حذر وزير الإعلام الأردني الأسبق فيصل الشبول من أن العرب، والفلسطينيين خصوصًا، يقفون أمام فرصة تاريخية نادرة في ظل تغيّر ملحوظ في مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا إلى وحدة الصف العربي والفلسطيني لاستثمار هذا التحول.
وقال الشبول، في مقال تحليلي، إن مراكز الدراسات وقياسات الرأي في الولايات المتحدة ترصد تغيرًا تدريجيًا في مواقف الشباب الأميركي إزاء السياسة الخارجية، ولا سيما تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن حركة MAGA الداعمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت تطرح تساؤلات جادة بشأن سياسات واشنطن في الشرق الأوسط، خاصة تجاه غزة.
ولفت إلى أن التغيير في المواقف يبدو أوضح في أوروبا، حيث فتحت إسبانيا الباب أمام موجة من الاعترافات بالدولة الفلسطينية، بينما تقود فرنسا جهودًا أوروبية فاعلة، مع تحركات ملموسة من ألمانيا والبرتغال ومالطا، وتأنٍ إيطالي، وموقف بريطاني أعلن نية الاعتراف بفلسطين إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة خلال أسابيع.
وأشار إلى أن سياسات الإدارة الأميركية دفعت كندا أيضًا لإعلان نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل، فيما اتجهت دول غربية وشرقية وازنة مثل أستراليا وكوريا الجنوبية نحو مواقف أكثر تقدمًا تجاه الاعتراف بفلسطين، ما قد يترك الولايات المتحدة وإسرائيل مع قلة من الدول في مواجهة موجة عالمية داعمة للحقوق الفلسطينية.
وأكد الشبول أن العرب أمام لحظة فارقة، مطالبًا الفلسطينيين بإنهاء الانقسام والتحدث بصوت واحد، وعدم الارتهان لأطراف إقليمية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، فيما دعا الدول العربية المؤثرة، وعلى رأسها الأردن ومصر، إلى الاصطفاف خلف القضية المركزية للأمة.
وأشاد بالدور الأردني بقيادة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات ودعم صمود الفلسطينيين وفضح جرائم الاحتلال، وبالدور المصري في التصدي للمخططات التوسعية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الحملات التي تستهدف البلدين لا تخدم سوى الدعاية الصهيونية المتطرفة.
واختتم الشبول بالتأكيد على أن قيام الدولة الفلسطينية قد لا يكون فوريًا، لكنه أصبح أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى، في ظل اتساع الاعتراف الدولي، وتراجع قدرة الولايات المتحدة مستقبلًا على تبرير دعمها المطلق لإسرائيل أمام شعبها والرأي العام العالمي.