مع حلول ساعات المساء، يحرص المسلم على ترديد أذكار المساء المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تُعد من أعظم القربات التي يبدأ بها ليلته، اقتداءً بالهدي النبوي الشريف، وامتثالًا لقوله تعالى:﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35].
هذه الأذكار تمنح المسلم طمأنينة وسكينة، وتكون سببًا في مغفرة الذنوب، وحماية من كل مكروه وسوء.
أذكار المساء النبوية
من أبرز ما ورد في السنة النبوية من أذكار المساء:
«أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله… رب إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبَر، ومن عذاب النار وعذاب القبر» (مرة واحدة).
«اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك… فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (مرة واحدة).
«رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا» (3 مرات).
«اللهم إني أمسيت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك…» (4 مرات).
«اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر» (مرة واحدة).
«حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم» (7 مرات).
«بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» (3 مرات).
سور وآيات تحفظ المسلم من الشرور
إلى جانب الأذكار، يستحب أن يقرأ المسلم بعض السور القرآنية في المساء، لما لها من فضل عظيم، ومنها:
آية الكرسي: تحفظ قارئها من الشيطان حتى يصبح.
آخر آيتين من سورة البقرة: تكفيانه من كل سوء.
سورة الإخلاص والفلق والناس: تُقرأ كل واحدة ثلاث مرات للتحصين من الحسد والشرور.
أدعية تحصين النفس والرقية الشرعية
كما يمكن للمسلم أن يلجأ إلى الأدعية الواردة في الرقية الشرعية لتحصين نفسه من العين والحسد، ومنها:
«حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، اللهم احفظنا من كل شر وسوء بلطفك يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف».
«يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين».
«اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أن تصرف عني كل عين، وتعافيني من كل حسد».
كما أن تلاوة الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر السحر والحسد، مثل آيات سورة البقرة من (102–103)، من أعظم وسائل التحصين.
ذكر المساء.. سكينة قبل النوم
ترديد أذكار المساء لا يقتصر على الحماية والتحصين فقط، بل يورث القلب سكينة وطمأنينة، ويجعل ليل المسلم عامرًا بالأنس بالله، فيبيت مستودعًا أمره بين يدي مولاه، حتى يلقى الصباح على بركة وطمأنينة.