قاعدة باغرام الجوية تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طالب فيها حركة طالبان بإعادتها لسيطرة الولايات المتحدة، مهددًا بعواقب وخيمة حال رفض الطلب.
يحدث تعتبر هذه الخطوة أعادت تسليط الضوء على القاعدة التي تُوصف بأنها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية سابقة في أفغانستان، وواحدة من أهم النقاط الاستراتيجية في قلب آسيا.
الموقع والأهمية الجيوسياسية
تقع القاعدة في ولاية بروان شمال العاصمة كابول، على بعد نحو 50 كيلومترًا، مما يمنحها موقعًا مركزيًا للتحكم في خطوط الإمداد الجوية والبرية.
قربها من الصين (خاصة إقليم شينجيانغ) يمنحها أهمية رقابية على الحدود الشرقية لآسيا.
إطلالتها على باكستان وإيران يجعلها نقطة مراقبة متقدمة للتوازنات الإقليمية.
تاريخيًا، كانت باغرام بوابة لوجستية لأي عمليات عسكرية في المنطقة، سواء ضد القاعدة، طالبان، أو حتى لمراقبة النفوذ الصيني والروسي.
تاريخ القاعدة
الخمسينات والستينات: استخدمها السوفييت كمنشأة عسكرية خلال حقبة الحرب الباردة.
1979 – 1989: تحولت إلى قاعدة مركزية للجيش الأحمر أثناء غزو أفغانستان.
2001 – 2021: أصبحت القاعدة القلب النابض للوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، حيث تمركزت فيها قوات التحالف، واستخدمت كمركز استخباراتي وسجن عسكري مثير للجدل.
أغسطس 2021: بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من كابول، سيطرت عليها طالبان، لتصبح رمزًا لـ "نهاية أطول حرب أمريكية".
أهمية القاعدة في الصراع الحالي
تصريحات ترامب الأخيرة تعكس إدراك واشنطن – خاصة التيار الجمهوري – أن التخلي عن باغرام كان خسارة استراتيجية فادحة:
القاعدة تمثل منصة مثالية لمراقبة الصين وإيران في آن واحد.
تمتلك بنية تحتية متقدمة (مدرجات طيران قادرة على استقبال القاذفات العملاقة، أنظمة رادار متطورة، ومخازن أسلحة).
استعادتها قد تعني عودة النفوذ الأمريكي إلى قلب آسيا بعد غياب 4 سنوات.
الموقف الأفغاني
من جانبها، ترفض طالبان بشكل قاطع أي محاولة أمريكية للعودة إلى القاعدة، معتبرة أن السيطرة عليها جزء من سيادة أفغانستان، بل إن قادة عسكريين وصفوا تصريحات ترامب بأنها "ابتزاز سياسي".
في النهاية قاعدة باغرام ليست مجرد منشأة عسكرية مهجورة، بل هي بوابة جيوسياسية تتقاطع عندها مصالح واشنطن وبكين وموسكو وطهران. ومع عودة الحديث عنها في الخطاب الأمريكي، يبدو أن مستقبلها سيظل ملفًا ساخنًا في التنافس الدولي على قلب آسيا.