قال الدكتور ماهر الصافي، الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، إن اغتيال الناشط السياسي الأمريكي المتطرف تشارلي كريك، وهو أحد أبرز المؤيدين لترامب ونتنياهو، دليل على الدعم المطلق الذي يتلقاه كريك من التيارات الصهيونية، ويؤكد أن هذا الحادث يعكس تغيرًا في الصورة الذهنية لدى العالم الغربي عن إسرائيل، فالجرائم التي ترتكبها في غزة، من قتل وتجويع أكثر من مليوني فلسطيني، حركت الشارع العالمي.
إسرائيل ترتكب جرائم حرب
وأضاف "الصافي"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس 2"، أن هذا السخط العالمي على سياسات إسرائيل بات واضحًا في الاحتجاجات التي تخرج في مختلف المدن الغربية، والتي باتت تنظر إلى إسرائيل على أنها ترتكب جرائم حرب.
وأوضح أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمثابة إشارة واضحة لدعم الجهود المصرية والقطرية المشتركة من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أن مصر أدخلت أكثر من 75% من المساعدات منذ بداية العدوان، وأن رسالة الرئيس اليوم تبعث الأمل في أن مصر، باعتبارها وسيطًا دائمًا، ستنجح في المفاوضات.
قطر ستعود إلى دورها كوسيط ولن تتخلى عن الملف
ولفت "الصافي" إلى أن قطر ستعود إلى دورها كوسيط ولن تتخلى عن الملف، لأن انسحابها سيؤثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية، ويضع مصير السكان في غزة على المحك، خاصة مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين بشكل مباشر.
وعن موقف الفصائل الفلسطينية، أشار إلى أن الوفد المفاوض الوحيد هو فصيل حركة حماس، معتقدًا أنه لو تم تسليم هذا الملف إلى جهات أخرى مثل منظمة التحرير الفلسطينية أو مصر، لما وصل الحال إلى هذا التدمير، موضحًا أننا نشهد حاليًا إعادة رسم لخريطة التحالفات الدولية،
وكشف "الصافي" عن وجود تحالفات جديدة تظهر على الساحة العالمية، مثل تحالف البريكس، الذي سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، موضحًا أن هناك تحركات دولية تهدف إلى تغيير شكل القوة الأحادية للولايات المتحدة الأمريكية، وتتجه نحو تعدد الأقطاب، مؤكدًا على ضرورة وجود قوة عربية مشتركة قادرة على حماية الأمن القومي العربي.
تشكيل قوة عربية مشتركة
ولفت إلى أن الرئيس السيسي دعا إلى هذا التشكيل منذ عام 2014، ورغم أن هذه الدعوة لم تلقَ التوافق اللازم حينها، إلا أن المرحلة الراهنة تفرض ضرورة إيجاد هذه القوة في ظل غياب الجيوش الوطنية، موجهًا رسالة إلى الأمة العربية، أكد فيها على ضرورة الوحدة العربية، ونبذ الخلافات، والعمل على تشكيل قوة عربية مشتركة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر بمرحلة خطيرة.
ودعا إلى الالتفاف حول الرؤية المصرية لمصير الدول العربية، والحذر من سياسة إسرائيل التي تتمدد وتستهدف الجميع.