يشهد موسم المانجو الحالي في مصر تطورات لافتة كشف عنها المهندس أشرف الأنصاري استشاري زراعة المانجو حيث يسجل المعروض من المحصول تراجعًا ملحوظًا وهو وضع مغاير تمامًا لما شهده السوق خلال العامين الماضيين اللذين تميزا بالإنتاج الوفير مما يثير تساؤلات المستهلكين حول الأسباب وتأثير ذلك على الأسواق.
موسم المانجو
أوضح المهندس الأنصاري أن السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض هو تأثر الأشجار بظاهرة المعاومة أو ما يعرف بتبادل الأحمال وهي ظاهرة طبيعية تجعل الشجرة تحمل محصولًا غزيرًا في عام يليه عام آخر ذو إنتاج منخفض ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل تضاف إليه عوامل أخرى لا تقل أهمية مثل التغيرات المناخية وحالات التذبذب في درجات الحرارة التي تؤثر سلبًا على مراحل نمو وإزهار الأشجار.

انعكاس تراجع الإنتاج على الأسعار
كان لهذا الانخفاض في حجم الإنتاج انعكاس مباشر وفوري على أسعار المحصول في الأسواق حيث بدأ الموسم بأسعار مرتفعة بشكل واضح مقارنة بالمواسم السابقة ومن المتوقع بحسب الخبراء أن يستمر هذا الارتفاع حتى نهاية فترة حصاد المحصول والتي تمثل حوالي أربعين في المائة من إجمالي الطاقة الإنتاجية للمساحات المنزرعة بالمانجو.

أصناف المانجو بين الأصالة والحداثة
تزخر مصر بتنوع كبير في أصناف المانجو حيث تعتبر الأصناف الحديثة المستوردة منذ نهاية التسعينيات الأكثر إنتاجية وعلى رأسها صنف الكيت الذي يتصدر قائمة الصادرات المصرية يليه أصناف الأوستين وR2E2 والكنت والتومي ورغم ذلك يظل لصنف العويس المصري الأصيل وفص العويس مكانة خاصة كأفضل الأصناف من حيث الطعم والرائحة كما استقبلت مصر مؤخرًا أصنافًا آسيوية جديدة مثل المها شينوك والريد ايفوري وصنف أطلق عليه اسم السيسي لجودته العالية وغزارة إنتاجه.

الأهمية الاقتصادية لمحصول المانجو وتحدياته
يحتل محصول المانجو مكانة اقتصادية هامة حيث يأتي في المركز الثالث بعد الموالح والفراولة في قائمة الفواكه المصرية الأكثر تصديرًا وهو يساهم بشكل فعال في توفير عائد دولاري يدعم الاقتصاد المصري لكن هذا المحصول يواجه عدة عقبات أبرزها التوسع العشوائي في زراعة الأصناف والمساحات بالإضافة إلى الحاجة الماسة لتأكيد جودة المواصفات التصديرية لتعزيز قدرته التنافسية.