أخبار عاجلة

الأرض في قبضة التطرف المناخي.. موجات حر غير مسبوقة في مصر والعالم.. هل يهدد المناخ مستقبل الحياة على الأرض.. خبراء: السياسات الصناعية غير المسئولة وزيادة الانبعاثات الكربونية السبب الرئيس

الأرض في قبضة التطرف المناخي.. موجات حر غير مسبوقة في مصر والعالم.. هل يهدد المناخ مستقبل الحياة على الأرض.. خبراء: السياسات الصناعية غير المسئولة وزيادة الانبعاثات الكربونية السبب الرئيس
الأرض في قبضة التطرف المناخي.. موجات حر غير مسبوقة في مصر والعالم.. هل يهدد المناخ مستقبل الحياة على الأرض.. خبراء: السياسات الصناعية غير المسئولة وزيادة الانبعاثات الكربونية السبب الرئيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أمطار صيفية شديدة.. ودرجات حرارة فوق المعدلات القياسية.. المتابع لحالة الطقس المصرى يجد أنه على الرغم من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة هذه الأيام إلا أن هناك العديد من الظواهر الجوية المباغتة والتى كان من أبرزها عندما فوجئ سكان القاهرة ومحافظات الدلتا، مطلع شهر يوليو الجارى - وهو الشهر الذى يمثل أحد شهور ذروة الطقس الحار فى مصر - بسقوط أمطار غزيرة، وبشكل مفاجئ وغير معتاد فى فصل الصيف. 

الظواهر الجوية المفاجئة وغير المعتادة أرجعها العديد من الخبراء والمتخصصين إلى تأثر العالم بالتطرف المناخي، والذى يتسبب فى حدوث العديد من الآثار الجوية غير المألوفة فى العديد من دول العالم، والتى تسببت فى ظواهر مناخية قاسية أدت لخسائر فى الأرواح والممتلكات. 

لعل أبرز صور التطرف المناخى كانت على مدار عام ٢٠٢٤، واستمرت خلال الأشهر الأولى من ٢٠٢٥، حيث ضربت ظواهر مناخية مدمرة العديد من البلدان والمدن حول العالم، والبداية كانت من الهند والعديد من بلدان آسيا والتى تأثرت بتطرف مناخى غير مسبوق عندما ضربت هذه البلاد بموجة حر غير مسبوقة خلال شهرى أبريل ومايو ٢٠٢٤، حيث عانت الهند، إلى جانب أجزاء كثيرة من آسيا، من موجة حر شديدة. شهدت أجزاء من الهند درجات حرارة بلغت ٤٧ درجة مئوية، مما أدى إلى حالات وفاة.

ومن الهند إلى البرازيل، حيث فقد أكثر من ١٠٠ شخص حياته فى فيضانات شديدة فى ولاية ريو غراندى دو سول الجنوبية فى البرازيل، فضلاً عن أضرار بمليارات الدولارات، ونقل ما يقرب من ١.٥ مليون شخص، فى ما يُعتبر أكبر حالات هجرة مناخية فى البلاد. تدرس الحكومة الولائية حتى نقل مدن بأكملها لتجنب الكوارث المستقبلية، وذلك فى أعقاب تكبد أضرار بمليارات الدولارات. 

وفى الولايات المتحدة، وعلى مدى أربعة أيام، ضرب أكثر من مئة إعصار منطقة الغرب الأوسط والسهل الكبير، ما تسبب فى أضرار بشرية ومادية جسيمة. ففى أوماها، نبراسكا، سجلت خدمة الطقس الوطنية رقمًا قياسيًا بإصدار ٤٨ تحذيرًا من الإعصار فى يوم واحد.

وبالنظر إلى الأرقام والإحصائيات نجد أنه قبل التسعينيات، تم الإبلاغ عن ما بين ٧٠ إلى ١٥٠ خطرًا مرتبطًا بالطقس والمياه سنويًا، منذ عام ٢٠٠٠، تم تسجيل ٣٠٠ حدث متطرف سنويًا. 

