جدل مستمر وأزمة كل عام.. اختيار فيلم "عيد ميلاد سعيد" لتمثيل مصر في الأوسكار

أثار اختيار فيلم "عيد ميلاد سعيد" للمخرجة سارة جوهر لتمثيل مصر في مسابقة الأوسكار 2025 حالة من الجدل الواسع داخل الأوساط السينمائية، بعدما طُرح بشكل محدود ولم يُتح للجمهور في دور العرض بصورة طبيعية حتى الآن.

ورغم أن منتج الفيلم أحمد الدسوقي أكد التزامه الكامل بلوائح الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية، موضحًا أن الفيلم يُعرض حاليًا في سينما "أربيلا مول" لمدة أسبوع وفق الاتفاق مع نقابة المهن السينمائية المشرفة على لجنة الاختيار، إلا أن عددًا من النقاد اعتبروا أن العرض محدود وشكلي، ويفتقد للشفافية المطلوبة، خاصة في ظل وجود أفلام أخرى نافست على الترشح عُرضت جماهيريًا وبشكل موسع مثل "رحلة البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو".

طارق الشناوي: الاختيار قانوني لكن النقابة صامتة

الناقد الفني طارق الشناوي، أوضح أن اختيار الفيلم تم بشكل قانوني وبأغلبية أصوات اللجنة، استنادًا إلى لوائح الأوسكار التي تشترط العرض العام في قاعة سينمائية مقابل تذكرة مدفوعة.

وقال الشناوي في تصريحات لـ الرئيس نيوز: "الفيلم متاح للجمهور مقابل تذكرة، وبالتالي فهو مطابق للمعايير. لكن المشكلة أن نقابة السينمائيين صامتة، وكان من الواجب أن يصدر النقيب مسعد فودة بيانًا لتوضيح الموقف والدفاع عن اللجنة، لأن الهجوم الذي تعرضنا له يستوجب ردًا رسميًا".

وأضاف، أن اللجنة وضعت فيلم "رفعت عيني للسما" كخيار ثانٍ لتمثيل مصر في حال تعذر عرض "عيد ميلاد سعيد" وفق اللوائح، مشيرًا إلى أن هذا الاحتياط دليل على وعي اللجنة باحتمال إثارة الجدل.

عصام زكريا: العرض أقرب للصوري

أما الناقد السينمائي عصام زكريا، الذي كان عضوًا في لجنة الاختيار، فقد كشف تفاصيل ما جرى داخل الكواليس، قائلًا إن الفيلم أُضيف في اللحظات الأخيرة إلى قائمة الترشيحات رغم أن القائمة القصيرة كانت قد أُغلقت بالفعل.

وأكد زكريا، أن أعضاء اللجنة وافقوا على ترشيحه بحسن نية، بشرط التزام المنتج والموزع بالعرض العام يوم 17 سبتمبر، لكنه أشار إلى أن ما حدث في الواقع لم يكن عرضًا حقيقيًا، قائلًا: "الشركة نظمت عرضًا أقرب للصوري، مجرد بوستر معلق وتذاكر مقطوعة أرسلوها إلى النقابة لتعلن أن الفيلم يُعرض، بينما لم نجد أي أثر له على موقع (السينما.كوم) أو حتى في جداول حفلات سينما أربيلا".

وأضاف: "حذرنا النقابة من خطورة التلاعب بالقواعد، وطلبنا من الأستاذ مسعد فودة أن يتأكد بنفسه من أن العرض سيكون حقيقيًا وليس شكليًا. لكن ما حدث أكد الشكوك، وتحولت القصة إلى اتهامات علنية بالتحايل على قواعد الأوسكار".

خلفية ومفارقات

الجدل تضاعف مع إعلان مهرجان الجونة السينمائي اختيار "عيد ميلاد سعيد" ليكون فيلم افتتاح دورته المقبلة في 16 أكتوبر، رغم أن أعراف المهرجانات الدولية تنص على أن فيلم الافتتاح لم يُعرض مسبقًا في بلد المهرجان، وهو ما يثير تساؤلات إضافية حول ازدواجية الموقف.

يُذكر أن الفيلم كان قد حقق نجاحًا في مهرجان "تريبيكا" الأمريكي مايو الماضي بحصوله على ثلاث جوائز مهمة، من بينها أفضل فيلم وأفضل سيناريو. لكن طريقة طرحه في مصر قبل الأوسكار تبقى مثار جدل، وسط مطالبات بضرورة الشفافية الكاملة في اختيارات تمثيل مصر بالمسابقة العالمية الأهم سينمائيًا.