في خطوة تعكس الطموح الاقتصادي لمصر، أعلن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن مضاعفة الطاقة الإنتاجية للهواتف المحمولة محليًا إلى 9 ملايين جهاز سنويًا خلال عام 2025، مقارنة بـ3.5 ملايين جهاز في العام الماضي.
وهذا الإنجاز يأتي عبر تشغيل 14 مصنعًا رئيسيًا، معظمها يعمل تحت ترخيص علامات تجارية عالمية، ويُعد خطوة حاسمة نحو تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع الإلكترونيات، ووفقًا لتصريحات الوزير في الاحتفال السنوي لجمعية "اتصال"، فإن هذه المصانع تستعد لتصدير منتجاتها إلى أسواق أفريقيا وشمال إفريقيا وخارجها، مما يعزز من الصادرات ويقلل الاعتماد على الواردات.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل هذا الإنجاز الكبير في صناعة الهواتف الذكية.
تطور إنتاج الهواتف المحمولة في مصر
وبدأت رحلة توطين صناعة الهواتف المحمولة في مصر منذ عام 2021، كجزء من المبادرة الرئاسية "مصر تصنع الإلكترونيات". في البداية، كان الإنتاج محدودًا بنحو 1.5 مليون جهاز في 2021، ثم ارتفع إلى أكثر من 2 مليون في 2022 مع دخول شركات عالمية جديدة.
ومع ذلك، شهد عام 2024 قفزة نوعية بإنتاج 3 ملايين إلى 3.5 مليون جهاز، مدعومًا بزيادة عدد المصانع إلى 14، تغطي 4 من أكبر 5 علامات تجارية عالمية.
وفي 2025، يتوقع أن يصل الإنتاج إلى 9 ملايين جهاز، بزيادة تصل إلى 157%، وفقًا لتزامات المصانع. هذا النمو لم يأت عبثًا، بل نتيجة لسياسات حكومية تشجع على التصنيع المحلي، بما في ذلك إعفاء مكونات الإنتاج من الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 40% للقيمة المضافة المحلية والتصدير.
كما ساهمت فرض ضريبة 38% على الهواتف المستوردة بعد يناير 2025 في تقليل الاعتماد على الاستيراد، مما خفض فاتورة الواردات بنسبة 99% إلى 1.65 مليون دولار في النصف الأول من 2024 مقارنة بـ2021.
خريطة الإنتاج ودور العلامات التجارية العالمية
وتتركز المصانع الـ14 في مناطق صناعية رئيسية مثل بني سويف، مدينة السادس من أكتوبر، والعاشر من رمضان، وأسيوط الجديدة، ومن أبرزها:
- سامسونج: مصنع في بني سويف باستثمار 700 مليون دولار، طاقة إنتاجية 6 ملايين جهاز سنويًا، يخصص 85% للتصدير إلى أفريقيا وأوروبا، وحصلت على "رخصة ذهبية" للتشغيل الكامل بنهاية 2025، مما يوفر 1,400 فرصة عمل.
- أوبو (OPPO): مصنع باستثمار 20 مليون دولار، ينتج 4.5 ملايين جهاز سنويًا، وينفي الشركة أي خطط للانسحاب من السوق المصري، مؤكدة التزامها بتوسيع الشراكات المحلية.
- شاومي (Xiaomi): مصنع في السادس من أكتوبر بـ20 مليون دولار، طاقة 1 مليون جهاز، يركز على السوق المحلي والإقليمي.

- نوكيا (HMD Global): في أسيوط، ينتج 4 ملايين جهاز للأسواق الأفريقية و600 ألف لشمال أفريقيا سنويًا في 2024-2025.
- فيفو (Vivo) وإنفينيكس: استثمارات إجمالية 87.5 مليون دولار، تضيف 11.5 مليون جهاز سنويًا، توفر 2,050 وظيفة.
وهذه المصانع ليست مجرد خطوط تجميع، بل تشمل تعميق القيمة المضافة المحلية بنسبة 40%، مما يعزز الاقتصاد الوطني.
مصر تتجه نحو أسواق أفريقيا وأوروبا
ومع اقتراب نهاية 2025، تستعد المصانع للتصدير الفعلي بدءًا من نهاية العام، مستفيدة من اتفاقيات التجارة الحرة مثل تلك مع الاتحاد الأوروبي وأفريقيا.
ويتوقع أن يغطي الإنتاج المحلي 80% من الطلب الداخلي، مع تصدير 85% من إنتاج سامسونج وحدها، وهذا يعزز مكانة مصر كمركز للتعهيد، حيث نمت صادرات التعهيد 80% إلى 4.3 مليار دولار في 2024، وزادت الوظائف إلى 160 ألفًا بنمو 70%.
نمو السوق وفرص العمل في 2025
ويقدر سوق الهواتف المحمولة في مصر بـ2.9 مليار دولار في 2023، مع نمو متوقع 8% في 2025، مدفوعًا بزيادة الإنتاج المحلي وانخفاض التكاليف.
وتوقعات "فيتش سوليوشنز" تشير إلى وصول المبيعات إلى 2.5 مليار دولار في 2025، و4.8 مليار بحلول 2031 بنمو سنوي 11.4%، مع التركيز على الهواتف منخفضة التكلفة (أقل من 150 دولارًا).
واقتصاديًا، يوفر القطاع آلاف الوظائف، ويقلل التضخم من خلال خفض الواردات، خاصة مع تراجع قيمة الجنيه إلى أكثر من 50 جنيهًا للدولار في 2025.
كما يدعم الرقمنة، مع انتشار الإنترنت بنسبة 81.9% و96.3 مليون مستخدم في يناير 2025، وإطلاق 5G في النصف الأول من العام.
ويمثل هذا الإنجاز نموذجًا للتنمية الصناعية في الشرق الأوسط، حيث تحول مصر التحديات إلى فرص عالمية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.