بورسعيد , شهدت منطقة سوق الحميدي التجارية في حي العرب بمحافظة بورسعيد، فجر اليوم، حادث حريق مأساوي أدى إلى وفاة سيدة وإصابة اثنين آخرين، وسط حالة من الحزن والذهول بين سكان المنطقة. ورغم الجهود السريعة لفرق الإطفاء والحماية المدنية، إلا أن طبيعة المباني الخشبية بالمنطقة ساعدت في انتشار النيران بسرعة كبيرة، قبل أن يتم السيطرة عليها ومنع امتدادها إلى باقي المنازل.

مأساة إنسانية في بورسعيد : طفلة تعود لتجد والدتها جثة محترقة
الضحية، نورا الدسوقي، 36 عامًا، توفيت داخل منزلها المصنوع من الخشب، بعد أن حاصرتها ألسنة اللهب، ولم تفلح محاولات الجيران في إنقاذها.
روى أبناؤها لحظات الحزن المروعة، حيث قالوا إنهم كانوا خارج المنزل في دروسهم، بينما كانت شقيقتهم الصغيرة، حبيبة (8 سنوات)، مع والدتها، والتي طلبت منها شراء الخبز.
وما إن ابتعدت الطفلة قليلاً حتى سمعت دوي انفجار في المنزل، لتعود مسرعة وهي تصرخ “ماما!”، لكن القدر كان أسرع، إذ وُجدت والدتها جثة هامدة تحت السرير، في محاولة يائسة منها للنجاة من النيران.

روايات من قلب كارثة بورسعيد
حسام محمود، أحد سكان الحي، أكد أنه سمع انفجارًا ضخمًا أعقبه اشتعال مفاجئ للنيران في منزل خشبي مكون من طابقين، ثم امتدت إلى المنازل المجاورة.
وقال: “حاولنا إخماد النيران لكننا لم نتمكن حتى وصلت سيارات الإطفاء”. وأكد أن بعض السكان تسلقوا الأسطح لمحاولة إنقاذ من بداخل المنازل، وتم إنقاذ اثنين من المصابين، هما:
مختار عبد العال (85 عامًا)
فوزية حلمي (66 عامًا)
من جانبه، قال محمد سعد، أحد التجار في المنطقة، إن المتوفاة كانت محبوبة بين الجيران، ومعروفة بكفاحها في العمل ومساعدة زوجها في الإنفاق على الأسرة. وأضاف بأسى: “قبل الحادث بساعات، كانت تسلم على الجميع كأنها تودعهم”.
إهمال واضح: إشغالات وحنفيات مطمورة
كشف شهود عيان عن إهمال جسيم ساهم في تفاقم الحريق، حيث أشار محمد سعد إلى أن حنفيات الحريق الموجودة في الشارع كانت مغلقة بالأسمنت، بسبب إشغالات الباعة الجائلين، مما أعاق تدخل فرق الإطفاء في البداية.
وطالب بضرورة قيام حي العرب بحملات مكثفة لإزالة الإشغالات، ومراجعة تجهيزات السلامة من طفايات حريق وحنفيات مياه.

تدخل فوري من الأجهزة الأمنية والتنفيذية
تحركت قوات الأمن وفرق الطوارئ بسرعة، حيث قام رجال المرور بإغلاق جزء من شارع محمد علي العمومي لتسهيل مرور سيارات الإطفاء والإسعاف، تحت إشراف اللواء محمد الجمسي مدير أمن بورسعيد، واللواء كريم لهيطة رئيس مباحث المديرية.
كما انتقل إلى موقع الحريق كل من:
الدكتور عمرو فكري، سكرتير عام محافظة بورسعيد
المهندس وليد الدعدع، رئيس حي العرب
وتم الدفع بـ 3 سيارات لودر وقلاب لرفع مخلفات الحريق من شارعي الحميدي وطولون، فيما تواصل فرق البحث الجنائي تحرياتها لمعرفة السبب النهائي للحريق، والذي تشير المعاينة الأولية إلى أنه ناتج عن ماس كهربائي.