في زمن تزدحم فيه الساحة الفنية بالأسماء، تبرز سيدة مصرية قررت أن تثبت أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الإصرار يمكن أن يحول الحلم إلى حقيقة. إنها ميرا فيكتور، الإعلامية والممثلة التي جمعت بين موهبة الأداء وجرأة الكتابة، لتحصد تقديرًا دوليًا يليق بما قدمته من جهد وفن.
في مدينة كان الفرنسية، حيث تُسلط الأضواء عادة على كبار النجوم وصنّاع السينما العالمية، اعتلت ميرا منصة التكريم بعد فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “40 يوم” ضمن فعاليات مهرجان FRANCE USA IFF International Film Festival. الفوز لم يكن عابرًا، فهو جاء ليؤكد تميزها للمرة الثانية عن نفس الدور، بعد أن سبق وحصدت جائزة مماثلة في مهرجان Authentic Global Film Festival بالولايات المتحدة.
الفيلم الذي كتبت قصته وجسدت بطولته، ليس مجرد عمل درامي، بل تجربة إنسانية تهز المشاعر. فهو يفتح ملف الهجرة غير الشرعية إلى أمريكا، عبر قصة “مريم”، الزوجة الحامل التي تخوض مع زوجها رحلة محفوفة بالموت عبر الغابات والأنهار والجبال، في محاولة للوصول إلى “الحلم الأمريكي”. رحلة قاسية تضع المشاهد أمام أسئلة وجودية حول الثمن الحقيقي للأحلام، ومعاناة الباحثين عن فرصة حياة كريمة.
لم يكن نجاح الفيلم وليد الصدفة، بل ثمرة تعاون دولي جمع ممثلين من أمريكا وأمريكا اللاتينية والهند وأرمينيا وأفريقيا، تحت قيادة المخرج بيتر تكلا، وبعين مدير التصوير الهندي الشهير شاهان روو. أما الروح، فكانت مصرية خالصة أبدعتها ميرا فيكتور، التي استلهمت أحداث الفيلم من وقائع حقيقية لتصوغها في عمل فني يلامس القلوب قبل العقول.
قصة ميرا ليست فقط حكاية ممثلة تكرمت في مهرجانات عالمية، بل نموذج لسيدة مصرية آمنت بنفسها ورفضت أن تبقى في الظل. صنعت لنفسها مكانًا بين الكبار، ورفعت اسم بلدها في المحافل الدولية، لتصبح بحق واحدة من سيدات من ذهب، اللاتي يلهمن الأجيال بأن النجاح ممكن متى امتزج الحلم بالعمل والإرادة.


