل متوازن كجزء من نظام غذائي صحي يُمكن أن يُحسن الهضم، يُعزز المناعة، ويُساهم في الوقاية من أمراض عدة، أما الإفراط في تناولها دون انتباه أو وعي صحي، فقد يؤدي إلى نتائج عكسية.
