الفن المصري هو أم الفنون في المنطقة العربية، فهو الرحم الذي ولد منه أجنة ألوان الفنون والثقافة على مر تاريخ العالم العربي، ويعود الأمر ليس فقط لنشأة السينما أو الإنتاج الإذاعي وما تلاه من أعمال تليفزيونية درامية، ولكن الأمر أكثر عمقًا وأثرًا.
حيث تعود الفنون إلى تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وتنظيم فعاليات فنية، بل إن الحضارة المصرية القديمة نفسها تناقلت عبر العصور والزمن بالفن، فالرسم والنقوش على جداريات المعابد والاهرامات هي من وثقت حضارتها..
وخلال تلك الأيام تعيش مصر حالة رواج فني كبير، حيث تشهد عددا من المهرجانات ليست الفنية فقط، ولكنها بطابع التاريخ، حيث المكان والتنظيم بأماكن متفردة لا يوجد مثيل لها على مستوى العالم..
تأتي مدينة العلمين أحد أهم المدن التاريخية والسياحية على مستوى العالم، وما لها من أبعاد تجعل المدينة في مكانه لا يضاهيها غيرها من المدن..
فيما تشدو جدران قلعة صلاح الدين وتاريخ المبنى بأصوات الطرب المصري الأصيل في مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء ضمن فعاليات الدورة ال ٣٣ للمهرجان، وفي مدينة العلمين بتاريخ المدينة ونضالها وموقعها السياحي والتاريخي، قدم مهرجان العلمين تنوع فني شامل في دورته الثالثة.
"تنوع بين الفن والجذب السياحي والتاريخي"
انتهت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان العلمين، والتي حققت نجاحًا كبيرًا مع الجمهور في كل مكان في مصر والعالم العربي والجاليات الأجنبية التي شاركت.
وشملت الدورة الثالثة تنوعا فنيا خلال عدد من الفعاليات والأنشطة الفنية، والحفلات الغنائية، فبعد أن بدأت ليلة افتتاح المهرجان بسهرة طربية للنجمة أنغام.
توالت الحفلات بتنوع فني متميز، بالهضبة عمرو دياب، وتامر حسني، ونجم أغنية الراب ويجز، وليلة الشجن مع تامر عاشور، وختام بفرقة كايروكي وما لها من مشاعر في وجدان الجمهور من بدايات الفرقة ونشأتها منذ سنوات طويلة، وأخيرًا توليت المطرب المقنع والذي يقدم لون وبصمة فنية مختلفة.
تنوع سياحي "سياحة بطابع مختلف"
يدعم مهرجان العلمين الترويج السياحي، ولكن بنمط وشكل مختلف، حيث طبيعة مدينة العلمين وما تحمله من بعد تاريخي وموقع ساحلي استثنائي وما يقدمه من سياحة فنية جاذبة للوفود الأجانب متذوقي الفن والتاريخ وسحر الطبيعة والجمال.
السياحة الساحلية
بسبب موقع مدينة العلمين المتفرد، ومكانها الاستثنائي، أصبح إقامة مهرجان وفعاليات فنية، أمرًا لا يقارن بأي بقعة على كوكب الأرض.
تقع مدينة العلمين على أحد أهم الشواطئ على مستوى العالم، فهي تمتلك شواطئ يحلم بزيارتها كل الأجناس بكل دول العالم، وبحر بطابع مياه صافية.
وبعد إقامة مهرجان العلمين على مدار ثلاث دورات، ظهرت المدينة بطابعها السياحي الساحلي لعدد أكبر من كل الوفود المشاركة، إلى جانب التعريف بها على نطاق أوسع من خلال استغلال الفن في إظهار الجانب الجمالي والحضاري لمصر.
السياحة الفنية
يعتبر الفن أحد أهم أسلحة القوة الناعمة لأي بلد، وعندما نتحدث عن مصر، فالحديث يطول عن قيمة مصر الفنية وريادتها على مستوى المنطقة بل والقارة بأكملها.
وتعد مشاركة نجوم الفن في مهرجان العلمين، فرصة هامة لجذب عدد كبير من الجاليات الأجنبية والعربية، وهو ما يعني الترويج للسياحة على كل مستوياتها، سواء إن كانت السياحة الساحلية واستغلال عنصر الطبيعة البحرية الساحرة.
