
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده تشهد حاليا "عصرا ذهبيا" بعد مرور ثمانية أشهر فقط تحت قيادته، إذ تتمتع "بأقوى اقتصاد، وأقوى حدود، وأقوى جيش، وأقوى صداقات، وأقوى روح من بين جميع الأمم".
جاء ذلك في خطابه منذ قليل أمام المناقشة العامة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قال إن الولايات المتحدة "تحظى بالاحترام على الساحة الدولية مجددا كما لم يحدث من قبل"، مضيفا أنها زادت الإنفاق الدفاعي من 2% إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي.
ووجه انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية السابقة.وأضاف أنه منذ توليه منصبه، ضمنت بلاده 17 تريليون دولار من الاستثمارات الحالية والمستقبلية.
وقال إن إدارته أجرت أكبر تخفيضات ضريبية وتنظيمية في تاريخها، مما جعلها "مجددا أفضل دولة على وجه الأرض لممارسة الأعمال".
انخفاض عدد المهاجرين غير الشرعيين
وأضاف ترامب أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون بلاده "انخفض إلى الصفر"، بعد أن تدفق إليها ملايين الأشخاص "تحت إشراف إدارة" الرئيس السابق جو بايدن "من جميع أنحاء العالم، ومن السجون، ومن المصحات العقلية، ومن تجار المخدرات".
قال: "رسالتنا بسيطة للغاية. إذا دخلتَ الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فستُسجن أو ستعود إلى حيث أتيت، أو ربما أبعد من ذلك"."
حروب لا يمكن انهاؤها"قال الرئيس الأمريكي إنه أنهى سبع "حروب لا يمكن انهاؤها"، بما في ذلك حروب بين كمبوديا وتايلاند، وكوسوفو وصربيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وباكستان والهند، وإسرائيل وإيران، وأرمينيا وأذربيجان، "ومصر وإثيوبيا".
وأعرب عن أسفه لاضطراره إلى القيام بذلك "بدلا من الأمم المتحدة"، وقال إن المنظمة "لم تحاول حتى المساعدة في أي منها".وتساءل: "ما هو هدف الأمم المتحدة؟ لدى الأمم المتحدة إمكانات هائلة. لطالما قلت ذلك. لديها إمكانات هائلة، لكنها لا ترقى إلى مستوى هذه الإمكانات"، بعد إنهاء هذه الحروب والتفاوض على اتفاقيات إبراهيم،
قال ترامب إن "الجميع يطالبون بأن أحصل على جائزة نوبل للسلام عن كل إنجاز من هذه الإنجازات"، إلا أنه أكد أنه لا يأبه بالفوز بالجوائز، بل ما يهمه هو "ملايين الأرواح" التي أنقذها.
ولأضاف اليد الأمريكية ممدودة وإنه حضر إلى الجمعية العامة اليوم "ليمد يد القيادة والصداقة الأمريكية" لأي دولة ترغب في الانضمام إليها في بناء "عالم أكثر أمانا وازدهارا"، ولكن لتحقيق ذلك "يجب علينا رفض أساليب الماضي الفاشلة والعمل معا لمواجهة بعض أعظم التهديدات في التاريخ"، بما في ذلك الأسلحة النووية.
وأكد أنه مد يد التعاون لإيران عندما تولى منصبه، لكن "رد النظام كان مواصلة تهديداته المستمرة لجيرانه ومصالح الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف: "اليوم، العديد من القادة العسكريين الإيرانيين السابقين. في الواقع، أستطيع القول إن جميعهم تقريبا لم يعودوا بيتهم لقد ماتوا".وقال إنه بعد "عملية مطرقة منتصف الليل" التي نفذتها بلاده، توسط على الفور لإنهاء الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، حيث اتفق الجانبان على "ألا يتقاتلا"."اطلقوا سراح الرهائن الآن"
وأضاف ترامب أنه منخرط بشدة في السعي لوقف إطلاق النار في غزة، لكن حماس "رفضت مرارا وتكرارا عروضا معقولة لصنع السلام".
وأضاف أن "بعض" أعضاء الجمعية العامة اعترفوا من جانب واحد بدولة فلسطينية، ووصف ذلك بأنه "مكافأة كبيرة لإرهابيي حماس على فظائعهم، بما في ذلك 7 أكتوبر، حتى مع رفضهم إطلاق سراح الرهائن أو قبول وقف إطلاق النار".
