اعتبر الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي انطلقت اليوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب، حققت نجاحًا كبيرًا عبر توجيه رسالة قوية وواضحة ضد العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة.
تضامن جماعي ورسالة واضحة
وأوضح سعيد، من خلال تصريحاته ، أن الهدف الرئيسي من القمة تمثل في إدانة جماعية لما قامت به إسرائيل من اعتداء غاشم على الأراضي القطرية، مؤكدًا أن الاجتماع حمل تضامنًا مطلقًا من الدول العربية والإسلامية تجاه قطر في مواجهة هذا العدوان غير المسبوق.
انتقادات للسياسات الإسرائيلية
وأشار المفكر السياسي إلى أن ما ارتكبته إسرائيل من هجوم على الدوحة يعكس توجهاتها نحو ما تسميه بـ"إسرائيل الكبرى"، حيث أصدرت تل أبيب تصريحات صريحة بأنها ستواصل استهداف قيادات حركة حماس في أي مكان، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني ويعرقل فرص الوصول إلى تهدئة أو اتفاق لوقف إطلاق النار.
دعوات غير واقعية
وانتقد عبد المنعم سعيد الأصوات التي تطالب القمة العربية الإسلامية باتخاذ خطوات أكبر من طاقتها، معتبرًا أن بعض هذه الدعوات إلى إجراءات مباشرة أو حاسمة تتجاوز الإدانة والتضامن تعد "غير لائقة" بالمرحلة الراهنة. وأكد أن الهدف المحوري للقمة كان إظهار وحدة الموقف العربي والإسلامي وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية بحق قطر، باعتبارها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
دعوة لاستئناف المفاوضات
وشدد سعيد على أن الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف حيًا سكنيًا في الدوحة لا يمثل اعتداءً على قطر فحسب، بل هو هجوم على جميع الدول العربية والإسلامية، محذرًا من خطورة استمرار هذا النهج التصعيدي. وفي ختام تصريحاته، دعا إلى تجاوز مرحلة الإدانة سريعًا عبر الدفع نحو استئناف مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار بشكل عاجل، مع الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من استمرار الاعتداءات والتصعيد.
وبهذا،تكون قمة الدوحة لم تكن مجرد اجتماع طارئ، بل محطة مفصلية جسدت وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، ورسخت رسالة مفادها أن الاعتداء على دولة عربية هو اعتداء على الجميع، وأن السبيل الأمثل للمستقبل يتمثل في التضامن المشترك، والتحرك الدبلوماسي والسياسي المتزن لحماية الأمن الإقليمي وصون كرامة الشعوب