أرقام صادمة عن التطرف المناخي

وبحسب إحصائيات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإنه من المتوقع أن تزداد وتيرة وشدة الأحداث الجوية المتطرفة مثل موجات الحرارة والجفاف والفيضانات، مما يؤدى إلى خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة، وبعد الارتفاع غير المسبوق فى درجات الحرارة فى عام ٢٠٢٤، والذى يعد ٢٠٢٤ الأكثر دفئًا على الإطلاق، مختتمًا بذلك عقدًا من الحرارة غير المسبوقة الناجمة عن الأنشطة البشرية، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وتستمر مستويات غازات الاحتباس الحرارى فى الارتفاع لتصل إلى مستويات قياسية، مما يُبقى على المزيد من الحرارة فى المستقبل.

وطوال عام ٢٠٢٤، سلطت سلسلة من التقارير الصادرة عن مجتمع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الضوء على الوتيرة السريعة لتغير المناخ وتأثيراته بعيدة المدى على كل جانب من جوانب التنمية المستدامة. 

أدى تغير المناخ إلى تكثيف ٢٦ من أصل ٢٩ حدثًا جويًا تمت دراستها من قبل مؤسسة World Weather Attribution والتى تسببت فى مقتل ٣٧٠٠ شخص على الأقل ونزوح الملايين، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مؤسسة World Weather Attribution وClimate Central.

وقال التقرير إن تغير المناخ أضاف ٤١ يوما من الحرارة الخطيرة فى عام ٢٠٢٤، مما يضر بصحة الإنسان والنظم البيئية، وذلك وفقا للتقرير الذى حمل عنوان " عندما تصبح المخاطر حقيقة: الطقس المتطرف فى عام ٢٠٢٤" .

خسائر اقتصادية غير مسبوقة 

وفى سبتمبر ٢٠٢١، أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تقريرا أكدت فيه أن الكوارث المرتبطة بالمناخ والطقس تزايدت بمعدل ٥ أضعاف خلال ٥٠ عاما، كما تسببت الأحداث المناخية المتطرفة فى خسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات، حيث بلغت الخسائر الناجمة عن العواصف ٥٢١ مليار دولار والفيضانات ١١٥ مليار دولار. 

وأفادت المنظمة بأن الزيادة فى عدد الكوارث التى تتعلق بأخطار الطقس أو المناخ أو المياه، بمقدار خمسة أضعاف، خلال فترة الخمسين عاما الماضية، يرجع  إلى تغير المناخ، والطقس الأكثر تطرفا الذى يشهده العالم فى السنوات الأخيرة، إلا أن المنظمة أشارت إلى انخفاض عدد الوفيات بمقدار ثلاثة أمثال تقريبا، وعزت ذلك إلى تحسن الإنذارات المبكرة وإدارة الكوارث.

ووفقا لأطلس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية للوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الظواهر الجوية والمائية والمناخية المتطرفة (٢٠١٩-١٩٧٠)، تم الإبلاغ عن أكثر من ١١ ألف كارثة تعزى إلى هذه الأخطار على مستوى العالم، "مع ما يزيد قليلا عن مليونى حالة وفاة وخسائر قيمتها ٣.٦٤ تريليون دولار."

أكبر ١٠ كوارث مناخية شهدها العالم 

ويعد هذا التقرير، وفقا للمنظمة، أشمل استعراض للوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الظواهر الجوية والمائية والمناخية المتطرفة حتى الآن. وهو يقيّم فترة الخمسين سنة بأكملها وكذلك العقد الفردي.

وذكر التقرير أن أخطار الطقس والمناخ والمياه شكلت، فى الفترة من عام ١٩٧٠ إلى عام ٢٠١٩، ٥٠ فى المائة من جميع الكوارث، و٤٥ فى المائة من جميع الوفيات المبلغ عنها، و٧٤ فى المائة من جميع الخسائر الاقتصادية المبلغ عنها، وقد حدث أكثر من ٩١ فى المائة من هذه الوفيات فى البلدان النامية (باستخدام تصنيف الأمم المتحدة القطري).