وقال إنه بدلا من الرضوخ "لمطالب حماس بالفدية، يجب على أولئك الذين يريدون السلام أن يتحدوا على رسالة واحدة.
اطلقوا سراح الرهائن الآن. علينا وقف الحرب في غزة فورا".
وعن أوكرانيا قال الرئيس الأمريكي إنه كان يعتقد أن الحرب في أوكرانيا ستكون "الأسهل لإنهائها"، وذلك بفضل علاقته الجيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال إن الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف "تسيء إلى صورة روسيا" إذ كان من المتوقع أن تنتهي في غضون أيام.
واتهم الصين والهند بأنهما "الممولان الرئيسيان للحرب الدائرة" بمواصلتهما شراء النفط الروسي، مضيفا أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم تقطع "بشكل لا يغتفر" الكثير من الطاقة الروسية، وأنها "تمول الحرب ضد نفسها".
وقال إنه إذا لم تكن روسيا مستعدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، فإن الولايات المتحدة "مستعدة تماما لفرض جولة قوية من الرسوم الجمركية، والتي أعتقد أنها ستوقف إراقة الدماء بسرعة كبيرة"،
ودعا الدول الأوروبية إلى اتخاذ الإجراءات نفسها لجعلها فعالة."غزو المهاجرين"قال السيد ترامب إن الأمم المتحدة "لا تحل المشاكل التي ينبغي لها حلها، بل إنها في كثير من الأحيان تخلق مشاكل جديدة علينا حلها".
وادعى أن الأمم المتحدة "تمول هجوما على الدول الغربية وحدودها" من خلال تقديم المساعدة "للمهاجرين غير الشرعيين"، في إشارة إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها الوكالات الأممية للمهاجرين واللاجئين الذين تقطعت بهم السبل.
وأضاف: "في الولايات المتحدة، نرفض فكرة السماح لأعداد كبيرة من الناس من دول أجنبية بالسفر عبر نصف الكرة الأرضية، وتخطي حدودنا، وانتهاك سيادتنا، والتسبب في جرائم لا هوادة فيها، واستنزاف شبكة الأمان الاجتماعي لدينا.
أكدنا مجددا أن أمريكا ملك للشعب الأمريكي، وأشجع جميع الدول على اتخاذ موقفها الخاص دفاعا عن مواطنيها أيضا".قال الرئيس الأمريكي إن الهجرة "وأفكارهم الانتحارية حول الطاقة ستؤديان إلى هلاك أوروبا الغربية إذا لم يتخذ إجراء فوري".
وأضاف أن السجون الأوروبية تعج "بما يسموا بطالبي لجوء، والذين يقابلون الإحسان بالجريمة"، وقال: "حان الوقت لإنهاء تجربة الحدود المفتوحة الفاشلة. عليكم إنهاؤها الآن.
أؤكد لكم أنني بارع جدا في هذا المجال. بلادكم ستذهب إلى الجحيم".التخلص من الطاقة المتجددةأعلن السيد ترامب أن بلاده تتخلص مما "تسمى زورا بمصادر الطاقة المتجددة. وهي مجرد مزحة، وغير فعالة ومكلفة للغاية".
وقال إن الصين تبني مزارع رياح وترسلها إلى جميع أنحاء العالم، "لكنها بالكاد تستخدمها". من ناحية أخرى، قال إن العديد من الدول الأوروبية "على شفا الدمار بسبب أجندة الطاقة الخضراء"، وأضاف: "في رأيي، يُعد تغير المناخ أكبر خدعة نُفذت على الإطلاق ضد العالم"
وأضاف أن التأثير الأساسي "لسياسات الطاقة الخضراء الوحشية" لم يكن مساعدة البيئة، بل "إعادة توزيع التصنيع والنشاط الصناعي من الدول المتقدمة التي تتبع القواعد الجنونية المفروضة إلى الدول الملوثة التي تنتهك القواعد وتحقق ثروات طائلة".وفي الختام، قال الرئيس الأمريكي "إن الهجرة والتكلفة الباهظة لما يسمى بالطاقة المتجددة الخضراء تدمر جزءا كبيرا من العالم الحر وجزءا كبيرا من كوكبنا"، مضيفا أن الدول التي تعتز بالحرية تتلاشى بسرعة بسبب سياساتها في هذين الموضوعين. وقال: "أنتم بحاجة إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية إذ ما أردتم أن تصبحوا عظماء مجددا".