قال الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي رئيس مجلسي إدارة وتحرير البوابة نيوز ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، عبر منشور له بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: تُذكّرني خطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط وإنهاء الحرب في غزة بما فعلته الولايات المتحدة مع اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، حين أجبرت إمبراطور اليابان على الاستسلام الكامل، بلا قيد أو شرط، بعد قصف هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة النووية.
وأوضح "علي" أن خطة الرئيس ترامب، كما أوضح نتنياهو في المؤتمر الصحفي المشترك، هي بالحرف الواحد أهداف إسرائيل من الحرب، تلك الأهداف التي كررها نتنياهو مرارًا وتكرارًا. فإن تحققت بخطة ترامب (الطريقة السهلة، بحسب تعبير نتنياهو) فأهلاً وسهلاً، وإن لم يكن، فستسعى إسرائيل لتحقيقها بالطريقة الصعبة، أي عبر استمرار الحرب.
وأشار إلي أن الرئيس الأمريكي ألقي بالكرة في ملعب الزعماء العرب، وقال إن عليهم نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، والتعهّد بجعل غزة خالية من “الإرهاب”. والسؤال: أيُّ زعيم عربي أو إسلامي يستطيع أن يطرح مجرد فكرة نزع سلاح شعبٍ يعيش تحت الاحتلال، فضلًا عن تنفيذها؟ وما هي الآليات التي يملكها القادة العرب والمسلمون لفرض مثل هذا المقترح؟.
كما لفت إلي طرح الرئيس الأمريكي شرطًا آخر لا يقل صعوبة عن نزع سلاح حماس، وهو استبعاد السلطة الفلسطينية من اللجنة المؤقتة لإدارة غزة ما لم تُجرِ إصلاحات داخلية تُنهي ما سماه “ثقافة الكراهية لليهود” في العقل الفلسطيني. والسؤال هنا: من يستطيع أن يغيّر فكر الشعب الفلسطيني ليجرده من مشاعر العداء لليهود بعد ما جرى في غزة من قتل ودمار؟.
واختتم "عبدالرحيم علي" منشوره قائلًا: باختصار، هي خطة أُريدَ منها إقامة الحُجّة على الفلسطينيين وعلى القادة العرب والمسلمين أمام العالم أجمع، حتى إذا استمرت الحرب وبدأت عمليات التهجير، لا تُلام أمريكا ولا إسرائيل، بل يُلقى اللوم كله على القادة العرب والمسلمين، وعلى قادة الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس والجهاد الإسلامي.
إنها الحرب يا سادة، هكذا أرادها ترامب ونتنياهو… وغدًا لناظره قريب.