أكد الرئيس إسماعيل عمر جيلي، رئيس جمهورية جيبوتي، أن العدوان الإسرائيلي الغادر على دولة قطر لا يمكن النظر إليه باعتباره حدثًا عابرًا، بل هو اعتداء صريح على كرامة كل عربي ومسلم، مطالبًا بتحرك عربي وإسلامي حازم يليق بحجم الجريمة.
وقال جيلي في كلمته خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة:"العدوان الإسرائيلي على قطر لم يكن مجرد قصف لمدينة، بل هو تحدٍ فجّ للأمة العربية بأسرها، ورسالة متغطرسة موجهة إلى كل من يسعى إلى السلام".
قصف الدوحة: صفعة في وجه الصمت الدولي
وصف الرئيس الجيبوتي قصف العاصمة القطرية الدوحة، والتي لطالما كانت منارة للسلام والوساطة، بأنه "صفعة مدوية في وجه الصمت الدولي المريب"، مشيرًا إلى أن صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة شجّع تل أبيب على ارتكاب المزيد من الجرائم دون رادع.
وأضاف:"من يقصف عاصمة عربية آمنة، لا يستهدف مبنى أو موقعًا فقط، بل يعلن التحدي الصريح لأمتنا كلها، ويضرب بعرض الحائط مبادئ القانون الدولي وحقوق السيادة".
دعوة لتحقيق دولي وتحرك فاعل
وطالب إسماعيل عمر جيلي بإجراء تحقيق دولي نزيه ومستقل لكشف تفاصيل هذا الاعتداء ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، مشددًا على أن هذه الجريمة "لا تسقط بالتقادم"، ويجب أن تواجه برد حازم.
وقال:"ندعو إلى تحرك عربي وإسلامي فوري يتجاوز مرحلة الإدانة إلى دوائر القرار الفاعل. لقد آن الأوان لتترجم بيانات التضامن إلى أفعال ملموسة على الأرض".
كرامتنا وسيادتنا ليستا موضوعًا للنقاش
واختتم الرئيس الجيبوتي كلمته برسالة قوية، قال فيها:"كرامتنا ليست قابلة للتجزئة، وسيادتنا ليست موضوعًا للنقاش. يجب أن تتحرك أمتنا كجسد واحد في وجه هذا العدوان، وأن توجّه رسالة واضحة بأن استهداف أي عاصمة عربية هو استهداف لكل عاصمة وكل شعب عربي ومسلم".
حيث تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، قمة عربية إسلامية طارئة تأتي ردًا على الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مساكن قيادات حركة حماس داخل قطر. تأتي القمة في ظل توترات متصاعدة، حيث انعقد اجتماع تمهيدي أمس لوزراء الخارجية من الدول العربية والإسلامية، شارك فيه وفود كثيرة من العواصم بهدف الوصول إلى موقف موحد ضد التصعيد الإسرائيلي.
الوفود تصل والغيابات تلفت الأنظار
منذ مساء أمس بدأت الوفود تتوافد على الدوحة، وكان من بين الحضور:
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرئيس الموريتاني
رئيس جيبوتي
الرئيس الصومالي
رئيس المجلس الرئاسي الليبي
ومع ذلك، لم يحضر جميع الرؤساء، حيث مثلت دول مثل تونس، الكويت، البحرين، وعمان بوفود من وزراء الخارجية أو نوابهم، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب الغيابات الرسمية.
في المقابل، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفسه في القمة، كما وصل الرئيس اللبناني جوزيف عون برفقة وفد رسمي من وزارة الخارجية وسفيرة لبنان في قطر.
جدول أعمال القمة وأبرز الخطابات
تبدأ القمة بكلمات افتتاحية يلقيها:
الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري
حسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي
أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية
يتبع ذلك مناقشة مشروع البيان الختامي، الذي يتضمن إدانة واضحة للهجوم الإسرائيلي، ومن المتوقع التصويت عليه واعتماده خلال الجلسة الرسمية.
خلفية الهجوم وتأثيره على المشهد العربي
تأتي القمة بعد الهجوم الإسرائيلي الذي شهد مقتل جهاد لبد، مدير مكتب خليل الحية، بالإضافة إلى نجله وعدد من مرافقيه، مع محاولة اغتيال فاشلة لرئيس حركة حماس في غزة. هذا الحادث أثار ردود فعل عربية وإسلامية واسعة، وأعاد تسليط الضوء على ضرورة التحرك الجماعي لحماية الأمن والاستقرار في المنطقة.
قمة تنتظرها الأعين.. هل ينجح العرب في إرساء موقف موحد؟
وسط أجواء من التوتر والتصعيد، يترقب العالم العربي والإسلامي نتائج قمة الدوحة الطارئة، متطلعين إلى مواقف قوية وقرارات حاسمة تعبر عن وحدة الصف وتردع العدوان الإسرائيلي، وتؤكد رفض أي محاولات لزعزعة استقرار المنطقة أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.