أقام المركز القومي لثقافة الطفل التابع للمجلس الأعلى للثقافة، منتدى ثقافة الطفل بعنوان "دليل أخلاقيات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي"، مساء أمس الأحد بالمجلس الأعلى للثقافة، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة "مصر تتحدث عن نفسها" والتي تقام تحت شعار ونكمل المشوار.
شارك في المنتدى أ.د. محمد حسام محمود أستاذ القانون المدني، أ.د. أماني جمال مجاهد أستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة المنوفية، م. زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدار المنتدى الباحث أحمد عبد العليم مدير المركز.
وبدأ المنتدى بكلمة الباحث أحمد عبد العليم الذي رحب بالحضور وأعرب عن سعادته بوجود قامات كبيرة في هذا المنتدى، وأكد على دعم الدكتور أحمد فؤاد هنو من خلال مبادرة "بداية جديدة..يهمنا الإنسان"، واستعرض محتويات الدليل وأهميته.
ثم تحدث أد.محمد حسام الذي أوضح أنه برغم كل الدراسات حول الذكاء الاصطناعي فإنه دائما يسبق توقعاتنا، وضرب أمثلة على وجود مقالات أجنبية تؤكد على استخدام الكمبيوتر في الحرب العالمية الثانية، وضرب مثلا بأفلام جيمس بوند وما قدمته من تكنولوجيا تصور البعض حينها أنها خيالية وثبتت أنها موجودة.
د.محمد.حسام: هناك محاولات لاسترجاع الصوت من الفضاء بالذكاء الاصطناعي
واضاف حسام أن الذكاء الاصطناعي قدم طفرات بتحويل الصور للفيديوهات، ثم لكلام، ثم لفيديو، وحكى عن تجربته الشخصية لفيلم لمنى زكي عن أم كلثوم واستخدام بصمة الصوت لكوكب الشرق، مؤكدا أن المشاهد سوف يسمع أم كلثوم على الشاشة.
وأكد دكتور محمد حسام أن هناك محاولات استرجاع واستخلاص للصوت من الفضاء من خلال برنامج ممول تم الإعلان عنه.
كما حكى عن حوادث قانونية شهيرة تم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي مثل حادثة محامي شهير ثبت في قاعة المحكمة أن شات جي بي تي يلقنه المرافعة فتم تحويله لمجلس تأديب، وقاض آخر قال إنه قد راجع الحكم الذي سيصدره مع شات جي بي تي، فتم تحويله أيضا لمجلس تأديبية بتهمة إفشاء أسرار المحاكمة.
وأوضح أستاذ القانون المدني أننا بذلك أمام حالات غير مسبوقة تحتاج لوقفة، فقد تم عمل أغنية جديدة تأليف وتلحبن وغناء بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، كما تم عمل قصتين قصيرتين واحدة منهما كادت أن تفوز في مسابقة في اليابان إلى أن تم الكشف عنها، وقد دفع هذا التطور المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية بإصدار قرارات جديدة تلزم الإفصاح عن المصدر سواء في المجالات الأدبية والفنية أو المصدر المستخدم من المواد الجينية والنماذج الصناعية من معارف ماثورة أو غيرها، وأنه سيتم مراجعتها والكشف عن كل ذلك من خلال الذكاء الاصطناعي.
ثم اختتم الدكتور محمد حسام أستاذ القانون المدني كلمته بتساؤلات عن الذكاء الاصطناعي هل سيروض من خلال محترفين؟ أم سيصبح أداة مهمة ومستخدمة في كل مرحلة من مراحل حياتنا؟ وهل سيستمر أو سيتطور أو سيتراجع وفي اي وقت؟ وهل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يقود ويتمرد؟ أو يمكن تخليد الأشخاص من خلال الأفاتار؟ وقانونا هل الشخص يصيح انتهى قانونا أم لا؟
الذكاء الاصطناعي يطور كأسلحة مستقلة لتستخدم في الحرب لتحليل
ثم تحدث المهندس زياد عبد التواب مؤكدا أنه ليس ضد الذكاء الاصطناعي، ولكن لا يجب أن يرمي الناس أنفسهم في أحضانه، بحيث لا يستطيعون الحياة عند توقفه، فالموازنة أمر ضروري.
واضاف المهندس زياد أن الإنترنت عندما ظهر حدثت فوضى وسرقات كروت بنكية إلى تم التنظيم وإصدار قوانين الحماية بالتعاون بين الدول.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي بدأ منذ الخمسينات في القرن الماضي ولكن التعامل معه كان غير معلن فقط في غرف مغلقة، إلى أن تم إطلاقه في عام ٢٠٢٣ ولم يكن مثل اليوم، فقد كان يعمل في تخزين معلومات تراكمية.
