أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال قداس الأحد التاسع من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، أنّ الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت التي تحلّ غداً، “هي من أفظع الكوارث في تاريخ البشرية بعد هيروشيما”، مشدداً على ضرورة الصلاة “لراحة نفوس الضحايا، وشفاء الجرحى والمعوقين، ومواساة المتضررين وأهاليهم”.
ودعا الراعي القاضي طارق البيطار إلى ممارسة صلاحياته القضائية كاملة، قائلاً: “نطالبه بإظهار الحقيقة، ليكون صوتًا للعدالة، وضمانة لقضاء حرّ يسمو فوق كلّ حصانة، ويعلو فوق الجميع”.
“لبنان ليس مشروع سلطة بل رسالة”: دعوة لإطلاق الحرية وبناء دولة تليق بأحلام الأجيال
ولفت البطريرك الراعي إلى أن للبنان هوية ورسالة، موضحاً أن هويته تستند إلى تنوعه الغني وتاريخه المشرقي، ودوره الريادي في الحرية والتعددية، أما رسالته فهي أن يكون أرض تلاقٍ وحوار، وجسر تواصل بين الأديان والثقافات، ومنارة فكر وحريات في محيط يكتنفه الظلام.
وتساءل: “هل لا يزال لبنان وفيًّا لهويته؟ وهل يحافظ على رسالته بشجاعة ومسؤولية؟”، مضيفاً: “نحن جميعاً، مسؤولين ومواطنين، مدعوون إلى إعادة وجه لبنان الحقيقي، إلى إحياء العدل، وإطلاق الحريات، وفتح أبواب الرجاء أمام شبابه، وبناء دولة تليق بتضحيات الآباء وأحلام الأطفال”.
وختم قائلاً: “على كلّ مسؤول أن يُدرك أنّ المسؤولية ليست تسلّطًا، بل خدمة، وأنّ الزعامة ليست مصلحة، بل شهادة. فلننهض بوطننا بالفعل والمثابرة، لا بالكلام والشعارات، بحكمة من يتعلّم من الألم، ويحوّل الجراح إلى رجاء جديد. فالمسيحي مدعوّ لأن يكون صوتًا للحق، وخادمًا للمصالحة، وبانيًا للعدل، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية”.