أخبار عاجلة

رغم انهيار مشروع ضخم.. المغرب يخطط لربط كهربائي جديد

رغم انهيار مشروع ضخم.. المغرب يخطط لربط كهربائي جديد
رغم انهيار مشروع ضخم.. المغرب يخطط لربط كهربائي جديد

يستهدف المغرب مشروعًا جديدًا يوصف بأنه سيكون أطول خط كهرباء في العالم، لنقل الطاقة المتجددة إلى ألمانيا، بعد رفض الحكومة البريطانية لخطة ربط كهربائي مماثل في يونيو/حزيران 2025.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تطوّر شركة إكس لينكس (Xlinks)، عبر شركتها الفرعية في ألمانيا، مشروع سيلا أتلانتيك (Sila Atlantik)، بدعم من شركتي المرافق الألمانيتين إي أون (E.ON) ويونيبر (Uniper).

ويرسم هذا المشروع مسارًا طموحًا لتوصيل موارد المغرب الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مباشرةً إلى المستهلكين الألمان عبر نظام خطوط بحرية رائد.

وذكرت الصحافة الألمانية أن مشروع الربط الكهربائي يبدو للوهلة الأولى محكومًا عليه بالفشل مثل سابقيه، لكنه قد يحقق نتائج أفضل بكثير.

مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وألمانيا

وفقًا للعديد من وسائل الإعلام الألمانية، يهدف مشروع سيلا أتنلانتيك الضخم للبنية التحتية إلى نقل الكهرباء المولّدة من مواقع الطاقة المتجددة المغربية إلى ألمانيا عبر 4800 كيلومتر من خطوط التيار المستمر عالي الجهد (HVDC).

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، سيعبر خط الكهرباء البحري ساحل المحيط الأطلسي، مارًا بالمياه الإقليمية لـ5 دول وهي: البرتغال وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا قبل الاتصال بشبكة الكهرباء الألمانية عند نقاط دخول متعددة.

ويَعِد مشروع سيلا أتلانتيك بتوفير 26 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا، أي ما يعادل نحو 5% من استهلاك الكهرباء الحالي في ألمانيا.

وتشمل المواصفات الفنية خطين بحريين متوازيين بسعة إجمالية تبلغ 3.6 غيغاواط، مع أن التقارير تشير إلى إمكان توسيعهما إلى 15 غيغاواط مع تزايد الطلب.

وتولّى خبراء من شركتي الطاقة العملاقتين إي إن بي دبليو (EnBW) وأورستد (Orsted) مناصب قيادية لدفع المبادرة من خلال شركة إكس لينكس في ألمانيا (X-Links Germany GmbH).

وقد لفت المشروع، بحسب التقارير، انتباه شركات طاقة كبرى؛ بما في ذلك إي أون (Eon) ويونيبر (Uniper)، وربما أكتوبوس إنرجي (Octopus Energy)؛ ما منحه مصداقية إضافية.

الطاقة المتجددة في المغرب

فوائد مشروع سيلا أتلانتيك

قُدّم تسجيل العلامة التجارية "سيلا أتلانتيك" رسميًا إلى المكتب الألماني لبراءات الاختراع والعلامات التجارية (DPMA) في 31 يناير/كانون الثاني 2025، وحصل على الموافقة الرسمية يوم 5 مايو/أيار؛ وهو إنجاز إستراتيجي يُظهر زخم المشروع ورؤيته طويلة المدى.

ويستفيد مشروع سيلا أتلانتيك من الانخفاض الكبير في تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة والتقدم التقني بمجال النقل؛ إذ هبطت تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الحالية بشكل حاد مقارنةً بما كانت عليه قبل عقدين من الزمن، ما أحدث تحولًا جذريًا في الحسابات الاقتصادية.

ويُمكّن نشر خطوط التيار المستمر البحرية المتطورة من نقل الكهرباء بأقل خسائر ممكنة، مع تجاوز معارضة المجتمع التي غالبًا ما تعوق بناء خطوط الكهرباء البرية.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُتيح المشروع 5 فوائد ملموسة بالنسبة للمستهلكين الألمان:

  1. كهرباء أرخص: ستزيد الكهرباء الإضافية من العرض، ما يُخفض أسعار الكيلوواط لكل ساعة، أو على الأقل يزيدها ببطء أكبر.
    وسيوفر المستهلكون المال، وكذلك القطاع الصناعي، كما يُعزز فرص العمل للعديد من الموظفين.
  2. مزيد من الكهرباء الخضراء: إذا نجح المشروع؛ سيتقلص الاعتماد على الغاز والفحم، ما سيُخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ وهو أمر مفيد للمناخ وللمستهلكين، الذين يدفعون سعرًا أقل لثاني أكسيد الكربون مقابل الكهرباء.
  3. تكاليف شبكة أقل: في المغرب، تُنتج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كهرباء أكثر موثوقية من ألمانيا؛ كما أن الفروقات بين الصيف والشتاء أقل.
    بفضل هذه الكهرباء الموثوقة، يُمكن لألمانيا توفير تكاليف العديد من محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز، وأنظمة تخزين البطاريات التي كانت ستكون ضرورية لتعويض التقلبات في إنتاج الكهرباء.
  4. توصيل الكهرباء إلى الجنوب: تُولّد ألمانيا حاليًا كثيرًا من الكهرباء من توربينات الرياح في الشمال، ولكن نظرًا إلى نقص توسعة الشبكة؛ فإنها غير قادرة على الوصول إلى جنوب البلاد.
    ومن المقرر أن يمتد أحد خطوط سيلا أتلانتيك مباشرة إلى جنوب ألمانيا؛ وسيجلب هذا الكهرباء الخضراء إلى منطقة لن تتمكن من الحصول عليها إلا من خلال توسعة شبكة باهظة التكلفة؛ ما يوفر أيضًا التكاليف.
  5. فرص أكثر للذكاء الاصطناعي: تستهلك مراكز البيانات كثيرًا من الطاقة، ومن المرجح أن يرتفع استهلاك الكهرباء في ألمانيا لأول مرة منذ مدة طويلة.
    على الأقل إذا وفرت الدولة الطاقة بسعر رخيص وموثوق بما يكفي لجذب مراكز البيانات، يُمكن لمشروع "سيلا أتلانتيك" أن يزيد من فرص مشاركة ألمانيا في هذه التقنية الواعدة، دون الحاجة إلى بناء العديد من محطات الكهرباء العاملة بالغاز والتي تُضر بالمناخ، بحسب ما نقلته منصة "فوكس" الألمانية (Focus).
خط كهرباء بحري
صورة تعبيرية عن خط كهرباء بحري - الصورة من منصة "ريتشارج نيوز"

عقبات مشروع سيلا أتلانتيك

على الرغم من هذه التطورات الواعدة؛ فلا تزال هناك عقبات كبيرة تلوح في الأفق؛ إذ يتطلب هذا المشروع الضخم دعمًا حكوميًا كبيرًا، ما قد يُعرّض دافعي الضرائب للخطر.

  1. تكاليف باهظة: تتراوح المتطلبات المالية لمشروع سيلا أتلانتيك بين 30 و40 مليار يورو (35.11 و46.8 مليار دولار)؛ وهو استثمار ضخم يُقر المطورون بأنه سيتطلب ضمانات حكومية؛ حيث أشار قادة المشروع إلى أنهم سيسعون للحصول على دعم حكومي لتأمينه.
    يُذكر أن مشروعًا مماثلًا في بريطانيا -يُطلق عليه "إكس لينك"- فشل مؤخرًا، عندما سحبت الحكومة دعمها.
  2. التبعية السياسية: في حال المضي قدمًا في المشروع، سيصبح المغرب شريكًا رئيسًا في إمدادات الطاقة الألمانية؛ لذلك يثير الاعتماد السياسي على المغرب ثغرات جيوسياسية، في حين يُضيف تنسيق التصاريح عبر 5 دول ساحلية مزيدًا من التعقيد.
  3. العقبات التقنية: تُشكّل قيود التصنيع عقبات إضافية، حيث لا تزال الخطوط المتخصصة عالية الأداء المطلوبة نادرة عالميًا؛ ما دفع شركة "سيلا أتلانتيك" إلى التفكير في إنشاء مرافق إنتاج مخصصة داخل المغرب.
  4. التركيز على الصناعة: من المرجح أن تستفيد الصناعة من الكهرباء أولًا؛ ولن تتأثر الأسر الخاصة إلا بشكل غير مباشر.

وفقًا لأكثر الجداول الزمنية طموحًا للمشروع، يُمكن أن يبدأ نقل الكهرباء الأولي بحلول عام 2034، على أن يصل النظام إلى طاقته الكاملة بحلول أواخر ثلاثينيات القرن الـ21؛ ما يعني أن أيّ فوائد للمستهلكين ستُحقّق خلال العقد المقبل، وفق ما أفادت به منصة "موروكو وورلد نيوز" (Morocco World News).

يُبرز الوضع الحالي لقطاع الطاقة في ألمانيا الحاجة المُلِحّة لمثل هذه الحلول؛ ففي عام 2024، تراكمت على نحو 4.2 مليون أسرة ألمانية متأخرات سداد لشركات الطاقة، ولم يتمكن 6.4% من المستأجرين من سداد فواتير الكهرباء والغاز في الوقت المحدد.

وتُحافظ شركات الطاقة الألمانية على تفاؤل حذر بشأن هذا المشروع؛ إذ أكدت شركة "يونيبر" دعمها الأولي، مُشددةً على أن قرارات الاستثمار النهائية لا تزال مُعلّقة خلال "مرحلة بدء التشغيل المكثفة" للمشروع، بحسب ما نقلته منصة صحيفة "هاندلسبلات" (Handelsblatt).

وأبدت شركة "إي أون" حماسًا مُتحفظًا مماثلًا، في حين رفضت وزارة الاقتصاد الفيدرالية الألمانية التعليق بشكل جوهري، مُشيرةً إلى أنه من السابق لأوانه تقييم المشروع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. معلومات عن مشروع سيلا أتنلانتيك، من صحيفة "هاندلسبلات"
  2. معلومات عن الربط الكهربائي بين المغرب وألمانيا، من منصة "فوكس"
  3. معلومات إضافية عن مشروع الربط الكهربائي، من منصة "موروكو وورلد نيوز"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عمرو خطاب: إقبال غير مسبوق على الطرح الثاني لمبادرة "سكن لكل المصريين 7"
التالى التنقيب عن النفط والغاز في مصر ينتعش بـ3 اتفاقيات جديدة