"العربية بتتشحن مش بتتفول".. كيف يرى المصريون السيارات الكهربائية؟

بالتزامن مع التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على المواد البترولية، بدأت مصر تخطو خطوات متسارعة نحو دعم صناعة السيارات الكهربائية لتقليل الانبعاثات الكربونية النابعة من عوادم السيارات التقليدية، سواء من خلال تشجيع الاستيراد أو دعم التصنيع المحلي، واستطاعت صناعة أول سيارة كهربائية محلية الصنع عام 2024 بشراكة صينية،  وبالرغم من المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات تقف في طريق انتشار هذه التكنولوجيا الواعدة.

ظهور السيارات الكهربائية في شوارع مصر

في السنوات الأخيرة شهد السوق المصري دخول عدد متزايد من السيارات الكهربائية فمنها "تسلا"، و"BYD"، و"نصر E70" التي تم الإعلان عنها كمشروع مشترك بين وزارة قطاع الأعمال وشركات صينية، وبلغ عدد المرخص منها في مصر قرابة الـ 6,500 سيارة وهذا عدد ضئيل مقارنة بعدد السيارات التي على الطرق المصرية والذي بلغ عددها 10 مليون سيارة.

إعفاء جمركي عن السيارات الكهربائية

قامت الحكومة المصرية بخطوات هامة لتسهيل انتشار هذه السيارات فمنها.. الإعفاء الجمركي الذي صدر بقرار حكومي عام 2018 بشرط الأ يتجاوز عمر السيارة 3 سنوات، بالإضافة للحوافز التشريعية التي تصل  لـ50 ألف جنيه لشرائها محليًا، وتهدف لزيادة التصنيع لأكثر من 65% بحلول 2030 مع خطط تصدير 500 ألف سنويًا، هذا بجانب دعمها لمشروعات الإنتاج المحلي مثل إعادة "شركة النصر للسيارات" لإنتاج حافلات وسيارات كهربائية من خلال شراكات دولية بهدف إنتاج 20 ألف سيارة سنويًا بحلول عام 2025.

الدولة تضع خطط لتركيب محطات شحن للسيارات الكهربائية

خططت الدولة لتركيب أكثر من 3000 محطة شحن بحلول 2027.. وتقام شراكات مع القطاع الخاص مثل "Revolta,Infinity" لتشغيلها، حيث أن شركة "Infinity" تدير أكثر من 700 نقطة شحن حتى فبراير 2025.. وتخطط لإمدادها لـ1000 نقطة حتى نهاية العام.

تحديات تواجه السيارات الكهربائية

بالرغم من المميزات العديدة للسيارات الكهربائية إلا أن هناك تحديات كبرى تواجه مستخدميها..  فتكلفتها مرتفعة نسبيًا، بجانب قلة محطات الشحن في المحافظات، تستغرق بطارية السيارة من 8ـ12 ساعة للشحن في المنزل وبالشواحن السريعة من 30 لـ60 دقيقة لتصل 80%.

آراء الشارع المصري عن السيارات الكهربائية

وعن آراء الشارع المصري والانطباع الأولي للسيارة الكهربائية،  قال أحمد سامي مهندس ميكانيكا: "أنا مهتم جدًا بفكرة التحول الكهربائي، لكن السيارة الكهربائية اللي تناسب أسرتي سعرها مش أقل من 800 ألف جنيه! صعب جدًا على الطبقة المتوسطة ولو في دعم حكومي مباشر أو تقسيط ميسر، الموضوع ممكن يبقى مختلف."

وأضاف حسان رفعت طالب جامعي:  "أنا شايف إن ده المستقبل، بس المشكلة إن الناس لسه مش واثقة في التكنولوجيا دي،  محتاجين حملات توعية أكتر، ومحتاجين الناس تشوف أمثلة حقيقية حوالينا عشان تقتنع".

وأكد طارق عبد الجليل، خبير في تكنولوجيا السيارات في تعليقه قائلًا: "التحول للسيارات الكهربائية مش بس رفاهية أو موضة، ده أمن قومي، إحنا بنستورد بنزين وسولار بمليارات، ليه منوفرش ده ونستثمره في الطاقة النظيفة؟ لكن لازم يكون فيه خطة شاملة تشمل البنية التحتية، والصيانة، والتعليم الفني".

ومن جانبه عبر حسين البدري، سائق قائلًا: "أنا شفت عربية كهرباء عند جيراننا، شكلها شيك وهادية جدًا، بس أول سؤال جه في بالي: لما تبوظ.. هوديها فين؟! يعني هل في مراكز صيانة قريبة؟ كما لابد من وجود نقاط شحن كهرباء في كل مكان وسوف تكون موفرة حيث لا يوجد مشاكل الصيانة والزيت وانسداد المكونات والاضرار التي يخلفها البنزين كما يمكن ان تطلق الدولة مبادرة مثل تحويل السيارات التي تعمل بالنزين الى غاز مع تبسيط الإجراءات  كما ان هناك توفير ومكاسب يحصل عليها السائقون من المشاوير لانخفاض تكلفة الكهرباء عن البنزين.

والجدير بالذكر ان السيارات الكهربائية ظهرت لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر، واحتفظت السيارة الكهربائية بالرقم القياسي لأقصى سرعة لسيارة أرضية حتى نحو عام 1900، ومن اسباب الانحدار عالمي في استخدامها كسيارات خاصة للتنقل.. التكلفة المرتفعة وانخفاض السرعة العظمى، والمدى القصير للسيارات الكهربائية العاملة على البطاريات بالمقارنة مع سيارات القرن العشرين العاملة على محركات الاحتراق الداخلي، مع أن الناس استمروا باستخدام السيارات الكهربائية على شكل معدات تحميل وشحن وكوسائل نقل عامة أو خاصةً مركبات السكك الحديدية.

مع انطلاقة القرن الحادى والعشرين، ازداد الاهتمام بالسيارات الكهربائية ومركبات أخرى بوقود بديل في قطاع سيارات النقل الخاصة بسبب المخاوف المتزايدة بشأن المشاكل المصاحبة للسيارات العاملة على أنواع الوقود الهيدروكربوني، بما فيها الضرر للبيئة الذي تسببه انبعاثاتها، واستدامة بنية النقل التحتية الحالية المعتمدة على الهيدروكربونات بالإضافة إلى تحسن تكنولوجيا السيارات الكهربائية.

وألمانيا هي أول دولة شهدت ظهور أول سيارة كهربائية حديثة في العالم، وهي سيارة فلوكن إلكترو واجن التي اخترعها المهندس الألماني أندرياس فلوكن عام 1888و قبل ذلك، كانت السيارات الكهربائية في مراحل تجريبية بدائية، ولكن سيارة فلوكن كانت أول سيارة كهربائية رباعية العجلات عملية وصالحة للاستخدام.