لأول مرة.. فرنسا توافق على استعادة المهاجرين في إطار اتفاق تجريبي مع بريطانيا
السبت 12 يوليو 2025 | 05:02 مساءً

اتفاق بين فرسنا وبريطانيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية
في خطوة وصفت بأنها تحول نوعي في إدارة ملف الهجرة غير الشرعية بين فرنسا وبريطانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن إطلاق برنامج تجريبي تحت مبدأ "دخول واحد وخروج واحد"، يهدف إلى مواجهة ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون القناة الإنجليزية (بحر المانش) عبر القوارب الصغيرة والخطرة.
وبموجب الاتفاق، ستقوم المملكة المتحدة بإعادة عدد محدد أسبوعيًا من المهاجرين الذين وصلوا إلى شواطئها عبر القناة إلى فرنسا، مقابل قبول بريطانيا نفس العدد من طالبي اللجوء الموجودين في فرنسا والذين لديهم روابط عائلية أو اجتماعية بالمملكة المتحدة. وبينما لم يحدد ستارمر سقف الأعداد المستهدفة في المرحلة الأولى من البرنامج، أشارت تقارير إعلامية إلى أن العدد سيصل إلى نحو 50 حالة إعادة أسبوعيًا، في خطوة تهدف إلى تقليص الأعداد القياسية لطالبي اللجوء الذين تجاوز عددهم 21 ألفًا منذ بداية العام الحالي.
وقال ستارمر خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ماكرون في لندن: "للمرة الأولى، سيتم احتجاز المهاجرين الذين يصلون عبر القوارب الصغيرة وإعادتهم إلى فرنسا خلال فترة قصيرة، كجزء من رد عملي وفعّال على أزمة الهجرة، بعيدًا عن العمل الاستعراضي".
ويعد هذا الاتفاق أول موافقة فرنسية على استعادة المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا عبر القوارب منذ بدء أزمة العبور غير الشرعي عبر المانش في 2018، في ظل ضغوط متصاعدة على الحكومة البريطانية لاحتواء الظاهرة التي شكلت تحديًا أمنيًا وإنسانيًا على السواحل البريطانية.
ماكرون ينتقد "بريكست"
وخلال المؤتمر الصحفي، وجّه الرئيس الفرنسي انتقادات إلى مؤيدي "بريكست"، معتبرًا أن الوعود التي قُطعت بشأن سيطرة المملكة المتحدة على حدودها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي لم تتحقق، وقال: "يقول المدافعون عن بريكست إن الانفصال سيمنح بريطانيا سيطرة أكبر على حدودها، لكن ما نشهده اليوم هو العكس تمامًا".
وشدد ماكرون على أن "مواجهة تحديات الهجرة المشتركة بين فرنسا وبريطانيا تتطلب تعزيز التعاون وتفادي الطروحات الشعبوية التي لا تعالج جذور الأزمة"، لافتًا إلى أهمية الاعتماد على "الحقائق والعلم" في إدارة هذه الملفات بعيدًا عن الشعارات الشعبوية.
"سياسات اللوم لا تحل الأزمة"
وفي رده على سؤال بشأن الجهة التي تتحمل مسؤولية ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين، أكد ستارمر أن "سياسات إلقاء اللوم لم تجدِ نفعًا في الماضي، ولن تساهم في حل الأزمة الحالية"، معتبرًا أن الجميع "يتحمل جزءًا من المسؤولية في معالجة هذه القضية المعقدة".
وأضاف ستارمر أن العلاقات بين بريطانيا وأوروبا أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات المتصاعدة في ملف الهجرة، مشيرًا إلى أن حكومته تسعى لإعادة بناء علاقات بريطانيا الدولية عبر الدبلوماسية الفعالة، وتحقيق استقرار أمني وإنساني على الحدود البريطانية من خلال شراكات حقيقية مع الشركاء الأوروبيين.
تعاون دفاعي وقضايا أوكرانيا
واختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، الخميس، بعد ثلاثة أيام من اللقاءات المكثفة التي ركزت على تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، خاصة في مجالات تطوير الصواريخ والملف النووي، إضافة إلى مناقشة الدعم المشترك لأوكرانيا في مواجهة استمرار الحرب مع روسيا.
ويفتح الاتفاق الجديد بشأن الهجرة بين باريس ولندن بابًا واسعًا لإعادة صياغة سياسات التعامل مع ملف المهاجرين غير الشرعيين عبر القناة الإنجليزية، ويعد اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الحكومتين على تنفيذ الاتفاق بآليات واقعية، بعيدًا عن الشعارات، في سبيل تحقيق التوازن بين متطلبات الأمن الإقليمي والحفاظ على القيم الإنسانية التي يتشاركها البلدان.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.