أخبار عاجلة

في ذكرى ميلاده.. سيرة مليئة بمفارقات الحياة للبابا شنوده الثالث

في ذكرى ميلاده.. سيرة مليئة بمفارقات الحياة للبابا شنوده الثالث
في ذكرى ميلاده.. سيرة مليئة بمفارقات الحياة للبابا شنوده الثالث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وُلد في حي المنشية بمحافظة أسيوط طفلٌ مصري في الثالث من أغسطس عام 1923م، و أُطلق عليه اسم “نظير جيد روفائيل”، لم يكن يدور في خُلد أحد أن هذا الطفل الهادئ سيصبح لاحقًا من أبرز قادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العصر الحديث، وأحد أبرز رموز الفكر والدين في القرن العشرين، بل وفي تاريخ الكنيسة.

عُرف لاحقًا بثلاثة أسماء في ثلاث مراحل كنسية مهمة: الراهب القس أنطونيوس السرياني، ثم الأنبا شنوده أسقف التعليم، وأخيرًا البابا شنوده الثالث، البطريرك الـ117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

من مقاعد الجامعة إلى حياة الرهبنة: بداية الطريق المقدّس

التحق نظير جيد بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، وتخرج منها عام 1947م قسم التاريخ، ليبدأ مسيرته التعليمية أولًا كمدرس، ثم كاتب ومحرر في مجلة “مدارس الأحد”، وهي المجلة التي كانت لسان حال التعليم الكنسي وخدمة الشباب.

وفي عام 1954م، دخل نظير جيد إلى دير السريان بوادي النطرون، وهناك اتخذ اسم “أنطونيوس السرياني”، ليبدأ مرحلة جديدة من حياة الزهد والتأمل والدراسة العميقة في اللاهوت والكتاب المقدس، وقد تميز بين رهبان جيله بثقافته الواسعة وانضباطه وحبه للقراءة والكتابة.

 

البابا المعلم والقائد: مسيرة امتدت لأربعة عقود من التأثير

تمت سيامته أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية عام 1962م على يد البابا كيرلس السادس، وأُطلق عليه حينها لقب “الأنبا شنوده”، ليتولى لأول مرة مسؤولية تعليمية شاملة على مستوى الكنيسة كلها وفي عام 1971م، جلس على الكرسي المرقسي بطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحت اسم “البابا شنوده الثالث”.

على مدار 40 عامًا من البطريركية، أسس البابا شنوده نهضة تعليمية كبرى، واهتم ببناء الكوادر الكنسية، وافتتح فروعًا جديدة للكلية الإكليريكية، إلى جانب كتاباته الغزيرة التي تجاوزت الـ100 مؤلف في العقيدة والرعاية والتأملات، فضلًا عن شعره الرقيق الذي أضاف بعدًا إنسانيًا وأدبيًا .

لم يكن مجرد بابا للكنيسة، بل كان قائدًا روحيًا، وشاعرًا، ومفكرًا، ومحبًا حقيقيًا لشعبه. وقف مواقف وطنية جريئة في أوقات دقيقة، وحرص على الحوار مع الطوائف الأخرى، مؤسسًا علاقات متينة مع الكنائس العالمية، وفي عهده ازدهرت الخدمة القبطية في المهجر.

 

إرث لا يُنسى… وذكرى لا تغيب

رقد البابا شنوده الثالث في الرب في 17 مارس 2012م، بعد أن ترك وراءه إرثًا فكريًا وروحيًا وإنسانيًا لا يُقدّر بثمن واليوم، في ذكرى ميلاده الـ102، لا يزال صوته يتردد في العظات الأسبوعية، وكلماته تُدرّس في فصول التربية الكنسية، وصورته محفورة في قلوب محبيه من الأقباط والمصريين جميعًا.

رحل الجسد، لكن بقي “البابا المعلم”، “بابا العرب”، و”صوت الضمير”، حاضرًا بروحه وتعاليمه في الوجدان الكنسي والمصري.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الإسكان يُشارك في الجلسة الأولى بالنسخة السادسة لمؤتمر المصريين بالخارج
التالى ردًا على الدفاع السورية.. قسد تنفي مهاجمة مواقع للجيش وتتهم فصائل تابعة للحكومة بالتصعيد