أخبار عاجلة

رحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر تحصد أرواح 15 مصريًا على شواطئ طبرق.. «العابرين الليبية» تعلن التعرف على هوية 6 من الضحايا.. وخبراء يوضحون أسباب إصرار الشباب على ركوب "قوارب الموت"

رحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر تحصد أرواح 15 مصريًا على شواطئ طبرق.. «العابرين الليبية» تعلن التعرف على هوية 6 من الضحايا.. وخبراء يوضحون أسباب إصرار الشباب على ركوب "قوارب الموت"
رحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر تحصد أرواح 15 مصريًا على شواطئ طبرق.. «العابرين الليبية» تعلن التعرف على هوية 6 من الضحايا.. وخبراء يوضحون أسباب إصرار الشباب على ركوب "قوارب الموت"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كارثة جديدة لضحايا الهجرة غير الشرعية أعلنت عنها السلطات الليبية خلال الساعات الماضية، وذلك بعد العثور على 15 جثة لمهاجرين مصريين في مدينة طبرق، الأمر الذي يعيد للأذهان العديد من الكوارث التي وقعت على شواطئ المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر.

ومن بين الضحايا، تم التعرف على هوية 6 من هذه الجثث بينما لا تزال هوية البقية مجهولة، فيما تواصل منظمة العابرين الليبية والإدارة العامة لأمن السواحل الليبية جهودها الحثيثة لتحديد هوية الجثث المتبقية.

تصاعد رحلات الهجرة غير الشرعية 

وفي الآونة الأخرية، شهدت السواحل الليبية تصاعدًا غير مسبوقًا في عمليات الهجرة غير الشرعية، حيث يعبر العديد من من الجنسيات المتعددة نحو السواحل الأوروبية بحثًا عن حياة أفضل، حيث تعد ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث يتعرضون للعديد من الأخطار، بما في ذلك الغرق والاتجار بالبشر، وسط غياب كامل للضمانات القانونية لحمايتهم.

الهجرة غير الشرعية.. تاريخ مؤلم في حصد ارواح المصريين

ولحوادث الهجرة غير الشرعية تاريخ مؤلم في حصد أرواح الشباب المصري، ولعل آخر تلك الحوادث المفجعة وقعت في أغسطس 2022، حيث استيقظ أهالي مدينة أبنوب التابعة لمحافظة أسيوط على فاجعة جديدة، بعد وفاة ٦ أشخاص بينهم ٥ أطفال نتيجة الجوع والعطش خلال رحلة هجرة غير شرعية إلى إيطاليا، الأمر الذي أصاب أهل القرية بصدمة كبيرة.

على الرغم من الصدمة إلا أن هذه الحوادث أصبحت جزءا من الأحداث اليومية المتكررة، وبخاصة خلال السنوات الأخيرة نتيجة لتكرار هذه الحوادث وإصرار الآلاف من المصريين على الإقدام على رحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر.

ولم يكن الحادث هو الأول ولن يكون الأخير، فقبل شهور معدودة، وبالتحديد في مارس 2022، شيع المئات من أهالي محافظة المنوفية جثامين ٥ شباب راحوا ضحية الهجرة غير الشرعية في حادث غرق مركبهم عند السواحل الليبية، وذلك خلال رحلة هجرة غير شرعية إلى إيطاليا.

وفي أغسطس 2021، شهدت قرية تلبانة بالدقهلية شمال مصر حادثا كبيرا، حيث اختفى العشرات من أبناء القرية خلال رحلة هجرة غير شرعية إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط وعن طريق عصابة لتهريب الشباب بطرق غير مشروعة.

وقبلها بأشهر معدودة، شهدت محافظة الفيوم غرق المئات من شبابها خلال رحلات هجرة غير شرعية إلى إيطاليا أيضا عبر ليبيا حيث ابتلعهم البحر المتوسط.

لماذا يصر الشباب على رحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر.. خبراء يجيبون

وفي هذا الشأن، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن استمرار هذه الظاهرة السلبية بالطبع يحتاج إلى خطة توعوية شاملة حول الظاهرة ومخاطرها وأبرز التهديدات التي تواجه المقدمين عليها إلى جانب عرض جهود الدولة في توفير فرص العمل للشباب، وتحفيز الشباب على تطوير مهاراتهم لكسب وظيفة تليق بمؤهلاته وتحقق له المستوى الاجتماعي والاقتصادي المناسب.

وأضافت "خضر" في حديثها لـ"البوابة" أن التليفزيون والسينما والسوشيال ميديا أسهمت بشكل كبير في نشر ثقافة الثراء السريع وحلم الغنى دون مجهود أو تعب وهو ما لا يحدث حتى وإن حدث فإنه تكون وقائع فردية تخرج عن القاعدة وهي الجهد والتعب لتحقيق الذات.

