تسابق مصر الزمن لاقتناص حصة كبرى من سوق سياحة اليخوت العالمية، عبر برنامج توسعي طموح يستهدف رفع عدد اليخوت الزائرة إلى 10 آلاف يخت خلال 5 سنوات، وتحقيق إيرادات تتجاوز 3 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2030، بدعم من تطوير مراسي بحرية ونهرية جديدة، وتيسيرات تنظيمية لجذب اليخوت الفارهة من مختلف دول العالم، في خطوة تهدف لمنافسة أسواق أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا واليونان.
تسهيلات تنظيمية جديدة لليخوت الأجنبية
شهدت الفترة الأخيرة تطورا لافتًا في الإطار التنظيمي لسياحة اليخوت في مصر، مع إطلاق نافذة رقمية لتقديم طلبات الرسو، ومد فترة صلاحية تأشيرات اليخوت الأجنبية إلى 3 أشهر بدلًا من شهر، مما أسهم في تقليص الإجراءات البيروقراطية وتشجيع مالكي اليخوت على اختيار مصر كمقصد دائم.
ووفقا لمستثمر سياحي يمتلك يختا خاصا، فقد بات الحصول على ترخيص واحد يغطي عدة مراسي داخل البحر المتوسط أو البحر الأحمر ممكنا، مقارنة بالنظام القديم الذي كان يتطلب استخراج ترخيص منفصل لكل مارينا، وهو ما وفر جهدا ومالا كبيرين للمستثمرين والسياح على حد سواء.
كما أن تكلفة التنقل بين البحرين، المتوسط والأحمر، ليخت بطول 23 مترا، باتت تبلغ نحو 600 دولار إذا كان يرفع علم دولة أجنبية، بينما تقل التكلفة كثيرًا إذا كان اليخت مسجلا تحت العلم المصري، لتصل إلى نحو 3 آلاف جنيه فقط.

خطة توسعية لاستقبال 10 آلاف يخت سنويًا
المصادر السياحية كشفت أن الخطة الرسمية تستهدف استقبال 3 آلاف يخت خلال العامين المقبلين، والوصول إلى 10 آلاف يخت خلال 5 سنوات، بما يعادل نموا يتجاوز 500% مقارنة بالوضع الحالي.
وينتظر أن يشكل هذا النمو قفزة لحصة مصر من حركة اليخوت بالمتوسط، والتي لا تتجاوز حاليًا 5% من إجمالي 30 ألف يخت تجوب مياهه سنويا، مع التطلع إلى تجاوز حاجز 30% من حركة اليخوت بالمتوسط والبحر الأحمر مجتمعين، بحلول عام 2030.
مراسي عملاقة في رأس الحكمة والغردقة وشرم الشيخ
تعتمد خطة التوسع بشكل كبير على تطوير المراسي السياحية، خاصة في مناطق رأس الحكمة بالساحل الشمالي، والغردقة وشرم الشيخ على البحر الأحمر، ضمن مشاريع سياحية كبرى تطورها شركات إماراتية ومصرية.
ويمتد الدعم أيضا إلى نهر النيل، حيث أطلقت وزارة النقل تجارب لقياس صلاحية المجرى الملاحي من دمياط وحتى القاهرة لاستقبال اليخوت، حيث كشفت التجارب عن إمكانية استقبال اليخوت حتى ارتفاع 4 أمتار، بعمق غاطس يصل إلى 1.40 متر، مع إمكانية رفع هذا الحد إلى 7 أمتار في حال تطوير الكباري المتحركة بطول المسار.

ميزة تنافسية في الشتاء.. ووجهة بديلة لأثرياء العالم
يراهن المسؤولون على ميزة مناخية تجعل من مصر وجهة مثالية لسياحة اليخوت طوال العام، حيث يمكن لليخوت الإبحار في البحر الأحمر والنيل خلال فصل الشتاء، في الوقت الذي تغلق فيه معظم المراسي الأوروبية أبوابها من نوفمبر حتى مايو.
ووفقا للمدير التنفيذي للجمعية المصرية للسياحة الثقافية، سامح سعد، فإن هذا البرنامج يركز على استقطاب الطبقة الثرية عالميا، خاصة أن متوسط الإنفاق الليلي لسياح اليخوت يتراوح بين 1500 إلى 2000 دولار.
وأضاف “سعد”، نقلا عن العربية بيزنس، أن ما يميز هذا النوع من السياحة أيضا هو تعدد مصادر الدخل، حيث لا تقتصر الإيرادات على الإنفاق الشخصي للسائح، بل تمتد إلى خدمات اليخت نفسه مثل التزود بالوقود والمياه والكهرباء، والصرف الصحي، فضلًا عن الإنفاق من قبل أطقم العمل التي قد تصل إلى 100 فرد على متن بعض اليخوت الكبرى.

حراك اقتصادي متزايد في قطاع السياحة في مصر
يأتي هذا التوسع في وقت يشهد فيه قطاع السياحة المصري انتعاشا ملحوظا، حيث استقبلت البلاد نحو 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من عام 2025، بنسبة نمو بلغت 24% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب تصريحات سابقة لوزير السياحة شريف فتحي.
ويأمل القائمون على هذا القطاع أن تشكل سياحة اليخوت محورا جديدا لدفع النمو، وتوليد فرص استثمارية واعدة في مجال السياحة الفاخرة، بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، وتنامي الاهتمام العالمي بمقاصد بديلة تقدم تجارب فريدة بأسعار تنافسية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.