تحوّلت أسعار النفط إلى الارتفاع بما يقرب من 2% خلال تعاملات اليوم الجمعة 12 سبتمبر/أيلول (2025)، معوّضة غالبية الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية، وسط مخاوف من نقص الإمدادات عالميًا.
ودعّمت مخاوف انقطاع الإمدادات بسبب الصراع في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا أسواق النفط، مع احتمال تراجع الطلب الأميركي وتخمة المعروض.
وهاجمت طائرة مُسيّرة، اليوم الجمعة، ميناء بريمورسك شمال غرب روسيا، إحدى أكبر محطات تصدير النفط والوقود في البلاد، ما أشعل النار في سفينة ومحطة ضخ.
في المفابل، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 3.9 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 5 سبتمبر/أيلول 2025، ليصل الإجمالي إلى 424.6 مليون برميل.
كما ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 1.5 مليون برميل، لتصل إلى مستوى 220 مليون برميل، في حين صعدت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 4.7 مليون برميل، لتصل إلى 120.6 مليون برميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 11 سبتمبر/أيلول، على انخفاض بنسبة 2% للمرة الأولى في 4 جلسات، وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا وزيادة المعروض.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 12:07 مساءً بتوقيت غرينتش (03:07 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بنسبة 1.97%، لتصل إلى 67.68 دولارًا للبرميل.
كما صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2025، بنسبة 1.72%، لتصل إلى 63.44 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وهبط الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) بنسبة 1.6%، و2% على التوالي خلال الجلسة الماضية، بعد تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي أشار إلى تراجع الطلب وزيادة المعروض عالميًا.
وارتفعت أسعار النفط بما يصل إلى 2% في مطلع الأسبوع، بسبب احتمال حدوث اضطرابات في الإنتاج أو تدفقات التجارة بسبب الصراع والحرب، لكن الخامَيْن القياسيين بدآ في الانخفاض أمس الخميس، ما محا غالبية المكاسب السابقة.
تحليل أسعار النفط
قالت كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للوساطة، بريانكا ساشديفا: "لا يبدو أن معركة التضخم الأميركية قد انتهت تمامًا، مما يُضعف توقعات الطلب على النفط من أكبر اقتصاد في العالم. حتى الاضطرابات الجيوسياسية لا تدعم أسعار النفط، إذ تشير الأساسيات إلى فائض في المعروض وضعف في الطلب".
وأظهرت التقارير الحكومية، الصادرة أمس الخميس، ارتفاع أسعار المستهلك الأميركي في أغسطس/آب بأعلى وتيرة في 7 أشهر، وارتفاعًا في طلبات إعانة البطالة لأول مرة الأسبوع الماضي، مما أبقى التوقعات مرتفعة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفّض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، لمحاولة تعزيز النمو الاقتصادي، الأمر الذي من شأنه أن يزيد الطلب على النفط.
وبدأت خسائر أسعار النفط بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري، إن المعروض العالمي من النفط سيرتفع بوتيرة أسرع من المتوقع هذا العام بسبب زيادات الإنتاج المخطط لها من قبل تحالف أوبك+.
لم تُجرِ أوبك، في تقريرها الخاص، أي تغيير على توقعاتها المرتفعة نسبيًا لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2025 و2026، قائلةً إن الاقتصاد العالمي يُحافظ على اتجاه نمو قوي.
وما تزال سوق النفط الخام تتأرجح بين ضغوط فائض المعروض والمخاوف بشأن الاضطرابات قصيرة الأجل، لكن المخاوف الجيوسياسية تُقلل من خسائر أسعار النفط.
وقررت دول أوبك+ الـ8، يوم الأحد، زيادة الإنتاج بأقل من توقعات السوق، إذ ستضيف نحو 137 ألف برميل يوميًا لإنتاج النفط كل شهر، بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ولمدّة 12 شهرًا.
ومن المتوقع أن ترتفع صادرات السعودية من النفط الخام إلى الصين، إذ ستشحن شركة أرامكو نحو 1.65 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، بزيادة حادة على 1.43 مليون برميل يوميًا مُخصصة في سبتمبر/أيلول.
وفي روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة بحلول عام 2024، انخفضت إيرادات مبيعات النفط الخام ومنتجاته في أغسطس/آب إلى أحد أدنى مستوياتها منذ بدء الصراع في أوكرانيا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وأفاد تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، بأن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 3.9 مليون برميل لتصل إلى 424.6 مليون برميل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
){kind=link}