وأوضحت أن التعامل مع المشكلات والقضايا الكبرى مثل الهجرة والمشكلة السكانية وغيرها من القضايا تراجع بشكل كبير في الإعلام والتوعية والأعمال الفنية والسينمائية والمسلسلات، وهو ما يجب أن تعود هذه القنوات التوعوية لدورها البارز في علاج القضايا المهمة.

وطرحت أستاذة علم الاجتماع تساؤلا مهمًا حيث قالت: "وماذا بعد الهجرة؟!"، موضحة أن الدول الأوروبية الآن تعاني أشد الأمرين بعد زيادة أسعار الأغذية والطاقة وأجبرت الدول الأوروبية على اتخاذ إجراءات مشددة للتعامل مع الأزمات التي تحيق بها.

وتابعت: “من هنا يجب على الإعلام أن يسلط الضوء على هذه المشكلات حتى يعلم من يفكر في الإقدام على الهجرة غير الشرعية أنه لن يسافر ليعيش في العسل ويحقق الأعلام الوردية وإنما سيذوق الأمرين للحصول على لقمة العيش ويتعرض للإهانات”.

وأكدت "خضر" أن مصر تحتاج بشدة إلى القوة الناعمة واستخدام تأثيرها في القضية، فعلى رجال الفن والسياسة والثقافة والإعلام أن يشاركوا في حملات توعوية لتجنيب الآلاف من الشباب المصري الوقوع في فخ الهجرة الشرعية المحفوف بالمخاطر. 

من جهته، قال الدكتور جمال محمد فرويز استشاري الطب النفسي، إن الظروف الاقتصادية هي الدافع الأول لإقدام الشباب المصري على مثل هذه السلوكيات الخطرة والوقوع في يد سماسرة الهجرة غير الشرعية، مضيفا أن الظروف الاقتصادية تضرب العالم كله، وما لا يعرفه البسطاء أن الظروف الاقتصادية الآن في أوروبا أسوأ من مصر، وبدأ الأوروبيون في التفكير جديا للقدوم إلى مصر في ظل الغلاء الملحوظ في أوروبا خلال الشهور الأخيرة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة والغذاء.

وأوضح أنه خلال الشهور القليلة الماضية هناك العديد من المهاجرين المصريين في أوروبا عادوا إلى مصر بعد سنوات طويلة من الهجرة نتيجة للظروف الاقتصادية أيضا.

وانتقل خبير الطب النفسي للحديث عن الظروف الاجتماعية التي تعز من رغبة المصريين للهجرة، حيث أوضح أنه عندما يرى المواطنون من عادوا من رحلة للهجرة غير الشرعية وبخاصة لأولئك الذين هاجروا إلى إيطاليا أو إسرائيل وكونوا مبالغ كبيرة من المال، ولكن الظروف الآن تغيرت وأصبح الوضع في الدول الأوروبية صعبا للغاية، وبالتالي فالظروف المعيشية هنا أفضل بكثير.

وتابع: "للأسف الدولة تعمل مشروعات كبرى وتروج لها بشكل واسع خلال افتتاح المشروع وبعدها لا يتم الترويج لهذه المشروعات الضخمة بشكل جيد، فنجد وقت الافتتاح كل القنوات والصحف تسلط الضوء على المشروع وأهميته، ولكن بعدها لا يذكر مرة أخرى، وهذا خطأ، ولذلك يجب التركيز وإعادة الترويج من وقت لآخر للمشروعات الكبرى وما توفره من فرص عمل حقيقية للشباب."

ووافقه الرأي، الدكتور عبد المنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، الذي أكد أن المشروعات التي أقامتها مصر في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تشجيعها إقامة الآلاف من المشروعات الصغيرة كان لها العامل الأكبر في تشغيل الشباب وتوفير الملايين من فرص العمل، الأمر الذي أسهم في تراجع معدل البطالة في مصر بعدما سجل معدلات قاربت الـ ٪ بعد ثورة يناير ٢٠١١. 

وأضاف أن المشروعات التنموية التي تقيمها مصر تشكل تنمية مستدامة مما توفر فرص عمل في كل أنحاء مصر، والتي كان على رأسها مشروع حياة كريمة الذي تتجاوز ميزانيته الـ ٧٠٠ مليار جنيه، بالإضافة إلى إطلاق أكبر حزمة من المشروعات التنموية في صعيد مصر بتكلفة تتجاوز الـ ٤٠٠ مليار جنيه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ألونسو: خسرنا بأخطاء دفاعية.. ومودريتش أسطورة ستخلد في تاريخ ريال مدريد
التالى المحضر الأخير لاجتماع الفيدرالي الأمريكي يكشف ...