أخبار عاجلة

يحيى العلمي.. صانع دراما الجواسيس وراوي الحكايات الوطنية في ذكرى ميلاده

يحيى العلمي.. صانع دراما الجواسيس وراوي الحكايات الوطنية في ذكرى ميلاده
يحيى العلمي.. صانع دراما الجواسيس وراوي الحكايات الوطنية في ذكرى ميلاده


 

تحل ذكرى ميلاد المخرج الكبير يحيى العلمي، أحد أعمدة الإخراج في الدراما والسينما المصرية، الذي استطاع أن يحفر اسمه في سجلّ المبدعين بتقديمه لأعمال خالدة شكّلت وجدان الجمهور المصري والعربي، ولا تزال تُعرض حتى اليوم برؤية فنية راقية، وشغف بالوطن، قدّم العلمي شخصيات لا تُنسى مثل "رأفت الهجان" و"جمعة الشوان"، جامعًا بين الحرفية الفنية والرسالة الوطنية.

النشأة والبدايات الفنية

وُلد يحيى العلمي في 5 يوليو 1941 بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، واسمه الكامل محمد يحيى العلمي عبد الرؤوف العلمي، تخرّج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1962، لكنه لم يتجه إلى ساحة المحاكم، بل اختار الكاميرا، وكانت بدايته في التلفزيون المصري مخرجًا مساعدًا، ثم تلقى تدريبًا احترافيًا في الإخراج في ألمانيا وبريطانيا، وتوّج رحلته التعليمية بدبلوم في الإخراج من لندن عام 1971.

زواج فني وإنساني

تزوج يحيى العلمي من الفنانة تهاني راشد، التي شاركته مشوار الحياة لسنوات طويلة، وأنجبا ابنة تدعى شيرين. لم تعمل معه تهاني راشد فنيًا إلا بعد 20 عامًا من الزواج، وكان لقاؤهما الأول في كواليس أحد الأعمال الفنية، حيث نشب خلاف طريف بينهما، تحول لاحقًا إلى قصة حب وزواج.

ومن المواقف الطريفة التي رواها أصدقاؤه، أنه خلال حفل زفاف ابنته، صرخ بصوت عالٍ عندما رأى العريس قادمًا قائلًا: "بكرهه!"، ليفاجئ الحضور ويشعل الضحك في القاعة، وهو ما عُرف عن العلمي بروحه المرحة رغم شخصيته الصارمة في العمل.

أعمال سينمائية لا تُنسى

في السينما، قدّم يحيى العلمي أفلامًا متميزة تُعد من علامات السبعينات والثمانينات، منها: طائر الليل الحزين، تزوير في أوراق رسمية، الحب أيضًا يموت، خائفة من شيء ما

وكان يتميّز بأسلوب بصري رصين، قادر على ترجمة المشاعر الداخلية للشخصيات إلى صور مشحونة بالتوتر والصدق.

أيقونة الدراما الوطنية

لكن التألق الحقيقي ليحيى العلمي تجلّى في أعماله الدرامية التلفزيونية، والتي شكلت حجر أساس في تاريخ التلفزيون المصري. من أبرز تلك الأعمال:

• دموع في عيون وقحة (1980): بطولة عادل إمام، وتناول قصة الجاسوس "جمعة الشوان".

• رأفت الهجان: العمل الأشهر في الدراما المخابراتية المصرية، والذي استعرض فيه قصة "رفعت الجمال" ببراعة جمعت التشويق بالوطنية.

• الأيام: سيرة ذاتية للأديب الكبير طه حسين، وقدّم فيه أحمد زكي واحدًا من أعظم أدواره.

• كما أخرج أعمالًا مثل: هو وهي، الزيني بركات، نصف ربيع الآخر، ولا المأخوذ عن رواية مصطفى أمين.

استطاع العلمي بأسلوبه السلس أن يقرّب قضايا الوطن من البسطاء، وأن يُحاكي مشاعرهم من خلال الشخصيات الدرامية التي صنعها.

جوائز وتكريمات مستحقة

حصد يحيى العلمي خلال مسيرته الفنية العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها:

• جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 1982.

• جائزة الإنتاج من التلفزيون المصري في العام نفسه.

• جائزة مهرجان ترايشيل بألمانيا، وجائزة من اتحاد الإذاعات الأفريقية عام 1985.

الرحيل المفاجئ

رحل يحيى العلمي عن عالمنا في 19 يناير 2002، إثر مرض بالقلب، عن عمر ناهز 61 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وطنيًا لا يقدّر بثمن، وأعمالًا تعتبر مرجعًا للدراما الجادة الهادفة.

إرث لا يُنسى

ظل يحيى العلمي رمزًا للإبداع المرتبط بالهوية المصرية، لقد قدّم صورة المخرج المثقف، الذي يفهم التاريخ والسياسة والمجتمع، ويحوّلها إلى دراما تلفزيونية وإنسانية عظيمة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أضرار تناول الكوكاكولا والبيبسي.. تعرف عليها
التالى حزب العدل يدفع بـ 13 مرشحا في الإسكندرية و القاهرة بانتخابات الشيوخ