وسط تصاعد التوترات.. "CATL" الصينية تقصي المستثمرين الأميركيين من طرح هونغ كونغ

أمريكا والصين

تصاعد التوترات بين أمريكا والصين، قررت شركة كونتمبوراري أمبيركس تكنولوجي ليمتد (CATL)، أكبر شركة في العالم لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، تقييد مشاركة المستثمرين الأميركيين المحليين في خطتها لطرح أسهمها في بورصة هونغ كونغ، عبر اعتماد آلية الإدراج وفقاً للائحة "Reg S" التي تستثني المستثمرين الأميركيين.

الصينية تقصي المستثمرين الأميركيين من طرح هونغ كونغ

وقالت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ" إن الشركة الصينية قررت استبعاد المستثمرين المحليين من الولايات المتحدة من عملية الطرح، في خطوة تهدف إلى الحد من المخاطر القانونية والتنظيمية الأميركية، خصوصاً بعد أن أُدرجت "CATL" في يناير الماضي على القائمة السوداء لوزارة الدفاع الأميركية، بزعم ارتباطها بالجيش الصيني، وهي اتهامات نفتها الشركة جملةً وتفصيلاً.

ورغم أن هذه الآلية لا تمنع بالكامل مشاركة رؤوس الأموال الأميركية، إذ تسمح للمؤسسات التي تمتلك حسابات استثمارية خارج الولايات المتحدة بالدخول في الطرح، فإنها تستثني فئة كبيرة من المستثمرين الأميركيين، مثل الصناديق المشتركة المحلية التي تستثمر أموال الأفراد.

ووفقاً للمصادر، فإن الشركة تخطط لجمع ما لا يقل عن 4 مليارات دولار من هذا الإدراج، في صفقة قد تكون الأضخم في الأسواق العالمية خلال عام 2025. وقد ترتفع قيمة الطرح إلى 5.3 مليارات دولار في حال تفعيل خيار التخصيص الإضافي، والتي من المقرر أن تبدأ الشركة في تلقي طلبات الاكتتاب من المستثمرين بدءاً من يوم الإثنين.

يأتي الطرح في ظل دعوات من لجنة بالكونغرس الأميركي إلى "بنك أوف أميركا" و"جيه بي مورغان"، وهما من أبرز مديري الصفقة، بالانسحاب من العملية بسبب المخاوف الأمنية المتعلقة بالشركة. ومع ذلك، لا تزال المؤسستان المصرفيتان منخرطتين في التحضير للطرح.

وتعكس هذه الخطوة توجهاً واضحاً من الشركات الصينية الكبرى نحو تقليل اعتمادها على رؤوس الأموال الأميركية، وتعزيز تواجدها في الأسواق الآسيوية، خصوصاً في ظل القيود الأميركية المتزايدة على الشركات المرتبطة بالتكنولوجيا أو الدفاع.

ومن المتوقع أن يسهم هذا الإدراج الضخم في مضاعفة إجمالي الطروحات في بورصة هونغ كونغ هذا العام، والتي تشير تقديرات "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أنها قد تصل إلى نحو 22 مليار دولار، مدفوعة بالزخم المتصاعد من الشركات الصينية.

ويُنظر إلى إدراج "CATL" في هونغ كونغ بوصفه اختباراً لمتانة السوق الآسيوية في مواجهة الضغوط الغربية، ورسالة سياسية واقتصادية بأن بكين تملك بدائل فعالة للتمويل الدولي.