تبادلت إدارة أكبر مصفاة نفط في أفريقيا ورابطة كبار موظفي النفط والغاز الطبيعي (PENGASSAN) الاتهامات، في حين دخلت شركات عالمية على خط المواجهة بينهما، وسط احتمالات بتوقف الإنتاج.
وأمرت الرابطة أعضاءها في كل أنحاء البلاد بالدخول في إضراب عامّ بدءًا من غدٍ الإثنين (29 سبتمبر/أيلول)، اعتراضًا على تسريح عمال محليين واستبدال أجانب بهم برواتب أعلى، بعد أن طلبت وقف إمدادات النفط الخام والغاز الطبيعي إلى مصفاة دانغوتي النيجيرية (Dangote).
في المقابل، وصفت إدارة المصفاة الرابطة بالتآمر لحرمان النيجيريين من البنزين والديزل وغاز الطهي، وممارسة سلوك إجرامي في بلد يحكمه القانون، بما يؤثّر في استثمارات يبلغ حجمها 20 مليار دولار، بحسب آخر تفاصيل الأزمة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويخشى محللون من أن تُسفر التطورات عن شح إمدادات الوقود وارتفاع أسعاره بما قد يُعيد إلى الأذهان الأزمات السابقة لتشغيل المصفاة التي كان هدفها الأساس إنهاء اعتماد الدولة صاحبة ثاني أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا على الواردات الباهظة.
تطورات أكبر مصفاة نفط في أفريقيا
جاء قرار إضراب عمال 7 من شركات النفط والغاز في نيجيريا بعدما عقدت رابطة كبار موظفي النفط والغاز اجتماعًا طارئًا للمجلس التنفيذي الوطني لبحث خطوات الردّ على الفصل الجماعي لعمّال مصفاة دانغوتي .
واتهمت الرابطة إدارة المصفاة بانتهاك قوانين العمل المحلية والدستور والاتفاقيات الدولية المنظمة للقطاع من خلال فصل 800 عامل محلي واستبدال أكثر من ألفي هندي بهم.
وتقول الرابطة، إن إدارة أكبر مصفاة نفط في أفريقيا فصلت العمّال بسبب انضمامهم إليها هو "حق دستوري" لهم، كما استقدمت عمالًا هنودًا بصورة غير قانونية للعمل في قطاع الطاقة النيجيري "الحسّاس".
كما اتهمت "دانغوتي" بالتمييز في الأجور بين المحليين والأجانب؛ إذ يحصل المهندس النيجيري على 385 ألف نايرا (259 دولارًا) شهريًا في مقابل 5 آلاف دولار لنظيره من الهنود.
(النايرا تعادل 0.00067 دولارًا).

وبناءً على ذلك، أمرت الرابطة أعضاءها في 7 شركات كبرى يوم 26 سبتمبر/أيلول الجاري بقطع إمدادات النفط والغاز فورًا عن المصفاة بسعة 650 ألف برميل يوميًا، كما أمرت بالوقف الفوري لعمليات تحميل ناقلات النفط المتجهة إلى المصفاة المتهمة إدارتها بالتضليل والدعاية.
والشركات هي توتال إنرجي الفرنسية وشيفرون الأميركية وسيبلات النيجيرية (Seplat) وشل نيجيريا غاز وأواندو (Oando) و"رينيسانس" (Renaissance) و"نيجيريا غاز إنفراستركشر كومباني" (NGIC).
صلح أم تصعيد؟
باءت كل محاولات وزارة العمل ورئيس مؤتمر نقابات العمال (TUC) لإنهاء أزمة عمال مصفاة دانغوتي بالفشل.
وقال مسؤول بارز، إنه أمام الفصل الجماعي "الهمجي" لن يكون أمام الرابطة خيار سوى التحرك، الأمر لم يعد يتعلق بمصفاة دانغوتي وحدها، بل أصبح يشكّل سابقة لحالات مماثلة في المستقبل.
ورغم عدم ضلوعه مباشرة في الأزمة، تابع مجلس العمال النيجيري التطورات، بانتظار القرار الرسمي من مجلس نقابات العمال التابعة له رابطة كبار عمال النفط والغاز.
من جانبها، قال إدارة مصفاة دانغوتي، إن تسريح العمال يأتي ضمن عملية إعادة تنظيم تستهدف تحسين إجراءات السلامة ورفع الكفاءة التشغيلية للمصفاة، و"منع أعمال تخريبية".
وأوضحت أن عدد المفصولين "ضئيل" مقارنة بعدد النيجيريين العاملين بالمصفاة، الذين يتجاوز عددهم 3 آلاف شخص.
يُشار هنا إلى أن الرابطة وصفت الفصل الجماعي بغير القانوني، واتهمت المصفاة بنشر معلومات مضللة بدلًا من حل المشكلة عبر الحوار.
وانتقدت إدارة المصفاة التوجيه بقطع إمدادات 7 شركات نفط وغاز، واصفة إياه بالإجرامي والمنافي للقانون، وبأنه يرقى لمستوى التخريب الاقتصادي و"تآمر" لحرمان النيجيريين من البنزين والديزل ووقود الطائرات وغاز النفط المسال المستعمل في الطهي.
وأضافت: "لا يوجد قانون يمنح رابطة كبار موظفي النفط والغاز الحق في توجيه أفرعها بقطع إمدادات النفط والغاز لمصفاة دانغوتي أو للجميع"، واصفةً التدخل بين المصفاة ومورّدي النفط والغاز بالإجرامي.

الوقود في نيجيريا
يهدد الإضراب الذي جاء بعد أوامر بقطع إمدادات النفط والغاز عن مصفاة النفط الأكبر في أفريقيا بإرباك إمدادات الوقود داخل أكثر دول القارة السمراء من حيث تعداد السكان.
وكان من المتوقع أن تغير المصفاة ملامح صناعة الوقود في نيجيريا، إلّا أن التزاماتها وطموحاتها للتصدير أصبحت على المحكّ، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبعد تدخُّل وضغوط، تراجعت المصفاة عن قرارها وقف بيع البنزين بالنايرا الذي كان مقررًا أن يسري بدءًا من اليوم الأحد (28 سبتمبر/أيلول).
وأرجعت المصفاة القرار السابق بوقف المبيعات إلى أن مبيعاتها من المنتجات النفطية المكررة تتجاوز المخصصات بموجب اتفاق الخام مقابل النايرا، الذي لاقى الاتفاق ترحيبًا لتقليل الضغط على الدولار ودعم العملة المحلية.
لكن بسبب ضعف العملة المحلية أمام الدولار الأميركي والتضخم، ثارت شكوك حول منح الأولوية لصادرات المصفاة على حساب السوق المحلية، واحتمال إقدام شركات التسويق على البيع بالدولار أيضًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- أزمة بأكبر مصفاة نفط في أفريقيا، من صحيفة "بانش" النيجيرية
- وقف بيع البنزين بالنايرا في نيجيريا، من وكالة رويترز