في إطار خطة تقودها شركة بتروبراس البرازيلية (المملوكة للدولة)، تسعى البلاد التي تستضيف قمة المناخ كوب 30 نهاية العام الجاري (2025)، إلى خفض انبعاثات الكربون مع زيادة إنتاج النفط والغاز باستعمال تقنيات حديثة وكهربة القطاع.
ورغم أن البرازيل لا تعتزم التخلص التدريجي من إنتاج الوقود الأحفوري، فإنها تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وهو الموعد المستهدف من قبل الدول الغربية، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتسم صناعة النفط والغاز البرازيلية بانخفاض حجم الانبعاثات منها، مقارنة بالمتوسط العالمي، إذ تصل إلى 14.88 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من مكافئ النفط، مقابل 20 كيلوغرامًا للمتوسط العالمي.
ورغم ذلك فإن حكومة البرازيل تسعى إلى خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز لتسير في اتجاه متواز مع زيادة مطردة مستهدفة في الإنتاج خلال العقد المُقبل.
وقالت المديرة في وكالة الأبحاث والتخطيط الحكومية للنفط والغاز والوقود الحيوي (إي بي إي) هلوسيا بورجس: "نحن نستطيع زيادة إنتاج النفط والغاز إلى الضعف دون رفع حجم الانبعاثات باعتماد الوسائل التقنية الموجودة حاليًا".
إستراتيجية بتروبراس البرازيلية لخفض الانبعاثات
طورّت شركة بتروبراس البرازيلية إستراتيجية لتحقيق الحياد الكربوني، وتبلغ مدتها 5 سنوات، وتكلفتها الاستثمارية 950 مليون دولار لخفض انبعاثات غازات الدفيئة في عملياتها، إضافة إلى مليار دولار للأبحاث وتطوير تقنيات حديثة تخدم هذا الغرض.
وتعتمد إستراتيجية بتروبراس البرازيلية أساسًا على تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، وفق الرئيسة التنفيذية لمركز البحوث والتطوير والابتكارات للشركة "سنبس"، ليليان ميلو.
وتستعمل بالشركة تقنية الفصل عالي الضغط لإزالة ثاني أكسيد الكربون من النفط عند فوهة الخزان وحقنه مرة أخرى في الخزان بعد فصل السوائل.
وأضافت ميلو أن هذه التقنية تقلل الانبعاثات بنسبة كبيرة، خاصة أن النفط الخام المُنتج من كتل ما قبل الملح يحتوي على نسبة عالية من ثاني أكسيد الكربون. ويُلتقط الكربون ويُستعمل ويُخزن في 23 منصة بحرية تابعة لشركة بتروبراس في منطقة ما قبل الملح.
كما تعمل بتروبراس البرازيلية على كهربة عملياتها في الإنتاج النفطي البحري والبري. وقالت ميلو إن توليد الكهرباء مسؤول عن 65% من انبعاثات الشركة.
وأعلنت الشركة توقيع عقد مع شركة "هيتاشي إنرجي" هذا الأسبوع، لتقييم إمكانات كهربة عملياتها البحرية.
خطة طموحة
تسعى شركات أخرى، إضافة إلى بتروبراس البرازيلية، إلى خفض انبعاثات عمليات إنتاج النفط، مثل "إينيفا"، والتي تضخ استثمارات -أيضًا- في تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه. وتجري الشركة دراسة أولية لتقييم الجدوى الفنية لحقن ثاني أكسيد الكربون في حقول حوض بارنايبا بولاية مارانهاو. ومن الحقول المُرشحة لاستعمالها في تخزين الكربون، حقل "غافياو ريال"، الذي يعمل منذ 10 سنوات، وقارب على النفاد خلال السنوات المقبلة.
كما تدرس إينيفا الاستثمار في تخزين الكربون في حوض بارانا، حيث تمتلك الشركة 4 كتل استكشافية. وتشير البيانات السيزمية الأولية إلى أن هذه الكتل تحتوي على كهوف ملحية، وتعتقد الشركة أن هناك إمكانات كبيرة لتوفير تخزين الكربون لمصانع الإيثانول في المناطق المجاورة للكتل.
ورغم خطة البرازيل الطموحة لخفض الانبعاثات، لا تنوي الدولة الانسحاب من عمليات البحث واستكشاف النفط والغاز. وتخطط الدولة لتعزيز الإنتاج لدعم النمو الاقتصادي وأمن الطاقة؛ وفي الوقت نفسه عدم الإضرار بقيادتها في مجال تغير المناخ.
ومن ضمن مجهودات الحكومة، دعوة الأطراف المعنية المختلفة بقطاع الوقود الأحفوري لتقديم خارطة طريق لتحقيق الحياد الكربوني في القطاع. وقدمت الجهات إلى الحكومة خطة نهاية يونيو/حزيران الماضي، تشمل عناصر التخلص من انبعاثات الكربون، مثل كشف التسربات وخفض حرق الغاز.
وقالت المديرة في وكالة الأبحاث والتخطيط الحكومية للنفط والغاز والوقود الحيوي (إي بي إي) هلوسيا بورجس: "إن توسيع نطاق احتجاز الميثان لا يقلل الانبعاثات فحسب، بل يسمح للشركات باستعماله بديلًا لأنواع وقود أخرى، مثل الديزل، في عملياتها".
وأشارت الخطة إلى أن عمليات استبدال الوقود الأخرى تشمل استعمال الغاز الطبيعي بوصفه وقود لمنصات الحفر وكهربة عمليات الإنتاج.
والبرازيل تحرص في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر، بسبب اختيارها لاستضافة قمة المناخ القادمة كوب 30، الذي ينطلق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
البرازيل تطور إستراتيجية إزالة الكربون من قطاع النفط من آرغوس ميديا المتخصصة في شؤون الطاقة.