ومن بين أكبر ١٠ كوارث، بحسب التقرير، كانت الأخطار التى أحدثت أكبر خسائر بشرية خلال هذه الفترة هى حالات الجفاف (٦٥٠ ألف حالة وفاة)، والعواصف (٥٧٧ ٢٣٢ حالة وفاة)، والفيضانات (٥٨ ٧٠٠ حالة وفاة)، وتطرف درجة الحرارة (٥٥ ٧٣٦ حالة وفاة).

أفاد التقرير بانخفاض الوفيات بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبا فى الفترة من عام ١٩٧٠ إلى عام ٢٠١٩. فقد انخفض عدد الوفيات من أكثر من ٥٠ ألف حالة وفاة فى سبعينيات القرن الماضى إلى أقل من ٢٠ ألفا فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين.

الخسائر الاقتصادية

وفيما يتعلق بالخسائر الاقتصادية، فإن العواصف أحدثت خسائر تقدر بنحو ٥٢١ مليار دولار، والفيضانات تسببت فى خسائر تقدر بنحو ١١٥ مليار دولار. وخلال فترة الخمسين عاما الماضية، فإن قيمة الأضرار اليومية بلغت فى المتوسط ٢٠٢ مليون دولار.

وزادت الخسائر الاقتصادية بمقدار سبعة أضعاف من سبعينيات القرن العشرين إلى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين. وكانت العواصف هى السبب الأكثر انتشارا للأضرار، بحيث أدت إلى إحداث أكبر الخسائر الاقتصادية فى جميع أنحاء العالم.

٢٠١٧ الأكثر تكلفة

يشير التقرير إلى أن ثلاثا من الكوارث العشر الأكثر تكلفة حدثت فى عام ٢٠١٧ وهي: إعصار هارفى (٩٦.٩ مليار دولار)، وإعصار ماريا (٦٩.٤ مليار دولار)، وإعصار إيرما (٥٨.٢ مليار دولار). 

وشكلت هذه الأعاصير الثلاثة وحدها ٣٥ فى المائة من إجمالى الخسائر الاقتصادية لأكبر ١٠ كوارث فى جميع أنحاء العالم فى الفترة من عام ١٩٧٠ إلى عام ٢٠١٩.

خبراء: الاستمرار فى السياسات الحالية وعدم السعى بجدية نحو خفض الانبعاثات الكربونية والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية يعد السبب الرئيس فى ظهور التطرف المناخي

ويرى خبراء الأحوال الجوية والتغيرات المناخية أن الاستمرار فى السياسات الحالية وعدم السعى بجدية نحو خفض الانبعاثات الكربونية والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية يعد السبب الرئيس فى ظهور التطرف المناخي، حيث أكد الدكتور جمال سيد، الباحث فى التغيرات المناخية والطقس، أن المراقب للتغيرات المناخية فى البلدان العربية ودول الشرق الأوسط يجد أن درجات الحرارة آخذة فى الارتفاع بشكل مضطرب ومستمر نتيجة للتطرف المناخى الذى أصبح السمة الأبرز خلال الأعوام الأخيرة. 

وأوضح الخبير أن الفترة الحالة تشهد ظواهر لم تحدث منذ سنوات عدة بل وقرون، وتعرف باسم " الحضيض الشمسي" وهى ظواهر تحدث لمرة واحدة كل ٢٠٠عام، وتتسم هذه الفترة بضعف النشاط الشمسى بشكل كبير، وتغيرات كبيرة فى درجات الحرارة  ومعدلات الأمطار. 

ولفت "سيد" إلى أن فترة ضعف النشاط الشمسى يفرض تحديات اقتصادية وصحية خطيرة حيث تتزامن مع فترات الحضيض الشمسى عدم انتظام فى معدلات الأمطار ودرجات الحرارة، مما قد يؤدى إلى فشل زراعى ونقص فى إنتاج المحاصيل، وبالتالى ارتفاع أسعار الغذاء. كما يزداد استهلاك الطاقة، مما يتبعه ارتفاع غير مسبوق فى أسعارها. بالإضافة إلى ذلك، تشكل هذه الفترات فرصة لانتشار الفيروسات والأمراض المعدية.

