الإقليمي , في ظل تكرار الحوادث المأساوية على الطريق، طالب عدد من خبراء واستشاريي الطرق والكباري بضرورة التحرك الفوري لإيجاد حلول فعالة تعزز من أمان مستخدمي الطريق وتقلل من الخسائر البشرية والمادية التي باتت مشهدًا مألوفًا يوميًا. وأكد الاستشاريون أن الوضع الحالي يستوجب تدخلًا حكوميًا عاجلًا مع تنفيذ عدد من المقترحات الفنية والإجرائية.

مقترحات فنية عاجلة للسيطرة على الوضع على الطريق الإقليمي
تصدرت ثلاثة مقترحات رئيسية المشهد ضمن توصيات الخبراء للتعامل مع الأزمة :
تحويل الطريق إلى اتجاه واحد: أكد المختصون أن جعل الطريق أحادي الاتجاه في بعض قطاعاته يمكن أن يقلل بشكل كبير من نسب الحوادث الناتجة عن التصادمات وجهاً لوجه، وهي من أكثر أنواع الحوادث فتكًا.
منع مرور النقل الثقيل في أوقات الذروة: أوصى الخبراء بمنع مرور سيارات النقل الثقيل خلال الفترات الصباحية والمسائية التي تشهد كثافة مرورية عالية، أو تخصيص مسارات منفصلة لها، لتقليل احتمالات الحوادث التي تنتج عن الفارق الكبير في السرعة بين المركبات.
تركيب رادارات مراقبة السرعة بكثافة: شدد الاستشاريون على أهمية تعزيز الرقابة المرورية من خلال تركيب رادارات على مسافات متقاربة لرصد مخالفات السرعة، وهي أحد الأسباب الرئيسية في معظم الحوادث، مشيرين إلى ضرورة تفعيل الغرامات الرادعة بحق المخالفين.

خطط زمنية لصيانة الطريق الإقليمي والطرق البديلة
لم تقتصر مقترحات الخبراء على الإجراءات الفورية فحسب، بل طالبوا بضرورة وضع خطة زمنية واضحة للانتهاء من أعمال الصيانة الجارية على الطريق مع التنسيق المستمر بين الجهات المسؤولة لتسريع وتيرة العمل، بما يضمن إعادة تشغيل الطريق بكامل طاقته بشكل آمن.
وفي السياق ذاته، شددوا على أهمية صيانة وتأهيل الطرق البديلة المؤدية إلى الطريق ، حتى تكون قادرة على تحمل الأحمال المرورية الزائدة التي تلجأ إليها السيارات هربًا من المشكلات التي يشهدها الإقليمي. ومن أبرز هذه الطرق:
طريق الباجور – القناطر
طريق بنها – الباجور
طريق السادات – منوف
طريق السادات – شبين الكوم
وأكد الاستشاريون أن تحسين حالة هذه الطرق سيكون له تأثير مباشر على تقليل الكثافة المرورية على الإقليمي، خاصة خلال فترات الصيانة أو الحوادث.

دعوات لتكامل الجهود بين الجهات المعنية
وجه المختصون نداءً إلى الحكومة ووزارات النقل والداخلية والإسكان، بضرورة التنسيق الكامل فيما بينها لوضع رؤية شاملة لتحسين البنية التحتية للطرق السريعة، مع الاستفادة من الدراسات والتقارير التي توثق أسباب الحوادث المتكررة.
كما طالبوا بإشراك الجامعات والمراكز البحثية في تقديم الحلول التكنولوجية والمرورية المناسبة، خاصة فيما يتعلق باستخدام أنظمة النقل الذكية (ITS)، والتي تتيح مراقبة الطرق وتحليل حركة المرور لحظيًا، مما يسهم في اتخاذ قرارات فورية تمنع وقوع الكوارث.
ومع تنامي الحاجة إلى طرق آمنة ومستدامة، يبقى الأمل معقودًا على أن تجد هذه التوصيات طريقها للتنفيذ، وأن تتحول التحذيرات المتكررة إلى خطة عمل حقيقية تُنقذ الأرواح وتحافظ على الأرصفة من أن تكون شاهدًا دائمًا على الفواجع.