أكد المحلل الاقتصادي محمد هشام أن التوقعات الأخيرة الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية بشأن وفرة المعروض النفطي حتى عام 2026 تستند إلى عدة عوامل واقعية، في مقدمتها استمرار الإنتاج بنفس الوتيرة الحالية، واحتمالات إلغاء تدريجي لتخفيضات الإنتاج من قبل تحالف أوبك بلس، إلى جانب تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط.
وأشار هشام خلال مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، إلى أن الوكالة توقعت ارتفاع الفائض في المعروض العالمي ليصل إلى أكثر من 3 ملايين برميل يوميًا خلال عامي 2025 و2026، وهو ما قد يدفع بأسعار خام برنت إلى مستويات منخفضة قد تصل إلى 59 دولارًا للبرميل في الربع الأخير من 2025.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
تضارب بين التوقعات الدولية و"أوبك بلس"
أوضح هشام أن هناك تناقضًا واضحًا بين رؤية وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك، حيث ترى الأخيرة أن الطلب سيظل مرتفعًا، ما قد يؤدي إلى عجز بدلاً من فائض في المعروض، وهو ما يجعل المشهد النفطي العالمي مفتوحًا على كافة الاحتمالات في ظل التوترات الجيوسياسية القائمة.
فرص للدول المستوردة.. وتحديات للمصدّرين
وحول المستفيد الأكبر من هذا التوجه، أكد هشام أن الدول المستوردة للنفط ستكون الرابح الرئيسي من انخفاض الأسعار، حيث ستنخفض فاتورة الطاقة، مما سينعكس بشكل إيجابي على تكاليف النقل وأسعار السلع، ويساهم في تخفيف معدلات التضخم، ويوفر فرصة للدول لإعادة توجيه الإنفاق نحو الاستثمار في البنية التحتية والتنمية.
في المقابل، تواجه الدول المنتجة تحديات حقيقية مع تراجع العائدات النفطية، وهو ما قد يؤثر على موازناتها العامة، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات البترولية، مثل روسيا ودول الخليج. وأشار هشام إلى أن بعض هذه الدول بدأت بالفعل في تنويع مصادر دخلها، لكن التأثير ما يزال قائمًا.
روسيا والخطط الاحتياطية
وفي ما يخص روسيا، أوضح هشام أن موسكو تعتمد على صندوق مالي احتياطي يُمول من عائدات النفط المرتفعة، لكنه بدأ مؤخرًا في مراجعة الأسعار المرجعية التي يتم بناءً عليها ضخ هذه العائدات، حيث تسعى الحكومة الروسية لتخفيض هذا السعر من 60 إلى 55 دولارًا للبرميل حتى عام 2030، تحسبًا لانخفاضات متوقعة في الأسواق.
النفوذ الأمريكي في سوق الطاقة
كما أشار هشام إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها من أكبر منتجي النفط، تمارس ضغوطًا سياسية واقتصادية لتحسين فرص صادراتها النفطية، خاصة في الأسواق الأوروبية والآسيوية، في محاولة لإزاحة النفط الروسي، بينما تحاول روسيا التوجه نحو أسواق بديلة مثل الصين والهند.
واختتم المحلل الاقتصادي تصريحاته بالتأكيد على أن المشهد النفطي العالمي ما زال محفوفًا بالتقلبات، مدفوعًا بالصراعات الجيوسياسية، وتداخل المصالح بين المنتجين والمستهلكين، مرجحًا أن تشهد الفترة المقبلة قرارات حاسمة من قبل أوبك بلس لمحاولة ضبط التوازن بين العرض والطلب.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.