أخبار عاجلة
أصالة: معرفش عندي كام سنة وبخاف من العمر -

ماذا كشف الصراع الإسرائيلي الإيراني عن العمليات السيبرانية في زمن الحرب؟

ماذا كشف الصراع الإسرائيلي الإيراني عن العمليات السيبرانية في زمن الحرب؟
ماذا كشف الصراع الإسرائيلي الإيراني عن العمليات السيبرانية في زمن الحرب؟

كشف الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران، الذي شهد هجومًا إسرائيليًا استمر 12 يومًا في يونيو 2025، عن الدور المحوري للعمليات السيبرانية كسلاح استراتيجي في الحروب الحديثة. 

وبرزت الأنشطة السيبرانية كمكون دائم في الصراعات المعاصرة، لكن تأثيرها ظل محدودًا مقارنة بالتوقعات المبكرة. فقد تضمنت الحرب هجمات سيبرانية متنوعة، من الهاكتيفيزم (النشاط السيبراني السياسي) إلى هجمات مدمرة على مؤسسات مالية، لكنها لم تحقق ميزة حاسمة. هذا الصراع، الذي شهد ضربات عسكرية مباشرة بمساعدة أمريكية، برهن على أن العمليات السيبرانية تعمل كأداة تكميلية، تعزز العمليات العسكرية التقليدية ولكنها لا تؤدي إلى تغيير مجرى الحرب، وفقًا لتقرير المجلس الأطلسي، في واشنطن.

الهاكتيفيزم: صوت رقمي بتأثير محدود

وشهدت الحرب موجة من الهاكتيفيزم، حيث شاركت ما يصل إلى 35 مجموعة مؤيدة لإيران وأكثر من 100 مجموعة هاكتيفية أخرى في هجمات سيبرانية ذات دوافع سياسية. على سبيل المثال، تم اختراق التلفزيون الإيراني الرسمي لعرض لقطات احتجاجات مناهضة للنظام، فيما استهدفت هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS) إسرائيل بنسبة 40% من إجمالي الهجمات.

ولكن تأثير هذه الأنشطة، التي وصفها خبراء الأمن السيبراني بـ"الجرافيتي الرقمي"، كان محدودًا في المجال المعلوماتي، حيث ركزت على التأثير النفسي والإعلامي بدلًا من تحقيق مكاسب عسكرية ملموسة.

الهجمات السيبرانية المدعومة من دول

وبرزت هجمات سيبرانية مدمرة نفذتها جهات مدعومة من الدول، مثل اختراق بنك "سباه" الإيراني، المرتبط بالحرس الثوري، مما تسبب في انقطاع خدمات واسعة النطاق، وهجوم على منصة "نوبيتكس" للعملات الرقمية، حيث سُرق ما يقارب 90 مليون دولار تم "حرقها" لاحقًا. هذه الهجمات، التي يُعتقد أن مجموعة "العصفور المفرتس - Predatory Sparrow" الإسرائيلية نفذتها، كان الهدف الرئيسي لها هو: إحداث فوضى داخل إيران.

من جهة أخرى، عرضت مجموعة إيرانية تُعرف بـ"Pay2Key.IP" مكافآت أكبر من أرباح الفدية لاستهداف إسرائيل والولايات المتحدة، بينما نشرت مجموعة "هندالة" وثائق تزعم تورط صحفي إيراني في التجسس لصالح الموساد. ورغم ذلك، ظلت هذه الهجمات مؤقتة وغير قادرة على تحقيق تأثير عسكري دائم.

السيطرة على المعلومات

واعتمدت إيران استراتيجية فرض حظر شبه كامل على الإنترنت في 20 يونيو 2025، مما أدى إلى انخفاض حركة التصفح عبر الإنترنت بنسبة 97%، بحجة حماية الأمن السيبراني من الهجمات الإسرائيلية. وفي المقابل، سمحت الشرطة الإسرائيلية بحظر تغطية إعلامية أجنبية لهجمات صاروخية إيرانية حول مواقع حساسة. هذه الإجراءات، التي هدفت إلى تعزيز الأمن الداخلي وقمع المنتقدين لسياسات البلدين داخليًا، كان لها تأثير مؤقت وأثرت بشكل رئيسي على المدنيين دون تقديم ميزة عسكرية كبيرة.

برمجيات التجسس: ميزة تمكينية

وبرزت برمجيات التجسس كعامل رئيسي في الصراع، حيث استهدفت شركات إسرائيلية خاصة، غالبًا مرتبطة بالدولة، مواطنين إيرانيين داخل وخارج إيران. في المقابل، اتهمت إيران إسرائيل باستخدام تطبيق واتساب لجمع بيانات المستخدمين، وهي مزاعم نفتها الشركة الأمريكية التي تمتلك التطبيق، ميتا. كما حذرت إسرائيل من اختراق إيراني لكاميرات أمنية منزلية لتقييم تأثير ضرباتها.

وتكشف هذه الأنشطة أن برمجيات التجسس تقدم ميزة في جمع المعلومات الاستخباراتية لدعم العمليات العسكرية، لكنها ليست حاسمة في تغيير مسار الصراع.

غياب التأثير الحاسم

على الرغم من حجم الأنشطة السيبرانية، فإن تأثيرها في الحرب الإسرائيلية -الإيرانية كان تكميليًا ولم تحدث تأثيرًا ثوريًا في زمن الحرب. فلم تحقق هذه العمليات ميزة عسكرية حاسمة، بل ركزت على تشكيل البيئة المعلوماتية وإحداث اضطرابات مؤقتة، مع تأثير أكبر على المدنيين. على عكس هجمات مثل "ستوكسنت" الأمريكية-الإسرائيلية، التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني سابقًا، فإن الهجمات السيبرانية في هذا الصراع كانت أقل تعقيدًا وتأثيرًا، خاصة مع الضربات العسكرية الإسرائيلية والرد بالصواريخ الإيرانية في عمق إسرائيل. ومن المتوقع أن تستمر العمليات السيبرانية في المستقبل، خاصة في استهداف البنية التحتية الحيوية وجمع المعلومات الاستخباراتية، لكنها ستظل أداة داعمة ضمن الصراع الأوسع بين هذين الخصمين اللدودين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رسميًا ولاول مره شركة دونج فينج تعلن عن إطلاق أرخص سيارة كهربائية بمصر
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة