كشفت دراسة طبية حديثة عن نتائج واعدة لدواء "أكيوتين" (إيزوتريتينوين)، المعروف بعلاج حب الشباب الشديد، في تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال المصابين بالعقم الناتج عن انعدام الحيوانات المنوية غير الانسدادي.
عادة ما يواجه هؤلاء المرضى خياراً وحيداً يتمثل في التدخل الجراحي لاستخراج الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين لاستخدامها في عمليات التلقيح الصناعي (IVF)، وهو إجراء محفوف بالمخاطر مثل العدوى وطول فترة التعافي، فضلاً عن أن نسبة نجاحه لا تتجاوز 50%.
آلية الدواء وفكرة الدراسة
استلهم الباحثون فكرة التجربة من ملاحظات سابقة أظهرت انخفاض مستويات حمض الريتينويك - الضروري لنضج خلايا الحيوانات المنوية - لدى الرجال المصابين بالعقم. ويعمل "إيزوتريتينوين"، المشتق من فيتامين A، على محاكاة هذا الحمض الطبيعي وتحفيز عملية إنتاج الحيوانات المنوية.
شارك في التجربة 30 رجلاً، تناول كل منهم 20 ملغ من الدواء مرتين يومياً لمدة ستة أشهر على الأقل، مع متابعة دقيقة لتحاليل الدم والهرمونات والسائل المنوي. وأسفرت النتائج عن: استعادة 11 رجلاً القدرة على إنتاج حيوانات منوية متحركة، ما أتاح لهم البدء بإجراءات التلقيح الصناعي دون جراحة. واستجابة جميع مرضى "متلازمة اختفاء الحيوانات المنوية" للعلاج. وظهور إنتاج جديد للحيوانات المنوية لدى سبعة رجال لم تكن لديهم أي خلايا منوية قابلة للرصد سابقاً. وتقليص زمن العملية الجراحية لاستخراج الحيوانات المنوية لدى غير المستجيبين للعلاج من 105 دقائق إلى 63 دقيقة.
وقد أدت الدورات التسع للتلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية الناتجة بعد العلاج إلى ولادة أجنة سليمة، وعدة حالات حمل مستمرة، وولادة طفل حي واحد على الأقل عند نشر الدراسة.
الآثار الجانبية والتحذيرات
رغم النتائج الإيجابية، عانى جميع المشاركين من جفاف الجلد وتشقق الشفاه، ونصفهم تقريباً من نوبات انفعال، إضافة إلى طفح جلدي وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية. وبسبب احتمال تأثير الدواء في وظائف الكبد، شدد الباحثون على ضرورة إجراء فحوص دم دورية خلال فترة العلاج.
وقال الدكتور جاستن هومان، أستاذ جراحة المسالك البولية بمركز "سيدارز-سيناي" في لوس أنجلوس: "إمكانية استخدام دواء مألوف لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية تمثل تطوراً مثيراً، لأنها تتيح خياراً غير جراحي للمرضى الذين يضطرون عادة للجراحة." لكنه حذّر من اعتبار النتائج نهائية، مؤكداً الحاجة إلى دراسات أوسع لتأكيد الفعالية وتحديد الجرعات المثلى والفئات الأكثر استفادة.
ويؤكد الخبراء أن استخدام "إيزوتريتينوين" لعلاج العقم يجب أن يظل محصوراً ضمن الأبحاث السريرية حالياً، مشيرين إلى أن مخاطره المعروفة على الأجنة تخص النساء الحوامل فقط، بينما لا توجد دلائل على تأثيره السلبي على الحمض النووي للحيوانات المنوية أو الأجنة الناتجة عنها.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك