عاجل| "غير لائق".. قصة استبعاد طالب متفوق من التعيين بجامعة سوهاج لضعف نظره

تصدرت قضية يوسف خلاف تريند السوشيال ميديا، بعد نشر قصة استبعاده من التعيين معيدا بكلية الآداب بجامعة سوهاج بسبب ضعف نظره 

وقال يوسف خلاف: إنه متألم وحزين، فبعد أن صدر قرار تعيينه معيدًا بكلية الآداب قسم التاريخ والحضارة جامعة سوهاج، وكان خبرًا في غاية السرور على قلبه؛ لأنه كان نتيجة مجهود وسعي وصبر طوال سنوات دراستي، حيث كان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة. وأضاف أنه سعى لإكمال  أوراق استلامه العمل، وجهز كل الأوراق، ولم يبقَ أمامه سوى ورقة الكشف الطبي، مضيفا أنه توجه  إلى مجمع العاشر من رمضان في سوهاج لإجراء الكشف الطبي، وكانت كل الفحوصات لدى كل الأطباء سليمة ما عدا طبيب العيون.

وأشار إلى أنه تبين وجود ضعف شديد في قوة الإبصار، الأمر الذي لم يستغرقه لأن حالته تُعرف بالمهق أو الألبينو أو الألبينزم، وهي حالة تتميز بعدم وجود صبغة الميلانين في الجلد والشعر والعينين، مما يعطي البشرة والشعر لونًا أبيض، ويجعل النظر شديد الضعف. 

وتابع أنه بسبب ضعف بصره  الشديد كان الأمل ضعيفًا أن يعطوه "لائق"، لدرجة أن هناك طبيبة عندما نظرت إلى مقاسات نظره في الاستمارة قالت له: (أنت يا بني عاوز استثناء من المحافظ). 

ونوه إلى أنه شعر بالحزن والاستغراب وحدث نفسه قائلًا: أي استثناء يحتاجه إنسان اجتهد وتفوق وكان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة؟
وأكد أنه قدم  التماسًا في مكتب رئيس الجامعة، وكان الرد على الالتماس أن يقوم بعمل تظلم في القومسيون الطبي، فذهب إلى مجمع العاشر من رمضان في سوهاج وأخبر رئيس اللجنة الطبية هناك بأنه يود عمل تظلم، ولكنه قال له أن الاستمارة نهائية ولا يوجد بها تظلم، وأنه من الصعب جدًا أن يكون "لائق" لضعف بصره الشديد. 

وأوضح أنه حاول مقابلة  رئيس الجامعة  شخصيًا ليجد حلًا آخر لأن الأمر أصبح متأزمًا جدًا ولكنه لم يتمكن من مقابلته رغم انتظاره لأيام عديدة طوال النهار أمام مكتبه.

ولفت إلى أنه تم إبلاغه أن مشكلته مع القومسيون وليس مع الجامعة، والقومسيون كالعادة يخبره بأن الأمر انتهى لدى اللجنة الطبية، وأن أمره يعود للجامعة حاليًا. 

وقال الطالب يوسف خلاف: «لقد استلم زملائي الذين عُيّنوا معي العملَ في باقي أقسام الكلية منذ شهر تقريبًا، وما زلت أنا لم أستلم عملي بعد، مما يترك أثرًا نفسيًا داخليًا يشعرني بالتمييز عن باقي أقراني. 

وأكد أن  كثيرًا من الأشخاص أناروا العالم بعقولهم رغم إعاقتهم الجسدية، أمثال طه حسين وستيفن هوكنج وغيرهم الكثير، فالعلم يعتمد في النهاية على العقل وليس على اللياقة الطبية.
ونوه إلى أنه لم يمتحن  في لجنة خاصة طوال حياته، ولم  يطلب يومًا أن يجعلوا الخط مكبرًا له في الامتحانات، بل كان أستلم الامتحان بنفس حجم الخط كباقي زملائه. 
وطالب بحقه لأنه   أول المستحقين، ولكنهم مع ذلك جعلوه "غير لائق" متسائلا هل هذا شيء يقبله العقل والمنطق؟.