تؤكد الدراسات، ومن أبرزها دراسات الباحثة الروسية فالنتينا زاراكوفا، أن فترات التغير المناخى ستزداد حتى عام ٢٠٢٦، ليتبعها بداية عصر جليدى مصغر قد يبلغ ذروته بين عامى ٢٠٣٠ و٢٠٤٠. يعتقد العديد من الباحثين أن الفترة المقبلة قد تشبه فترة دالتون المناخية (١٧٩٠-١٨٤٠)، التى شهدت تجمدًا هائلاً فى معظم دول نصف الكرة الشمالي، خاصة شمال دائرة عرض ٤٠ شمالاً.

تؤكد هذه النتائج أن الدورات الشمسية وتأثيرها على مناخ الأرض أمر محورى عبر الزمن، حيث تنقسم إلى دورات ذات نشاط شمسى قوى وأخرى ذات نشاط شمسى ضعيف.

من جهته قال الدكتور تحسين شعلة، الباحث فى شؤون البيئة والمناخ، إن التوقعات المستقبلية تشير إلى تحسن كبير فى درجات الحرارة على مدى الفترات المقبلة وبخاصة خلال العام القادم ٢٠٢٥، حيث يتوقع خبراء الأرصاد الجوية ألا تزيد درجات الحرارة فى الصيف القادم عن ٣٧ درجة مئوية.

وأوضح شعلة أن التطرف المناخى يتسبب فى ظواهر غريبة نتيجة لأن الطقس يعانى من اعتلال واضح يسهم فى ارتفاعات أو انخفاضات شديدة فى درجات الحرارة على غير المعتاد فى أوقات كثيرة من السنة، الأمر الذى يصيب الملايين حول العالم بالقلق والتخوفات كما يتسبب فى خسائر اقتصادية كبيرة حال تحول التغيرات الجوية إلى ظواهر عنيفة مثل الأعاصير والفيضانات. 

وتابع: "جميع المؤشرات الخاصة بالطقس والمناخ تشير على استقرار نسبى خلال العام المقبل فى درجات الحرارة وعدم التعرض لظواهر مناخية متطرفة فى ٢٠٢٥". 

وعلى صعيد متصل، قال الدكتور عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية، إن ما شهدته مصر مطلع الشهر الجارى من أمطار غزيرة فى فصل الصيف وبخاصة على المناطق الشمالية والقاهرة ومحافظات الدلتا تمثل ظواهر مناخية استثنائية ويمكن أن تكون إحدى صور التطرف المناخي. 

وأرجع "سمعان" سبب تسمية هذه الأمطار بالتطرف المناخى إلى أنها نادرة الحدوث فى مثل هذا الوقت من العام فى مصر بشكل خاص، وكذلك الارتفاعات القياسية فى درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة العالية والتى تجاوزتن حاجز الـ ٧٠٪.

ولفت سمعان إلى أن التطرف المناخى أيضا هو السبب وراء التغيرات الكبيرة فى الفصول المناخية والتى لم تعد محددة كما كانت سابقًا، كما أصبحت خارجة عن التوقعات وأصبحت السمة السائدة فى السنوات الأخيرة بداية مكن ٢٠٢٣ وحتى يوليو ٢٠٢٥ هى التقلبات الجوية المتطرفة بسبب التغير المناخي، مشددا على أن استمرار الارتفاع فى درجة حرارة الأرض بمقدار ١.٥ درجة مئوية منذ عام ١٨٦٠، وارتفاع حرارة البحر المتوسط بمقدار ٢.٣ درجة، قد يسهم فى تفاقم من هذه الاضطرابات المناخية والتى ينتج عنها ظواهر مناخية أكثر قسوة. 

وأوضح أستاذ الدراسات البيئية أن الاحتباس الحرارى يُعد السبب الرئيسى وراء هذه التغيرات، موضحًا أن ارتفاع نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى من ٢٨٠ إلى ٤٢٠ جزءًا فى المليون، نتيجة التصنيع وقطع الغابات، يؤدى إلى احتباس الحرارة ومنع انعكاس الأشعة الشمسية، وبالتالى رفع حرارة الكوكب.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق انتخابات الشيوخ 2025.. سفير مصر في باريس يؤكد سهولة إجراءات التصويت
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة