قالت الدكتورة حنان إسماعيل، الخبيرة التربوية، إن درجات الرأفة تمثل روح القانون داخل أنظمة التقويم التعليمية، ووجودها ضروري لتحقيق التوازن بين الدقة الأكاديمية والبعد الإنساني، مشددة على أنه لا يجوز إلغاؤها تحت أي مبرر، حتى وإن كان في مقابل السماح بإعادة السنة الدراسية.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ”كشكول”، أن درجات الرأفة لا تُمنح بشكل عشوائي، بل تخضع لضوابط صارمة، تضمن العدالة بين جميع الطلاب، مشيرة إلى أن الهدف من تطبيقها هو تقليل ما يُعرف بـ”الرسوب الهامشي” الذي قد يؤدي إلى إعادة السنة بسبب فقدان الطالب لنقطة أو اثنتين فقط.
وأضافت، أن هذه الدرجات تعمل كآلية لتقليل العبء النفسي عن الطلاب، خاصة من يمرون بظروف صحية أو نفسية مفاجئة أثرت على أدائهم في الامتحانات، مؤكدة أن درجات الرأفة تُمنح لمن اقترب من درجة النجاح، وفق معايير محددة في قانون التعليم، ولا تمنح لمن يتجاوز هذا الحد.
وشددت إسماعيل، على أن إلغاء درجات الرأفة لصالح إعادة السنة ليس منطقيًا، لأن كلا النظامين مختلف، وأشارت إلى أن الرأفة لا تمنع إعادة السنة، فإذا تجاوز الطالب الحد الأقصى المسموح له من درجات الرأفة، سيعيد السنة تلقائيًا، لكن إلغاؤها تمامًا قد يؤدي إلى فقدان كثير من الطلاب لحماسهم ودافعيتهم نحو التعلم.
وأكدت، على أن إلغاء درجات الرأفة يحمّل الأسرة والدولة أعباء إضافية لا مبرر لها، موضحة أن “الدرجتين أو الثلاث درجات التي تمنح في إطار ضوابط دقيقة، لا تُقارن بتكلفة إعادة عام دراسي كامل على الطالب والنظام التعليمي.
واختتمت حديثها، بأن الرأفة ليست تمييزًا، بل أداة تعليمية عادلة، تحقق الإنصاف وتراعي الظروف الإنسانية، وهي جزء أصيل من فلسفة التقييم الحديثة، ولا يجوز التخلي عنها.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.