أخبار عاجلة

تغير المناخ يهدد 58% من إنتاج الرقائق الإلكترونية عالميًا

تغير المناخ يهدد 58% من إنتاج الرقائق الإلكترونية عالميًا
تغير المناخ يهدد 58% من إنتاج الرقائق الإلكترونية عالميًا

طالب تحليل حديث بالتحرك لاحتواء آثار تغير المناخ في إنتاج الرقائق الإلكترونية عالميًا؛ للحيلولة دون تكرار اضطراب سلاسل التوريد والإضرار بالاستثمارات.

وتوصلت شركة الاستشارات العالمية "برايس ووتر هاوس كوبرز" (PWC) إلى أن أكثر من نصف الإنتاج العالمي من الرقائق الإلكترونية سيكون في خطر بسبب اضطرابات سلسلة توريد النحاس الناتجة عن آثار أزمة المناخ، وعلى رأسها ارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب قاعدة مفاهيم الطاقة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُستعمل النحاس -وهو موصل جيد للحرارة والكهرباء- في تصنيع الموصلات داخل الرقائق الإلكترونية الأساسية في صناعات الهواتف المحمولة والطاقة المتجددة والسيارات من بين أخرى.

وفي ضوء ذلك، يهدّد تغير المناخ بتكبيد صناعة الرقائق الإلكترونية -المعروفة أيضًا بـ"أشباه الموصلات"- خسائر بمبلغ تريليون دولار أميركي بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030.

النحاس وتغير المناخ

تقول شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" إن الجفاف الناتج عن تغير المناخ يفرض خطرًا متزايدًا على موارد المياه اللازمة لتشغيل مناجم النحاس، التي تتطلّب إمدادات ثابتة.

وبالفعل، تواجه تشيلي مخاطر تعرضها للجفاف الشديد، وفي غضون 10 سنوات ستواجه مناجم النحاس في 17 دولة الخطر نفسه.

وفي مطلع عام 2035، ستواجه 34% على الأقل من كل مناطق توريد النحاس خطر الجفاف الشديد.

رقاقة إلكترونية
رقاقة إلكترونية - الصورة من "iqs directory"

وتشيلي هي أكبر منتج للنحاس في العالم؛ إذ وفّرت ربع الإنتاج العالمي في العام الماضي (2024)، تليها الكونغو الديمقراطية وبيرو، وشكّلت الدول الثلاث 46% من الإنتاج العالمي.

كما تعاني الصين (رابع أكبر منتجي النحاس عالميًا) من شح موارد المياه التي تؤدي إلى تباطؤ إنتاج النحاس، ما سيرفع الأسعار ويُربك سلاسل التوريد.

وتستحوذ الصين مع الكونغو الديمقراطية وتشيلي على 57% من تكرير النحاس العالمية خلال العام الماضي.

وإذا لم تحل الصناعة ذلك الخطر فسيكون ثلث إنتاج العالم من الرقائق الإلكترونية بنسبة 32% في خطر بسبب اضطرابات سلسلة توريد النحاس بحلول عام 2035، لترتفع النسبة إلى 58% بحلول عام 2050.

وفي تلك الحالة، ستخسر الصناعة 650 مليار دولار، ليرتفع المبلغ إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، بحسب بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

صناعة الرقائق الإلكترونية

أوصت شركة برايس ووتر هاوس كوبرز بالتحلي بالمرونة، وإيجاد بدائل لتقليل مخاطر تغير المناخ على سلاسل توريد صناعتي النحاس والرقائق الإلكترونية.

ومن منطلق رؤية تغير المناخ بوصفه خطرًا تجاريًا بحاجة إلى الإدارة، تقترح الشركة اتخاذ الخطوات الآتية:

  • زيادة إمدادات المياه من خلال استثمار مطوري مناجم النحاس في محطات التحلية، وتحسين كفاء استهلاك المياه وإعادة تدويرها.
  • ابتكار مصنعي الرقائق للمواد البديلة، وتحسين الكفاءة، وإنتاج المزيد من الدوائر المدمجة، وتنويع الموردين، وإعادة التدوير، والاستفادة من الاقتصاد الدائري.
  • تحديد المخاطر التي تواجهها سلسلة التوريد وإدارتها من خلال تنويع مصادر الإمداد وتقليل الاعتماد على سلع بعينها والتعاون مع موردين وشركاء آخرين لبناء المرونة المناخية.
منجم نحاس في تشيلي
منجم نحاس في تشيلي - الصورة من "mongabay"

وبهذا المعنى، يؤكد رئيس قسم الرقائق الإلكترونية العالمي في شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" في كوريا الجنوبية غلين بيرم على ضرورة فهم وإدارة مخاطر التوريد الناتجة عن تغير المناخ، مشيرًا إلى أن شركات عالمية تكيفت من خلال زيادة إنتاج المياه وتنويع سلاسل التوريد وتعزيز المرونة المناخية.

ويتفق معه نائب رئيس الاستدامة بالشركة لين بيبر، بقوله إن التكيف الذكي مع تغير المناح يعزّز التحلي بالمرونة، ويشجع على الابتكار، ويمنح الشركات القدرة على القيادة في وسط عالم أكثر تقلبًا.

وبحسب بيبر، فإن الكشف عن مواطن الضعف الخفية في سلاسل التوريد والمشروعات، يمكّن الشركات من وضع إستراتيجيات استباقية مرنة لحماية القيمة المالية أو التشغيلية أو المرتبطة بالسمعة من المخاطر.

يُشار هنا إلى أن العالم تعرّض لأزمة جراء شح الرقائق الإلكترونية بسبب ارتفاع الطلب وإغلاق المصانع خلال فترة تفشي وباء كورونا، لتتضرر صناعة السيارات حيث توقفت خطوط الإنتاج.

وفي ذلك الوقت، أثرت الأزمة بمقدار نقطة مئوية في إجمالي الناتج المحلي الأميركي، وبنسبة 2.5% في الاقتصاد الألماني.

وبحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أصبح تغير المناخ واقعًا تعاني منه الصناعات أكثر من كونه مصدر قلق مستقبليًا.

وفي الولايات المتحدة، تسبّب إعصار هيلين في سبتمبر/أيلول (2024) في إغلاق منجم كوارتز عالي الجودة، كما تسبّب الحفاف في تايوان خلال عام 2021 في إغلاق مصنع للرقائق الإلكترونية.

كما توجد 40% من مصانع الرقائق الحالية في مناطق قد تشهد ضغوطًا تتعلّق بوفرة المياه بدرجة تتراوح بين حادة وبالغة الشدة بحلول عامي 2030 و2040.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. بيان شركة برايس ووتر هاوس كوبرز عن تغير المناخ والرقائق الإلكترونية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق استياء داخل الأهلي من موقف مسئولي البنك في ملف الصفقات
التالى تنويه مهم لسكان الجيزة.. أرقام طوارئ بديلة للإسعاف بسبب عطل فني