ثم شرح عبد التواب أن الذكاء الاصطناعي خمس مستويات يجب توضيحهم، أول مستوى تعلم الآلة فهي مثل الطفل الصغير قد يلمس النار إلى أن يعلمه أحد أنها خطر، أو أن يرى القطة فنقول له هذه قطة، فتعلم الآلة التعريفات والمعلومات الأساسية، والمستوى الثاني التعلم العميق كتعلبم الطفل أن القطة تخربش ويوجد منها أنواع وأشكال، ويمكن هنا أن تعمل الآلة على ربط المعلومات والمتشابهات وفق البرمجة، والمستوى الثالث الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تطبيق شات جي بي تي، والذي يعمل من خلال قاعدة بيانات كبيرة جدا، والتعلم العميق، لكي يقوم بعمل منتج ككتابة قصيدة أو رواية أو رسم لوحة، وذكر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكتب بأسلوب مشاهير مثل نجيب محفوظ ويدمجه مع أساليب أخرى، والمستوى الرابع الذكاء الاصطناعي التوكيلي، حيث يبدو مثل الاجندة يحضر اجتماعات بديلا لي، أو وفقا لطريقتي رد بثلاثة اقتراحات بالنيابة عني، ونفذ أول اقتراح بدلا مني وهنا تنشأ قضايا قانونية عن مسؤولية الشخص عما يترتب على ذلك من أثار، والمستوى الخامس هو الذكاء الاصطناعي العام الذي يستخدم كل ما فات وبشكل مستقل بدون الحاجة لأحد، وربما يصبح لديه المراوغة ويخبئ معلومات عني وخداعي ووقتها قد نصل لمرحلة التمرد ويسيطر علينا الذكاء الاصطناعي.
وأضاف زياد أن الذكاء الاصطناعي الآن يطور كأسلحة مستقلة لكي تستخدم في الحرب لعمل تحليل واتخاذ قرار وتنفيذه في أرض المعركة.
والتحدي هو استخدام قدراتنا العقلية في مقابل الذكاء الاصطناعي، فالعقل هو ما يفرق الإنسان عن أي كائن آخر، ويحلل ويقوم بعمل مقارنات واتخاذ قرارات، دون الاعتماد على الذاكرة، فالذكاء الاصطناعي يتفوق علينا في قدرته على التخزين وسرعته في المقارنة والتحليل بناء على المخزون وقاعدة البيانات.
وأكد المهندس زياد عبد التواب أن علينا أن نعي في ظل وجود الذكاء الاصطناعي ما هو المطلوب لتعليم الطفل في المدرسة والطالب في الجامعة، هل نتعلم لاكتساب معارف فقط بالطبع لا، كما أكد على ضرورة تعلم الطفل الأساسيات ثم التعلم العميق وعدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لكي لا يتوقف عن التعلم بعمق، واليونسكو بدأت في عمل لجنة كبيرة لحوكمة الذكاء الاصطناعي لكي لا تصبح البشرية في خطر كبير.
واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة التعامل وفق دليل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وعدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل لاان قيمة الإنسان الحقيقة فيما يفعل ويعبر عنه وليس فيما هو مصنوع ولا يمثلني لأنه حينها سيفتقد للروح والتجربة الإنسانية، ويفتقد لبصماتنا مثل نجيب محفوظ محمد فوزي.
د.أماني: ضرورة أن تعترف الجامعات ومراكز البحوث بتطبيقات الذكاء الاصطناعي
وقي كلمتها أوضحت أد.أماني جمال مجاهد أستاذ المكتبات والمعلومات جامعة المنوفية، والمسؤول عن إعداد دليل أخلاقيات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي
قصة الدليل التي بدات أيام فترة كورونا حيث كنت من الناس التي تحب الحركة، وهو ما جعلني أفكر في عمل منصة عامة لنشر المقالات، وطلبت ممن حولي نشر مقالات عليها، وهو ما جاء فيه مقالة قيل لي من كاتبها أنه استعان بالذكاء الاصطناعي التوليدي، فاستغربت جدا من باحث يستعين بالذكاء الاصطناعي ويبتعد عن عقله وهو ما قد يعرض عضلة العقل للضمور، ومن هنا جاءت لي فكرة الدليل فاستعنت بالمهندس زياد والدكتور محمد حسام وخططت لإطلاقه من منصة عربية
كالاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ورئيسه دكتور نبهان بن حارث، لكي لا يكون الدليل كله مصريا فقط ويصب لأكبر عدد في الوطن العربي، وبدأنا في عمل الدليل وهو دليل مفتوح ومتاح مجانا وكان هذا هو سبب اللجوء لمنصة عربية
وأكدت د.أماني على عدم وضع الصغار وااشباب والكبار ايضا لصورهم على المواقع والتطبيقات فهو أمن سيبراني، فقد نجد حولنا روبوتات تشبهنا لأن الذكاء الاصطناعي يتعلم منها ولا نعرف فيما قد تستخدم.
كما أكدت على سرعة تطور الذكاء الاصطناعي فنحن أثناء العمل لم يكن هناك غير شأن جي بي تي في نسخته الأولى وبمجرد الانتهاء من الدليل الدنيا تطورت بسرعة رهيبة فأصبح هناك جيمناي وديبسيك وشات جي بي تي فور الطفرة عن النسخة الأقدم.
وقدمت نصيحتها للباحثين بأنه لا يجب الابتعاد عن الذكاء الاصطناعي، ولكن يتم استخدامه بشكل واعي، فالتاثير ليس بالحصول على درجة الدكتوراه ولكن بالعقل ويتأثير العلم في المجتمع، فأصل البحث العلمي هو تنمية المجتمع.
واختتم المنتدى الباحث أحمد عبد العليم بالتأكيد على ضرورة الوعي عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وذكر توصيات الدليل في مجال البحث العلمي بضرورة أن تعترف الجامعات ومراكز البحوث بتطبيقات الذكاء الاصطناعي كشريك محدود للباحثين، واهتمام المؤسسات البحثية بهذه التطبيقات والتعريف بها ومتابعة استخدام الباحثين لها، وأن توصي مؤسسة البحث العلمي بعمل ميثاق أخلاقي يلزم منسوبيها باستخدام محدود وواضح لهذه الأدوات في الرسائل والأبحاث للترقي.
مقررا المنتدى: د.مروة عادل، الباحث حسن الحلوجي.