وعلى مستوى السياحة التاريخية واستغلال البعد التاريخي لمدينة العلمين، وهو ما ساهمت فيه كل الجاليات العربية والأجنبية المتواجدة حاليًا في مدينة العلمين، للاستمتاع بالدورة الثالثة للمهرجان.
البعد التاريخي لمدينة العلمين "من الحرب إلى سلام الفن"
تعتبر مدينة العلمين أحد أهم شواهد التاريخ، حيث تعتبر جزءا من أهم المعارك التاريخية، وكانت على أرضها معركة العلمين الشهيرة في الحرب العالمية الثانية، أحد أشهر الحروب على مر التاريخ.
ولعبت مدينة العلمين دورًا محوريا في الحرب، حيث لاقت فيها دولة ألمانيا هزيمة، رجحت كفة الإنجليز وساعدت على إنهاء الحرب بشكل كبير، بسبب السيطرة على مدينة العلمين وهو ما يعني السيطرة على امتداد الساحل البحري.
مقابر الكومنولث ومتحف العلمين
تم إنشاء العديد من المقابر هناك تخليدًا لذكرى الجنود الذين دفعوا ثمن مجازر الحروب، إلى جانب إنشاء مقابر الكومنولث وهى مقابر لكل من حارب من الجنود تحت راية التاج البريطاني، وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تم إنشاء متحف خاص بملابس الجنود المشاركين في الحرب، إلى جانب العديد من الصور والوثائق التي وثقت تلك الحقبة الزمنية الهامة من التاريخ العالمي.
تنظيم مشرف على مدار الدورات الثلاث
قدمت الشركة المتحدة نموذجا مشرفا للتنظيم، خلال الدورات الثلاث لمهرجان العلمين، وسط إشادات كبيرة من كل الحضور في كل السنوات، منذ الدورة الأولى للمهرجان.
ورغم صعوبة التنظيم نظرًا لتنوع أنشطة المهرجان خلال الدورة، إلا أن حالة السهولة والنظام من مرحلة ما قبل المهرجان، وتسكين كل الأدوار في مكانها بشكل طبيعي، واستغلال التكنولوجيا والإنترنت في تقديم كل أوجه الدعم للحضور، هو ما قدم نموذجا مشرفا لمهرجان نجح على كافة أوجه معادلة النجاح، وظهر بما يليق بتاريخ مصر الفني وريادتها الثقافية والفنية.
مهرجان القلعة "جدران تحمل أصداء الفن والطرب"
بعد انتهاء فعاليات الدورة 33 من مهرجان القلعة، والتي لاقت فعالياته وحفلاته نجاحا كبيرا مع الجمهور.
قلعة صلاح الدين "بعد تاريخ مغلف بالفن"
تعد قلعة صلاح الدين أحد أهم المزارات السياحية التاريخية، ومطلبا لعدد كبير من الجاليات والوفود العربية والأجنبية، لما لها من دلالة رمزية على التاريخ والأمان والجدران التي تحمل رسائل الزمن وخطابات بتوقيع الحضارة وأختام الهوية.
وللقلعة بعد معنوي هام، ففكرة إنشاء القلعة هي إحدى حصون الدولة، وإقامة مهرجان فني داخل القلعة رسالة أن الفن إحدى حصون الفكر والعقل للمواطن داخل الدولة، ودلالة رمزية لقدرة الفن على حماية وصد سهام الأفكار المسمومة بأسوار الوعي العالية.
ونجح مهرجان القلعة أن يحول المكان إلى مزار سياحي وفني وتاريخي، ويجدد دماء الجدران بأصداء الفن وطرب التاريخ المصري فنيًا وتاريخيًا.
أبرز حفلات نجوم مهرجان القلعة
شارك خلال فعاليات الدورة 33 لمهرجان القلعة عدد كبير من نجوم الطرب، حيث قدم النجم خالد سليم عددا من أغانيه والتي أطربت الجماهير.
وشارك النجم إيهاب توفيق بحفل مع جمهوره لاسترجاع زمن التسعينيات، وفترة تألق نجمهم المفضل، وشارك الفنان مدحت صالح بحفل غنائي لأمتع أغانيه التي عشقها الجمهور، وقدم الفنان والمطرب القدير علي الحجار حفل بنبرات صوته التي سكنت جدران مسرح المحكي بقلعة صلاح الدين، وظل يشدو طربا على مسامع وقلوب جماهيره في ليلة طربية استثنائية.
