في خطوة تعكس توجه مصر نحو مستقبل أكثر استدامة، نجح فريق طلابي في تصميم مركبة كهربائية ذكية متعددة الأنظمة، تُسهم في تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، وتدعم استقرار الشبكات الكهربائية، في ظل الطفرة العالمية نحو وسائل النقل النظيفة.
وتأتي المبادرة البحثية في إطار الجهود المتزايدة التي تبذلها مصر للتحول إلى النقل الكهربائي الذكي، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بما ينسجم مع أهداف إستراتيجية رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وخفض الانبعاثات الكربونية.
وشهدت الأعوام الأخيرة توسعًا مصريًا في البنية التحتية لمحطات الشحن الكهربائي، وتشجيعًا لصناعة السيارات الكهربائية محليًا، إلى جانب إطلاق مشروعات الحافلات الكهربائية، وتوفير حوافز استثمارية للشركات العاملة في هذا القطاع.
ونجح فريق طلاب من الفرقة الثانية بقسم الميكاترونكس بجامعة حلوان التكنولوجية، بإشراف وكيل كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة شرق بورسعيد التكنولوجية (السلام)، الدكتور صبري موسى عبدالعزيز، بتصميم نظام متكامل لمركبة كهربائية تعتمد على تقنيات التحكم الذكي.
حل مبتكر
أوضح وكيل كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية (السلام) الدكتور صبري موسى عبدالعزيز -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن المشروع يهدف إلى تصميم مركبة كهربائية ذكية من أجل مستقبل نقل مستدام.
ولفت إلى أن المركبة الجديدة تقدّم حلًا مبتكرًا وعمليًا لمشكلة النقل التقليدي الذي يعتمد على الوقود الأحفوري، وما ينتج عنه من انبعاثات ضارة تؤثّر سلبًا بالبيئة وصحة الإنسان.
وأشار إلى أن المشروع يمثّل خطوة جديدة تسهم في التحول نحو وسائل نقل صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة النظيفة، بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو تحقيق التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية.

ويأتي المشروع في إطار سعي طلاب الفرقة الثانية بقسم الميكاترونكس بجامعة حلوان التكنولوجية لتطوير نموذج تطبيقي يجمع بين المعرفة الأكاديمية والابتكار الهندسي في خدمة المجتمع والصناعة.
تقنيات التحكم الذكي
قال عبدالعزيز، إن المشروع يتضمن تصميم نظام متكامل لمركبة كهربائية تعتمد على تقنيات التحكم الذكي ونظم الميكاترونكس المتقدمة، التي تجمع بين الميكانيكا، والإلكترونيات، وهندسة البرمجيات.
وأضاف -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن التصميم يركّز على رفع كفاءة الطاقة وإطالة عمر البطارية من خلال أنظمة إدارة الطاقة الذكية، وإضافة وحدات استشعار متطورة لرصد حالة المركبة والطرق المحيطة بها، ما يسمح بتحسين الأداء والسلامة وتقليل الأعطال المحتملة.
وتابع أن المشروع إضافة جديدة للمجتمع تتمثل في توفير وسيلة نقل اقتصادية منخفضة التكاليف التشغيلية مقارنةً بالمركبات التقليدية، إضافة إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية المستوردة، وهو ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
علاوةً على ذلك، يسهم المشروع في الحدّ من التلوث الهوائي والضوضائي داخل المدن والمناطق الصناعية، مما يحسّن جودة الحياة والصحة العامة.
إسهامات صناعية وبيئية
أوضح عبدالعزيز أن المشروع سيعزز القطاع الصناعي من خلال فتح أفاق جديدة للاستثمار في مجال تصنيع المكونات الإلكترونية والميكانيكية الخاصة بالمركبات الكهربائية، بما في ذلك البطاريات ووحدات التحكم ونظم إدارة الطاقة، الأمر الذي يعزز من دور الصناعة المحلية في دعم الابتكار وزيادة فرص العمل الفنية والهندسية.
ويسهم المشروع في دعم التعاون البحثي والصناعي لتطوير خطوط إنتاج وتجميع المركبات الكهربائية محليًا، وبما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية.
من الناحية البيئية، لفت عبدالعزيز إلى أن المشروع يدعم استعمال الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من خلال إمكان دمج أنظمة شحن البطاريات من مصادر متجددة، ومن ثم تقليل البصمة الكربونية للمركبة طوال دورة حياتها.
كما أن المركبة مصمّمة لتكون قابلة لإعادة التدوير عند نهاية عمرها التشغيلي، مما يحقق مفهوم الاقتصاد الدائري ويقلل المخلفات الصناعية.
وأكد عبدالعزيز أن المشروع يمثّل تطبيقًا عمليًا لمعارف ومهارات طلاب الفرقة الثانية قسم الميكاترونكس، إذ يدمج علوم الديناميكا والأنظمة الهيدروليكية، مع الإلكترونيات الدقيقة ونظم التحكم الذكية، وصولًا إلى برمجة الأنظمة المدمجة التي تدير تشغيل المركبة بأعلى كفاءة ممكنة.

ويعكس المشروع قدرة الطلاب على العمل الجماعي والبحث والتطوير وتحليل المشكلات التقنية ووضع الحلول المبتكرة، وهي مهارات جوهرية لسوق العمل في مجالات الصناعة والطاقة والنقل الذكي.
ولفت عبدالعزيز -في ختام تصريحاته لمنصة الطاقة المتخصصة- أن مشروع "تصميم مركبة كهربائية ذكية" يقدّم قيمة مضافة للمجتمع ولرجال الصناعة والبيئة، من خلال الإسهام في بناء مستقبل نقل مستدام يعتمد على تقنيات حديثة وصديقة للبيئة، ويحفّز الطلاب على الإبداع الهندسي والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..